الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أملاح وتحلل وهشاشة.. مخاطر تهدد الكنوز الأثرية بالمتحف الزراعى.. وخطة للترميم والصيانة

صدى البلد

يعتبر المتحف الزراعى أحد أهم المتاحف القومية فى مصر والمتخصصة فى المقتنيات الأثرية الزراعية، ويحتوى على ثلاثة من أهم أنواع المتاحف المتخصصة، وهم المتحف الذى يضم المقتنيات الأثرية القديمة والمتحف الذى يضم مقتنيات من العصر اليونانى والرومانى ومتحف لمقتنيات الآثار التراثية.

هذا الكنز في أمس الحاجة لصيانة وترميم وتطوير،لحماية محتوياته والحفاظ عليها، وهو ما أكده الدكتور عبد الحميد كفافي مدير عام التخطيط والمتابعة لترميم الآثار بقطاع المشروعات، لـ صدى البلد، حيث وضع تصورا بخطة حفاظ وعلاج وصيانة أثار المتحف الزراعى وتطويره.

قال كفافي لـ صدي البلد: هذه الآثار تمثل سجلا تاريخيا خالدا يوثق جانبا هاما من الحياة المصرية، كون المتحف يحتوى على معظم أنواع المواد الأثرية، من فخار ومعادن وأخشاب ومخطوطات ونسيج ولفائف كتانية وجماجم حيوانية ومحنطات وهياكل عظمية وجب الحفاظ عليها.

وتابع: الآثار من جانبها بالتعاون مع وزارة الزراعة أصدرت القرارات اللازمة بتسجيل هذه المقتنيات فى سجلات الآثار ابتداء من عام 2015،وكان لابد من حفظ وصيانة وترميم هذه المقتنيات بالطرق العلمية وعرضها بالطرق المثلى التى تتفق وأهمية هذه الآثار الفريدة من نوعها والموجودة بهذه المتاحف أو المخازن.

تتخطى هذه المقتنيات الألاف من القطع الأثرية والتى تستحق أن نضع نصب أعيننا علاجها وصيانتها وترميمها وعرضها فى منظومة بيئية ومتحفية مثلى لكى تكون فى درجة عالية من الحفظ.

وكشف تفاصيل مظاهر التلف على المقتنيات الأثرية وطرق الحفاظ عليها،وبدأ بالفخار والأوانى الفخارية والتراكوتا، قائلا إنه من خلال الفحص للفخار والأوانى الفخارية والأمفورات وتماثيل التراكوتا، تبين وجود تكلسات ملحية ورملية على الأسطح ووجود بهتان وتكلسات جيرية،وضعف للقشرة السطحية ووجود تكلسات لونية، وكسر فى بعض الأجزاء وفقد أجزاء فى أوانى أخرى.

وعن مقترحات العلاج والصيانة، قال أنها تتضمن أعمال العلاج والصيانة إزالة الأملاح والتكلسات بالطرق الميكانيكية ثم الكيميائية، ومعالجة الشروخ والأجزاء المكسورة ثم عمليات التقوية والتثبيت للأجزاء الضعيفة والاستكمال للأجزاء المفقودة إذا كان ذلك ضروريا.

أما محنطات الطيور والحيوانات، من خلال الفحص المبدئي لها وموجودة بمخزن المتحف اليونانى الرومانى وكذلك المعروضة بالمتحف والتى تتخطى الألفى قطعة، تلاحظ أن هذه المحنطات والملفوفة باللفائف الكتانية تعانى من التلف الشديد .

وتلاحظ ضعف فى الكتان وتمزق فى كثير من الأجزاء وبعضه قد قارب على التحلل الذاتى والتفحم، وقد تعرضت هذه المحنطات للتلف الميكروبى الشديد،وأدى التلف إلى تحلل بعض الأجزاء وفقد بعض الأجزاء، وقاربت أجزاء منها الى الانفصال لما يعرضها الى الضياع.

وقال كفافي إن أعمال العلاج والصيانة تتضمن معالجة اللفائف الكتانية من الاصفرار وكذلك استبدال التالف منها مع الأخذ فى الاعتبار عمليات التعقيم من الكائنات الحية الدقيقة التى أصابت هذه اللفائف.

‏كذلك تعقيم المحنطات بمواد التعقيم المناسبة سواء بمشتقات عضوية أو بمواد تعقيم بواسطة المبيدات الأمنة، وذلك لضمان عدم تلف هذه المحنطات واستكمال بعض الأجزاء المفقودة بمواد مناسبة خاملة تعويضا عن الأجزاء المفقودة، ثم تهيئة البيئة المناسبة أثناء عرض هذه المحنطات .

وفيما يتعلق بالمعادن والأدوات المعدنية، قال أن فحص المعروض منها أو الذى تم تخزينه وهى أدوات معدنية متنوعة من قطع حديد أو برونز أو نحاس، نجد أن مظاهر التلف واضحة عليها من خلال موجود مركبات الصدأ المتنوعة من أكاسيد أو كلوريدات أو كربونات، وعلي الأدوات البرونزية نجد طبقات صدأ، وكلها تحتاج الى علاج نواتج مركبات الصدأ الموجودة.

وأضاف أن العلاج والصيانة يتضمن أعمال التنظيف الميكانيكى ثم التنظيف الكيميائى وكذلك أعمال التجفيف، والعزل والتقوية بالمواد المناسبة،لضمان حماية هذه المعادن من العوامل البيئية المحيطة ومن التفاعل الداخلي بواسطة تفاعل غازات الجو المحيط ببعض مواد الأثر،وتحتاج المعادن كذلك بعد أعمال العلاج والصيانة لبيئة حفظ مثالية،كى لا تتأثر بأى تفاعل ناتج عن ملوثات أو تنشيط لمركبات صدأ مستقبلية.

والأخشاب والأدوات الخشبية الزراعية تتضمن أدوات حرث وقوائم خشبية بها حالة جفاف عالية،وقد تلاحظ وجود تابوت خشبى كذلك بمتحف الأثار المصرية عليه بقايا من طبقة ملاط ملونة،والأخشاب بها شقوق وثقوب وبعض الالتواءات غير أنها مصاب باصابات بيولوجية عديدة،وتلاحظ فقد لبعض الأجزاء فى الأدوات الزراعية وكذلك للتابوت الخشبى.

ولترميمها لا بد من أعمال التنظيف والتطرية بالمواد المناسبة لاعادة المحتوى الرطوبى للخشب بالمواد السليلوزية المناسبة،كما تتضمن أعمال العلاج الإستكمال للأجزاء المفقودة بالنيتروسليلوز والميكروبالون، كما يتم التقوية بالمواد المناسبة مع التعقيم المناسب بواسطة المشتقات العضوية.

وتتضمن قطع النسيج الموجودة شرائط نسجية وكتانية ترجع الى العصر الاسلامى والعصر القبطى،تقارب خمسة وعشرون قطعة وكلها فى حالة تخزين سيئ، وتبدو فى حالة متهالكة وضعف شديد ومفقود منها أجزاء،كما توجد بمتحف الأثار المصرية قطعة كتانية كبيرة مفقود منها أجزاء.

وقال إن قطع النسيج الموجودة بمخزن المتحف اليونانى الرومانى لا بد من استخراجها من المخزن بطرق أمنة، وضرورة تنظيفها وتقويتها واستكمال بعض الأجزاء الضرورية وعمل حامل مناسب لكل قطعة، وضرورة تثبيت الأصباغ للقطع التى تبدو عليها فقد أجزاء من الصباغة الموجودة عليها، وضعها فى بيئة مناسبة وعرضها بطرق توضح أهمية هذه القطع النسجية.

وكشف كفافي أن المتحف به مخطوطات ورقية بخط اليد وترجع الى العصر المملوكى وعصر محمد على،وبالفحص الظاهرى تلاحظ أن هذه المخطوطات الورقية فى حالة فقد لبعض أجزاء منها،ويبدو على أجزاء منها الاصفرار مما يدل على وجود الحموضة فى أجزاء منها،كما أنها تحتاج لتدعيمها بحوامل مماثلة تكون خاملة لعدم الاضرار بهذه المخطوطات وتحتاج لبيئة مثالية وأعمال عرض مناسبة.

كما يضم المتحف مجموعة من جماجم الحيوانات والطيور،وتتضمن رؤؤس من العظم للحيوانات والطيور والهياكل العظمية المعروضة فى فاترينات المتحف اليونانى الرومانى، وهناك فقدان لأجزاء من هذه العظام بما يدل على أن التلف البطىء قد بدا عليها، كذلك فإن بعض هذه العظام قد تعرض للتلف بواسطة الكائنات الدقيقة، ووصلت بعض هذه العظام إلى حالة من الهشاشة.

ولا بد من إجراء معالجات فى التقوية للعظام الضعيفة ووقف نزيف التأكل لهذه العظام بالمواد المناسبة،وعمل الاستكمالات اللازمة للأجزاء التى يمكن أن تتفتت، بالاضافة إلى أعمال العزل لهذه العظام،وعمل التعقيمات اللازمة ضد الكائنات الحية الدقيقة ووضعها فى بيئة مناسبة وعرضها بطريقة مثلى.

واختتم أنه بعد أعمال العلاج والصيانة والترميم للأثار الموجودة فى المخازن والمعروضة فى المتاحف التي يضمها المتحف الزراعى،والتى تحتاج الى درجات حرارة ورطوبة نسبية وإضاءة مناسبة ومرشحات للتلوث وأجهزة تخفيض للرطوبة النسبية،وأجهزة قياس للرطوبة النسبية والحرارة والمحتوى الرطوبى للأثار والإضاءة، وعمل التهويات المناسبة للبيئة المتحفية، والتى يمكن عمل دراسة كاملة لها أثناء أعمال الصيانة والترميم.