الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سلام يكتب: يوم أن أشعل "البوعزيزي" النار في جسده

صدى البلد

مهما حدث لايمكن تقبل أن يموت المرء مُنتحرا خاسرا دينه ودنياه لأجل هذا ، عند الحديث عما جري في يوم الجمعة 17 ديسمبر سنة 2010 في تونس من شاب يُدعي محمد البوعزيزي فلا بد من التأكيد علي هذا المعني تزامنا مع التطرق لمسببات الغضب القاتل الذي جعله يشعل النيران في جسده ليلقي ربه بعدها بأيام قلائل في 4 يناير سنة 2011 في مشهد مروع كان مبعثا لتفجر ثورة الياسمين في تونس .

رحل محمد البوعزيزي ضحية الفقر والظلم وهو الشاب المتعلم الذي إضطر للوقوف في سوق حي سيدي بوزيد بتونس ليتكسب قوت يومه علي عربة متنقلة في وطن مُستلب من نظام حكم ظالم مستبد وقد صفعته شرطية تونسية طالبة منه أن يرحل من حيث يقف بالسوق فإذا به يرحل للأبد وقد وجد في ثري الأرض الرحمة "نأيًا"عن شخوص غليظة" الطبع"قاسية القلب تعيث فسادا وظلما في وطنه وهو الفقير الذي لم يجد سوي الفضاء الواسع ليقف في أحد الأسواق باحثا عن الستر فإذا به يهان.

رحل محمد البوعزيزي وللمفارقات فقد زاره الرئيس زين العابدين في المستشفي التي نقل إليها متأثرا بما جري له وبعدها تولي الشعب التونسي الثأر وقد إنتفض ثائرًا يردد النداء الأشهر" الشعب يريد إسقاط النظام" . !

إرتجف الرئيس زين العابدين بن علي من غضب شعبه وقتها تحدث للشعب ولكن بعد فوات الأوان قائلا : فهمتكم .! لم يكن أمام الرئيس زين العابدين إلا أن يفر هاربا إلي المملكة العربية السعودية صحبة عقيلته وما طالته يداه من ثروات وطنه طالبًا اللجوء السياسي وقد وقر يقينا أن الطغاة جبناء أينما وُجدوا وكما سلب الحكم يوما من سلفه الحبيب بورقيبه دون وجه حق ليحكم تونس بالحديد والنار وفي معيته عصبة آثمة فقد خسر كل شئ في لحظة لأن دولة الظلم وأن طالت مآلها دوما إلي زوال.

الشاب التونسي محمد البوعزيزي في رحاب الله 4 يناير 2011 بعد ان أشعل النار في جسده الجمعة 17 ديسمبر 2010 وحسابه عند خالقه ولكن أسباب الغضب كانت معبرة عن أحوال شعب يصطلي جراء طول مقام الظلم والفساد والإستبداد .!

يحسب لثورة الياسمين التوهج الذي أثلج الصدور عند البداية ولاحقا نالها مانال ثورات الربيع العربي التي بدأت لاحقا في مصر وليبيا وقد تحول الأمر إلي خريف مقيم وكان لزاما تصحيح المسار في ظل أن الثعالب قد ظفرت بالوليمة .!