EN
وسط تصاعد التوترات مع تركيا، ترفض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجهود التي يبذلها الحزبان في الكونجرس للاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للأرمن، وهو ما وصفته وسائل إعلامية بمحاولة من ترامب لاسترضاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وعقب تصويت مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي بالإجماع للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، بعد مشروع قانون مماثل، تم تمريره في مجلس النواب أواخر أكتوبر، أقر أيضًا بالفظائع، باعتبارها إبادة جماعية، أعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب أن "موقف الإدارة لم يتغير" بعد تصويت الكونجرس بمجلسيه الاعتراف بعمليات القتل الجماعية للأرمن في عام 1915 "عملية إبادة"، وفقا لـ"بيزنس انسايدر".
وقالت "إن وجهات نظرنا تنعكس في بيان الرئيس النهائي حول هذه القضية في أبريل الماضي"، ففي بيان بمناسبة ذكرى القتل الجماعي للأرمن، قال ترامب إن الولايات المتحدة كرمت ضحايا "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين" لكنه لم يستخدم كلمة الإبادة.
وترفض تركيا ذلك القرار، فعقب تصويت مجلس النواب في أكتوبر، استدعت تركيا السفير الأمريكي دافيد ساترفيلد لإبلاغه رد فعل انقرة. وتأتي التحركات الأخيرة وسط تصاعد في التوترات بين واشنطن وأنقرة عقب الغزو التركي لشمال سوريا.
إضافة إلى شراء تركيا أنظمة الصواريخ الدفاعية الروسية "اس 400" ، وهي الصفقة التي أغضبت الولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو.
وردًا على العقوبات الأمريكية المحتملة على تركيا بسبب أنشطتها الأخيرة، هدد أردوغان بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية ، التي تستضيف القوات الأمريكية وحوالي 50 سلاح نووي أمريكي.
فيما أثار البيان الأمريكي جدلا في الصحف العالمية، حيث تم انتقاد ترامب أكثر من مرة بسبب "استسلامه" لأردوغان مثلما حدث عندما قرر بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا في أوائل شهر أكتوبر ، مما مهد الطريق لغزو تركي في تلك المنطقة.
وقد يواجه الرئيس انتقادات مماثلة في واشنطن بعد بيان إدارته عن الإبادة الجماعية للأرمن ، خاصة في ظل تأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي للاتجاه المعاكس.
وتعترف أكثر من 30 دولة بالإبادة بحق الأرمن، حيث تشير الأرقام إلى مقتل نحو مليون ونصف أرميني خلال الحرب العالمية الاولى على يد قوات الدولة العثمانية، إلا أن تركيا ترفض استخدام كلمة "إبادة" وتعتبرها مجازر متبادلة ناجمة عن حرب أهلية.
