وزير الأوقاف: الإسلام وضع ضوابط وقواعد عامة للحكم ولم يحدد نظاما معينا

نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة اليوم الأحد، ندوة مفتوحة بعنوان: «دور المرأة في العمل العام وخدمة المجتمع»، على هامش انطلاق الدورة الأولى لتنمية المهارات الإعلامية لواعظات الأوقاف بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

حاضر فيها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بمشاركة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعدد من أساتذة الجامعة، ولفيف من الإعلاميين وطلاب الجامعة.

ووجهت الدكتورة هويدا مصطفى التهنئة، لوزير الأوقاف على تجديد الثقة قائلة: «هي ثقة يستحقها بالفعل، وثمنت دور وزارة الأوقاف في نشر ثقافة الوسطية التي تحافظ على جوهر الدين، وفق رؤية مستنيرة مترامية الأبعاد، يشرف عليها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مؤكدة الدور الإيجابي الذي تقوم به المرأة في المجتمع، مشيرةً إلى ضرورة تطوير قدرة المرأة ومساعدتها وإزالة العوائق التي تقف في طريقها، مبينةً أن نجاح ذلك يظل مرهونًا بإسهام كل القائمين على الشأن العام بمساعدتها.

وفي كلمته، عبر الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، عن سعادته بتجديد الثقة بوزير الأوقاف، لأنه يؤدي أعماله بطريقة متميزة باعتبارها عقيدة لا واجبًا مثمنًا مواقف معاليه الوطنية، قائلًا: «لا أنسى مواقف وزير الأوقاف بعد 30 يونيو التي تدل على الشجاعة والإقدام، كما ثمن دور وزير الأوقاف في تطوير فكر وثقافة الواعظات، والخروج بهم لدائرة معرفية جديدة لأننا بحاجة إلى علوم جديدة تدعو إلى تطوير علوم الدين».

من جانبه، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الانفتاح على دوائر معرفية أخرى هو ما تقوم به وزارة الأوقاف من خلال التفريق بين الثابت والمتغير وضرورة إعمال العقل في فهم صحيح النص.

ونوه بأن الإسلام لم يضع نظامًا أو قالبًا جامدًا لنظام الحكم وإنما وضع ضوابط وقواعد عامة، أهمها حرية المعتقد والعمل على مكافحة الفساد والحكم الرشيد،ونعمل بشراكة واسعة مع وزارة الثقافة وتم إصدار سلسلة «رؤية» وصدر منها: فقه الدولة وفقه الجماعة، والحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وجارٍ إصدار حماية دور العبادة وضلالات الإرهابين وتفنيدها،ونعمة الماء مع ملحق معرفي أعدته وزارة الري.

وتابع: «كما قمنا بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، والهيئة الوطنية للإعلام بتدريب الأئمة والواعظات على مهارات التواصل الإعلامي، وتم تخريج دفعتين ويتم تدريب الدفعة الثالثة الآن، كما قمنا بإنشاء مركز الحاسب الآلي بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين ، وقمنا بترجمة خطبة الجمعة إلى نحو عشرين لغة».

ولفت إلى أن التدريب مستمر على الدوام طالما أن العلم لم ينته، فمن يتوقف عن تطوير وتحديث نفسه يتجاوزه الزمن، ومن خلال الدورة التي تقام في كلية الإعلام للواعظات وبمناسبة عنوان الندوة «دور المرأة في العمل العام وخدمة المجتمع» نؤكد أن الإسلام أعلى من شأن المرأة أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجًا، وحفظ لها حقوقها كاملة غير منقوصة.

وأشار إلى أننا أغلقنا وسددنا الطريق على المناهج التي كانت تنبثق من أصحاب الفكر المتطرف بافتتاح المدارس العلمية والمكاتب والمدارس القرآنية، كما قمنا بتأهيل عدد كبير من الواعظات للسيطرة التامة على مصليات السيدات، فمن جهة يقمن بعملية التعليم والتثقيف للسيدات، ومن جهة يغلقن الباب أمام غير المتخصصات وغير المؤهلات؛ لأن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، وأي إنسان سوِّي الفطرة لا يمكن أن يميل إلا للسماحة في الإسلام، قال تعالى: «فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ».