الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: (صلاح) بين الكاف والجمهور

صدى البلد


مهما علا شأن لاعب كرة القدم وسطع نجمه فهو قبل كل شيء بشر يخطئ ويصيب في قراراته وانفعالاته وتصريحاته الشخصية ، وقد أثار غياب النجم المصري محمد صلاح عن حفل (الكاف) للأفضل داخل القارة الإفريقية انتقادات واسعة عبر السوشيال ميديا ، وعند النظر الى عدم حضور صلاح للحفل ما هو إلا أمر كروي بحت خاصة أنه تأكد من عدم الحصول على جائزة الأفضل في أفريقيا ومنحها للسنغالي ساديو ماني ، وليس له أبعاد أخرى تتعلق بتصفية حسابات مع أشخاص أو إتحادات رياضية ، وأن ما يتعرض له صلاح من هجوم وانتقادات معادية وتجريح لفظي شديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمر مبالغ في التعامل مع نجومية صلاح وشعبيته داخل مصر وخارجها، بل وأمر خطير قد يحدث شرخًا بين اللاعب ومحبيه ويؤثر ذلك على علاقة اللاعب بمنتخب بلاده وعطائه مستقبلًا .
نعم هناك عتاب حقيقي ولوم شديد للنجم المصري على طريقة تعامله مع الحدث وتعنته في في قراره ، لكنه مصحوب بالمودة والرفق على لاعب هو فخر لكل عربي ومصري وسفير رياضي يتغنى به العالم أجمع من خلقه وإنضباطه وموهبته التي رفعت من أسهم اللاعب المصري وغيرت من النظرة الضيقة تجاه اللاعب العربي في عيون الكشافين لكرة القدم في العالم .
ولا أحد يختلف على أن حضور صلاح للحفل كان مهمًا وله دور كبير في نجاح الحفل حتى في حالة عدم تتويجه بالجائزة ، خاصة أن الحفل مقام في مصر وبمدينة ساحلية مدينة الغردقة متزامنًا مع أعياد الميلاد وسط أجواء جميلة واستقرار أمني وتنسيق مسبق في التعامل مع الحدث مما يساهم ذلك في الدعاية والترويج العالمي الخارجي للسياحة المصرية .
بل واللوم والعتاب الأكبر على صلاح تجاه زميله في ليفربول صاحب الجائزة السنغالي (ساديو ماني ) اللاعب الخلوق الذي توج بالجائزة عن إستحقاق ومنافسة شريفة.
ماني شارك صلاح العام الماضي فرحته عندما توج بالجائزة ،وتبادل معه الرقص والاحتفال بتتويجه بالأفضل ، والتي أقيم الحفل في السنغال بلد اللاعب ماني وكان الجميع وقتها على علم بأن صلاح هو صاحب الجائزة ، ورغم ذلك حضر ماني الحفل وشارك زميله في الريدز فرحته .
فكان على صلاح الحضور والترحيب بزميلة ومشاركته فرحته ، وإزالة التوتر الذي يصنعه الإعلام ويكبره كل يوم بين صلاح وماني فكانت خير فرصة لذلك .
صلاح قام بتوجيه تغريدتين عبر حسابه الشخصي ، الأولى قام بتوجيه التهنئة لزميله ساديو ماني بحصوله على جائزة الكاف للأفضل وهي تغريدة بديهية في ظل عدم الحضور ، والثانية ساخرًا من حصول الإتحاد المصري السابق على جائزة أفضل اتحاد داخل القارة ، وسط إندهاش من الجميع على تلك التغريدة التي قد يستعملها البعض في إحداث بلبلة وصناعة أزمة لصلاح مع جمهور بلده ومنتخب بلاده والمسئولين .
صلاح لم يتحرى الدقة في قراره بعدم الحضور ولم يحسن استعمال عبارته تجاه الإتحاد المصري المستقيل ، وعليه تفادي الصدام الذي بدأ بالفعل مع الإتحاد الإفريقي وأعضائه ومع من منحوه أصواتهم والمرتبط مستقبلًا بجوائز قد تؤثر في اختيار صلاح من جانب الكاف وتعنتهم من رفض صلاح طلبهم للحضور للحفل رغم إرسال طائرة خاصة له ولزملائه ومحاولة إقناعه الحضور،والخوف من توابع ذلك الصراع في التأثير على مستواه مع فريقه في الدوري الإنجليزي وجمهور الريدز، أو علاقته بمنتخب بلاده ومحبيه في الشارع الرياضي.