الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. دير رئيس الملائكة بجبل النقلون شاهد على الاضطهاد الروماني للمسيحية

صدى البلد


يقع دير رئيس الملائكة ( غبريال ) بجبل النقلون بالفيوم على بعد 16 كم جنوب شرق مدينة الفيوم بجبل النقلون مركز إطسا ويمكن الوصول إليه عن طريق قرية العزب ويرجع إلى القرن الثالث الميلادى ، ويعرف بإسم دير أبى خشبة ، وقد تم الكشف عن المغارات التى كان يلجأ إليها المسيحيون الأوائل فى فترة الإضطهاد الرومانى للمسيحية .

بدأت حياة الرهبنة فى هذا الدير فى القرن الرابع وهو ما يؤيده وجود مخطوطات تحوى قوانين رهبانية أرسلها الأنبا أنطونيوس لرهبان الدير ، وهو يعتبر الدير الوحيد فى مصر الذى يحمل إسم الملاك غبريال أو جبرائيل وقد دامت فيه الرهبنة حتى القرن الـ 18 ، كما يذكر أن الأنبا صموئيل المعترف قد عاش فى المغارات القريبة منه 35 عامًا ..

كما يذكر أيضًا فانسليب في رحلته أنه " سافر إلى دير الخشبة " ويرجح أملينو أن تسمية الدير بالخشبة هى على أساس أن كلمة QE بالقبطية تعنى خشبة أو بإضافة أداة التعريف mn فتصبح الكلمة بمعنى الخشب.

ومن ثم يكون الاسم القبطى للدير هوMonacthrion mnqe بمعنى دير الخشب. وقد ورد في سبب تسمية الدير بالخشبة في كتاب السنكسار الحبشى فيقول " توجد خشبة في سقف الكنيسة لها علامة تشير إلى فيضان النيل, ففى وقت القداس ينقط منها ماء كثير إذ كان في تلك السنة رخاء, وإذا كان جوع يظهر ماء مثل العرق.

ويعد الدير تاريخ طويل من الحياة الرهبانية ويشهد جبل النقلون لتاريخية وقدسية هذا المكان وحكاية 68 مغارة لا تنتهي.وقد تم الكشف عن المغارات ، التى كان يلجأ إليها المسيحييون الأوائل فى فترة الإضطهاد الرومانى للمسيحية.

بدأت الحياة الرهبانية بهذا الدير من القرن الرابع الميلادي ويؤكد هذا أن القديس بدأت الحياة الرهبانية بهذا الدير من القرن الرابع الميلادي و يؤكد هذا أن القديس الأنبا أنطونيوس ذكر عنه أنه قام بزيارة رهبان برية النقلون مرتين : وهذا ما أكده قداسة البابا شنودة الثالث بعدد مجلة الكرازة في 11 يونيو 1999 م الأولى : وكانت في سنة 285 م و هذا مدون في رسالة الماجستير ( وهي عن الرهبنة في مصر ) للمتنيح القمص غبريال أمين والثانية : في بداية القرن الرابع الميلادي حيث أسس الرهبنة بجبل النقلون وأقام القديس (ببنوده ) أبا روحيا للرهبان .

واستمرت حياة الرهبنة ببرية النقلون من القرن الرابع إلى أوائل القرن العشرين و انقطعت الحياة الرهبانية من برية النقلون في القرن العشرين ما يقرب من الخمسين سنه لكن الله سمح بعودة الحياة الرهبانية لبرية النقلون في أواخر الثمانينات من القرن العشرين على يد الأنبا ابرآم أسقف الفيوم الحالي. 

ثم قام الحبر الأنبا ابرآم مطران الفيوم و رئيس دير الملاك غبريال بجبل النقلون بالفيوم بحركة تعميريه على المستوى الرهباني و العمراني ، وكان من ثمر ذلك أن أعاد المجمع المقدس الاعتراف بهذا الدير بعد اكتمال شروط الاعتراف به، و بدأت هذه الحركة التعميرية في النصف الثاني من سنة 1988 م

أعطى الفرصة لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقضاء خلواتهم ببيت الخلوة للشباب مما جعلهم يستشعرون بركة هذه البرية فأقبلوا على طلب الحياة الرهبانية ، أعاد المجمع المقدس الاعتراف بدير الملاك غبريال في ( 29 مايو 1999 م) و هو تاريخ عيد حلول الروح القدس بهذا العام سنة 1999 م .

و إلى هذا اليوم صار عددا من الرهبان وصلوا إلى (أربعة وعشرون راهبا) ، (وستة إخوة طالبي الرهبنة) منهم (ثلاثة رهبان) اتجهوا إلى دير مارمينا المعلق بجبل مركز ابنوب اسيوط لتعميره و قبلهم راهب رابع اتجه إلى مركز نقادة للمشاركة في تعمير دير الملاك ميخائيل هناك.

ويقول أحمد عبد العال مدير عام منطقة أثار الفيوم بالدير كنيستان و هما :-كنيسة الملاك غبريال : بها ثلاثة مذابح و هم ( للقديسة الطاهرة مريم ، و الملاك غبريال و مارجرجس) و يغطي حوائطها عدد من الفريسكات وكنيسة الملاك ميخائيل : بها مذبح باسم الملاك ميخائيل .
والمغارات ببرية النقلون ، تم حصرهم بالمنطقة الشرقية فقط فوجد 68 مغارة، منهم مغارة القديس الأنبا صموئيل المعترف، و تم العمل في 15 خمسة عشر مغارة منهم تصلح لسكني المتوحدين.

بدأ هذا العمل من شهر ديسمبر سنة 1988 م ببناء مضايف لاستقبال الزوار بالدير و كذا بناء قلالي للرهبان وترميم البعض الآخر من القلالي . واتسع العمل أكثر في الفترة من صيف سنة 1993 م ، صيف سنة 1994 م و شمل العمل ترميم الكنيستين بالدير و عمل مائدة الاباء الرهبان ، و كذا تم إعداد خمس و عشرون قلايه لسكني الآباء الرهبان .

و في أغسطس سنة 1996 م صدر قرار رقم 264 لسنة 1996 م جمهوري ببناء سور جديد يحيط بالدير كله ، و أصبح داخل الأسوار مساحة حوالي 35 فدانا ، وتم عمل بوابة كبيرة للدير، و بوابة أخرى كبيرة أيضا.

كما تم بناء مغارتين حول البوابة الرئيسية للدير ارتفاع كل منها 25 ، كذلك تم عمل خزان للمياه بكل مناره و ذلك على ارتفاع يزيد عن 20 م لتخزين المياه العذبة النقية الداخلة إلى الدير عبر خط مواسير ممتد بطول 3 كم بالجبل - و من الخزانين تندفع المياه إلى داخل الدير عبر مسافة 500 م .

كما تم اعداد اماكن للخدمات بالدير : و هي ( فرق للقربان ) ، ( و مخبز نصف آلي لعمل الخبز للرهبان و زائري الدير ) و أماكن ضيافة الأباء الكهنة و الشباب في خلوتهم ، وتم إعداد مكان مناسب مساحته ( 6 × 15 ) ، ليكون مكتبة اطلاع للرهبان. وتم رصف الطريق المؤدي إلى الدير بمسافة 5 كم سنة 1996.

و تم إقامة عمل عمرانى بالدير يشمل : بناء 25 وحدة سكنية مساحة كل منهم 170 م بكل وحده أربع قلالي : و القلاية عبارة عن ( حجرة و صالة و حمام مطبخ ) و بذلك أصبح بالدير 100 مائة قلاية معده للسكن.

ثم وضع الاساسات و الأرتفاع بالأبنية لثلاثة مباني مساحة كل منهم 1800 م و استغلالهم مبنى خدمات للاباء الرهبان، و مبنى خدمات للزائرين ، و مبنى خدمات لخلوة الأباء الكهنة و الشباب. 

وأثناء الحفر لتنفيذ مشروع للدير في المنطقة القبلية من الدير في 28 يوليو 1991 م ، وجد بعض من أجساد الرهبان . وجد معهم ( المنطقة الجلد ) و كانت في حالة تؤكد أن هذه الأجساد مر عليها عدة قرون من الزمن، وهذا أكد أنها أجساد خاصة بالآباء الرهبان الذين عاشوا في هذه البرية.

و استمرت عمليات الحفر في 25 أغسطس 1991 م فوجد المزيد من هذه الأجساد ووجد بعضها في صناديق من خشب النخيل. و أحد هذه الصناديق وجد به جسدان أحدهما بدون رأس مما أكد أن هؤلاء الرهبان نالوا إكليل الاستشهاد ، و في 1 سبتمير 1999 م وجد طفل صغير استشهد بالخنق و تأكدنا من هذا لان لسانه وجد بارزا للخارج.

و الدير يعيد لهم باحتفال روحي في 1 سبتمبر من كل عام ، و يختم الاحتفال بالقداس الإلهي و يرأس هذا الاحتفال صاحب النيافة الأنبا ابرآم أسقف الفيوم و رئيس الدير، ونالت كنائس كثيرة في مصر و المهجر أجزاء من رفات هؤلاء الشهداء و تقوم الكنيسة بالاحتفال بهم.