الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد انتقام إيران لسليماني.. الترقب والقلق سيد المشهد.. ارتياح أمريكي بعد الضربة وتحذيرات دولية من اشتعال الصراع.. ومطالبات لطهران بالاكتفاء بهذا الحد

صواريخ إيرانية
صواريخ إيرانية

-العراق يرفض تحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات
- دول العالم لضبط النفس وعدم الإنجرار لحماسة زائفة
- إسرائيل تحذر طهران.. ونتنياهو يهنئ ترامب
- الحرس الثوري يعد بتصعيد جديد.. المعركة لم تنتهي بعد

لا تزال حالة الحذر والترقب سيدة الموقف في أنحاء شتى من العالم بعد ضرب إيران مواقع في العراق، فجر الأربعاء، يضم جنودا أمريكيين، لا سيما قاعدة "عين الأسد" الجوية، ردا على اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، ببغداد، فجر الجمعة، وهو التصعيد الذي فتح سيناريوهات الحرب بشدة في ظل حديث إيراني عن هجمات جديدة، إلا أن نسب الحرب الفعلية قد انخفضت بعد قيام إيران برد لم يسقط فيه أحد من العسكريين أو المدنيين، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.

وأكد قادة إيران في تصريحاتهم، منذ أمس الأربعاء، أن "الانتقام" قد تم، تاركين الباب مفتوحا لتصعيد أكبر، فيما فضل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقليل من شأن ما جرى، مؤكدا عدم سقوط ضحايا، ومتوعدا بفرض عقوبات أشد صرامة على طهران.

ووسط قلق دولي واستنفار لـ"أسوأ الاحتمالات"، أكد العراق رفضه أن يكون منطلقا لاعتداء على أي من دول الجوار، أو ساحة لـ"تصفية الحسابات"، واستدعت بغداد سفير طهران لديها لتسليمه احتجاجا في هذا الإطار.

المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قال الأربعاء، إن بلاده "وجهت صفعة على وجه الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن العمل العسكري ضد واشنطن "ليس كافيا".

وعلق الرئيس الإيراني حسن روحاني على القصف قائلًا "قطعوا يد سليماني، وانتقام ذلك سيكون عبر قطعنا لأقدامهم عن المنطقة".

وأعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، انتهاء رد طهران على اغتيال سليماني، وأن طهران استهدفت القاعدة التي استغلتها واشنطن لشن هجوم على سليماني.

على الجانب الأمريكي، قال الرئيس دونالد ترامب، عبر "تويتر"، إن بلاده تجري تقييما للخسائر والأضرار التي نجمت عن القصف الصاروخي الإيراني لقاعدة "عين الأسد"، ولقاعدة أخرى في أربيل (شمالا).

وفي السياق ذاته قال مسؤول أمريكي آخر للشبكة إن القوات الأمريكية تلقت تحذيرا قبل الهجمات، والجنود دخلوا الملاجئ قبل وقوعها.

بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إن بلاده ستوجه "ضربة ساحقة"، في حال أقدمت إيران على ضرب أهداف إسرائيلية، ردا على مقتل سليماني.

وأضاف نتنياهو، في مؤتمر صحفي برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، قائلا: "كل من يحاول مهاجمتنا، سيعاني أكثر من ضربة ساحقة".

وتابع: "سليماني كان مسؤولا عن قتل أبرياء، لقد مس استقرار العديد من الدول، ونشر الخوف والمعاناة في المنطقة وخطط لأمور أسوأ بكثير".

وجدد تهنئته لترامب على قرار قتل سليماني، معتبرا أنه "ليس لواشنطن صديق أفضل من إسرائيل، وليس لإسرائيل صديق أفضل من اواشنطن".

من جانبها دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فان دير لين، إلى وقف فوري للتصعيد المسلح بالشرق الأوسط، والعمل على حل المشاكل العالقة بالحوار.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عقب اجتماع للمفوضية في بروكسل، أمس.

الصين بدورها دعت واشنطن وطهران إلى مواصلة ضبط النفس، محذرة من أن سوء الأوضاع بالشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد.

وأدانت بريطانيا وألمانيا و إيطاليا الهجوم الإيراني، فيما قال أمين عام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبر، إنه يدعو إيران إلى الامتناع عن المزيد من العنف.

وفي هذا السياق، أعلنت شركات طيران تجارية ومدنية تغيير مسار رحلاتها عبر الشرق الأوسط؛ لـ"تجنب أي خطر محتمل"، ومنيت أسواق المال بتراجعات كبيرة فيما ارتفعت أسعار النفط والذهب.

ورغم ممانعة العراق لما حدث على أراضيها، إلى المليشيات العراقية الموالية لطهران تريد عكس، بأن تخلو الساحة لها ولإيران من أمريكا، حيث قال القائد الجديد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إنه سيواصل السير على النهج الذي حدده سلفه قاسم سليماني الذي قُتل بضربة جوية بطائرة مسيّرة أمريكية الأسبوع الماضي.

وأشار إسماعيل قآني إلى أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على أهداف أمريكية في العراق، أمس (الأربعاء)، سيؤدي في نهاية المطاف إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة.

وكان البرلمان الإيراني أقر مؤخرًا قانونًا يعدّ القوات الأمريكية المنتشرة في القرن الأفريقي، إلى آسيا الوسطى، مرورًا بالشرق الأوسط؛ «إرهابية». لكن النص الجديد أدرج وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) والقوات الأمريكية كافة والمسؤولين عن اغتيال سليماني، وكل شخص معنوي أو حقيقي مرتبط باغتيال سليماني، في إطار هذا التصنيف.