الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد العيسوي يكتب: "تربية برلمانية".. حصري في البرلمان المصري

خالد العيسوي يكتب
خالد العيسوي يكتب :"تربية برلمانية"

منذ أيام وبالتحديد الأسبوع الماضي، كنت في طريقي إلى مجلس النواب، وعند بوابة الدخول وجدت زحمة وطابور من الشباب من مختلف الأعمار من طلاب المدارس والجامعات، بصراحة لم أهتم كثيرا، ودخلت أروقة المجلس، وانشغلت بالعمل اليومي كمحرر برلماني "لسة بيقول يا مسهل في هذا الطريق الجديد"، وبعد ساعات قليلة بدأت الجلسات العامة للمجلس وبدأ رئيس المجلس الدكتور على عبد العال في إدارة الجلسة، كل هذه الأمور تيسير كالعادة، وخلال المناقشات والاستجوابات وأجواء العمل البرلماني وحالات الشد والجذب التي لا تنتهي في أي برلمان دولي والتي تعد دليلا قاطعا على صحة هذا أو ذاك البرلمان، أن تجد حالات هكذا من الشد والجذب حول قوانين أو مناقشات مشاريع قوانين أو طلبات إحاطة وغير ذلك.

بدأنا الجلسة ودخلنا في هذه الأجواء، وبعد مرور ساعات ، إذ برئيس المجلس الدكتور على عبد العال، الذي أرى أنه الرجل الذي عبر بتاريخ مصر التشريعي في العصر الحديث إلى مرحلة الاستقرار والدفء في ظل ظروف صعبة للغاية مرت بها الحياة البرلمانية والتشريعية في مصر عقب أحداث يناير وثورة 30 يونيو وما عقب تلك الحقبة الصعبة في تاريخ مصر المعاصر، كما أن الرجل كان ومازال يتحمل المسئولية أمام الشعب في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية والتوازنات المرحلية وضعف الحكومات بسبب الأوضاع التي تعمل فيها وكذلك حالة الغيوم في المنطقة بأسرها، كما قولنا بدأت الجلسة وإذ بالدكتور على عبد العال يقطع الحديث عن إدارة الجلسة العامة ويرحب بطلاب المدارس والجامعات، الحقيقة أنا استغربت من هذا الموقف...يعني هولاء حاضرون منذ أن بدأت الجلسة وسمعوا هذه المناقشات وعاشوا حالات الشد والجذب الموجودة داخل أروقة المجلس..أنها لتجربة جديدة فريدة من نوعها في مصر ومجلس النواب تحديدا..تحتاج أيام للحديث عنها، لكن المفاجأة الأولى في هذا الأمر أنهم طلاب مدارس في محافظة قنا، جنوب صعيد مصر..جاءوا من جنوب البلاد ليشاركوا في جلسة عامة من جلسات مجلس النواب..السؤال هنا ما هو الغرض والهدف؟ بدون فلسفة والبحث عن إجابات ...الإجابة الرئيسية والوحيدة هي ..."تربية برلمانية" لأبناء مصر لتربية نشء جديد لديه وعى وتقافة عن البرلمان..والذي يمثل المطبخ السياسي لأى دولة في العالم..وأرى من وجهة نظري أن صاحب هذه الفكرة يحتاج لتكريم من نوع خاص..لأن التربية هي أساس الاجيال القادمة وحينما تخلق جيلا متسلح بالعلم والمعرفة والثقافة فأنت إذن تحافظ على كيان الدولة ويكون لديك شباب يستطيع إدارة الدولة في أي مرحلة، وكذلك تغذية حقيقية وبروتين طبيعي دون مؤثرات خارجية لخلق وطنية حقيقية نحو الدولة ومؤسساتها.

ولا شك أنها أيضا تأتي في إطار تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعواته المتكررة بشأن ضرورة العمل على تشكيل الشخصية المصرية وإعادة تأهيلها بعد حالة عدم الاستقرار النفسي التي مرت بها خلال السنوات السابقة، كما أنها تأتي في إطار دعوة الرئيس السيسي أيضا في تجديد الخطاب الديني وتنمية الروح الوطنية لدى الشباب وقربهم من دولتهم، أعتقد أن مؤسسة "البرلمان" كونها أحدى المؤسسات الدولة المصرية العريقة صاحبة التاريخ الطويل والدور الوطني، أعتقد أنها قد سبقت مؤسسات الدولة في اختراق هذا الطريق الصعب عبر "التربية البرلمانية"..حصة مكثفة لطلاب وشباب الجامعات لترسيخ مبدأ الدولة الوطنية ذات المؤسسات التشريعية والتنفيذية وغيرها من المؤسسات ليعلم الطالب منذ صغره أن الدولة لها مؤسسات ويجب عليه أن يحافظ عليها.

كنا في وقت سابق نعرض في التليفزيون المصري برنامج "البرلمان الصغير" وكان وقتها الحديث يدور عن التربية البرلمانية عن بعد،، لكن مؤسسة البرلمان في ثوبها الجديد وبإداراتها الحكيمة من خلال رئيس المجلس وفريقه المعاون من الأمناء والإعلاميين والشئون الأخرى جعلت التربية البرلمانية على أرض الواقع، لقاءات مباشرة بين رئيس المجلس وأعضاء المجلس وهولاء الطلاب من المدارس والجامعات، حصة تربوية خالصة معايشة حقيقية للعمل البرلماني السياسي،، طريق جديد نحو مستقبل بوعى وتربية ودراسة وإجراء عملي...منهج جديد تقوم به مؤسسات الدولة المصرية لحماية شبابها وأبنائها وخلق روح وطنية حقيقة بعيدا عن آلة الإعلام العدائية ووسائل التواصل الاجتماعي التخريبية...لتكون .."تربية برلمانية".. حصري في البرلمان المصري.