الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإخوان والفلول يقودون تمرد المخابرات السودانية.. صندوق السودان الأسود يدير محاولة الانقلاب الجديد.. حميدتي يكشف المخطط.. والجيش يواجه العمليات في الخرطوم بالدبابات

صدى البلد

  • حميدتي: الإخوان وفلول البشير وراء تمرد المخابرات
  • صلاح قوش: الصندوق الأسود لنظام البشير والمجرم الدولي
  • النائب العام: يجب إعادة هيكلة جهاز المخابرات

احتجت مجموعة من منتسبي جهاز المخابرات العامة السوداني في العاصمة الخرطوم، أمس، الثلاثاء، لتبدأ عملية تمرد تطورت خلال الساعات الأخيرة.

وأشار بيان صدر عن جهاز المخابرات العامة السوداني إلى أن "مجموعة من منسوبي هيئة العمليات اعترضت على إجراءات هيكلة الجهاز وقيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة".

وقال عضو المجلس السيادي الفريق الركن شمس الدين كباشي إن ما يجري من قبل المحتجين بهيئة جهاز المخابرات العامة يصنف بالتمرد العسكري.

وقالت مصادر في مطار الخرطوم إنه تم تعليق الرحلات الجوية بمطار الخرطوم بصورة مؤقتة.

وقال العميد الركن عامر محمد الحسن، المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، إن القوات المسلحة ترفض السلوك الذي قامت به قوى تابعة لجهاز المخابرات العامة أمس، الثلاثاء، بعد احتجاجها على ضعف استحقاقاتها المالية.

ووصف المتحدث، ما حدث، الثلاثاء، بـ"الفوضى التي تتطلب الحسم الفوري".

وكشف الحسن في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم لحسم الفوضى، وأضاف: "كل الخيارات مفتوحة للسيطرة على الموقف".

وقال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، إن ما حدث حركة احتجاج محدودة، وإن الجيش يعمل على تأمين الشوارع في الخرطوم، وإن هناك مساعي لإقناع الوحدات المتمردة بالاستسلام وتسليم سلاحها.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن أحداث اليوم باتت تحت السيطرة.

وقال: "نجدد ثقتنا في الجيش والقدرة على سيطرته على الوضع"، مضيفا: "الوضع الحالي يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة مع العسكريين والدفع بها، الأحداث لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة".

من يقف وراء التمرد
كشف نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن هوية من يقف وراء تمرد جهاز المخابرات العامة في الخرطوم.

واتهم حميدتي رسميا مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق، صلاح قوش، بالوقوف وراء الأحداث التي تشهدها الخرطوم.

ويتحصن عدد من منتسبي جهاز المخابرات السوداني في عدد من المباني التي شهدت محيطها إطلاق نار في العاصمة الخرطوم.

وقال إن هناك ضباطا في الخدمة متورطون في الأحداث التي شهدتها الخرطوم.

وأضاف أنه تمت مصادرة جميع الأسلحة الثقيلة لدى هيئة العمليات.

كما اتهم حميدتي مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أبوبكر دمبلاب بالتقصير في معالجة مشكلة منسوبي هيئة العمليات بعد هيكلة جهاز الأمن السابق وقطع بمحاسبة المقصرين في عملهم.

وأشار حميدتي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، الثلاثاء، بمقر إقامته في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، إلى توفر معلومات لديهم يسعى من خلالها بعض القيادات العسكرية والسياسية للإطاحة بالحكومة، وتعهد بمحاسبة كل المتورطين فيما حدث الثلاثاء بالخرطوم، حسبما نقلت عنه جريدة "الانتباهة".

وأوضح أن سبب المشكلة يعود إلى رفض البعض لهيكلة جهاز الأمن وحل هيئة العمليات، وأن هناك بعض الرافضين للهيكلة يسعون لأن تكون هيئة العمليات موجودة لاستخدامها في زعزعة الأوضاع بالبلاد، وكشف عن اتصال قام به قبل يومين بمدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ابوبكر دمبلاب أخبره بأن هناك معلومات مؤكدة تقوم بها أيادٍ في المؤتمر الوطني تسعى لإحداث البلبلة في البلاد.

وكشف حميدتي عن اجتماع عقد أمس الأول، الاثنين، برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بحضور مدير جهاز المخابرات العامة الذي أكد أن الأوضاع تحت السيطرة.

وأضاف: "سألت مدير جهاز المخابرات العامة لماذا حتى الآن لم يتم استلام السلاح من منسوبي هيئة العمليات؟"، وأوضح أن مدير جهاز المخابرات العامة ظل يؤكد أن الأمور تحت السيطرة وأن هذه المشكلة محلولة، وأشار إلى أن السلاح الثقيل تم استلامه قبل فترة وأعلن عن توفير حوالي ٢٣ مليون دولار عبارة عن مستحقات منسوبي هيئة العمليات قبل حوالي ٢٠ يوما، ونوه إلى أنها متوفرة بخزينة جهاز المخابرات العامة وقطع بعدم السماح بالفوضى مجددًا.

وأكد حميدتي أن الأوضاع الآن تحت السيطرة تمامًا، وأشار إلى أن القوات النظامية المختلفة تستلم مقار هيئة العمليات، وقال إنها تنتظر توجيهات القيادة العليا للدولة.

ودعا حميدتي المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن الأحداث وترك القوات النظامية القيام بدورها كاملًا، وطالب المواطنين، خاصة في ولاية غرب كردفان، بعدم الاستجابة لدعوات الزحف الأخضر التي تم الدعوة لها خلال اليومين المقبلين.

وقال: "لا تنساقوا وراء من يسعون لخداعكم باسم الدين ويتحدثون عن إغلاق القنوات الإسلامية"، وأشار إلى جميع مطالب أبناء الولاية تجري معالجتها، من بينها أوضاع منسوبي الدفاع الشعبي، وناشد من أسماهم الشرفاء من أبناء السودان عدم الانسياق وراء دعوات الزحف الأخضر التي تمت الدعوة لها يومي ١٨ و٢٦ يناير المقبلين.

وأوضح أن الحكومة لا تستطيع منع قيام هذه المظاهرات في ظل مناخ الحريات وحق المواطنين في التظاهر.

وسمى حميدتي ما يجري بـ"فرفرة المذبوح" من النظام البائد وقطع بأنها لن تحقق مخططاتها، وجدد تأكيده بأن هناك بلاغات مدونة في مواجهة بعض من ينتحلون صفة الدعم السريع.

تواصل التصعيد
أمهل الجيش السوداني المتمردين 4 ساعات لإخلاء مقرات هيئة العمليات بمناطق الخرطوم الثلاثة.

وسيطرت قوات متمردة تابعة لجهاز المخابرات العامة السودانيلى على حقلي حديدة وأبو سفيان النفطيين في ولاية غرب كردفان.

وجرت عمليات إطلاق نار بين الشرطة العسكرية والقوات المتمردة في 3 مواقع متفرقة بالخرطوم تتواجد فيها مقرات لهيئة العمليات، شملت حي كافوري ومنطقة سوبا شرقا، علاوة على المقر الرئيسي السابق لهذه القوات شرق مطار العاصمة قرب حي الرياض، وذلك مع اقتراب انتهاء مهلة مدتها 4 ساعات، منحها الجيش لـ "المتمردين" لإلقاء السلاح والاستسلام.

وذكرت قناة "روسيا اليوم" أن إطلاق النار طال أحياء تتواجد فيها مقرات لهيئة العمليات في جهاز المخابرات العامة والذي بدأت وحداته، في وقت سابق من اليوم، "تمردا" بدأ بإطلاق أعيرة نارية في الهواء ورفض تسليم مبانيها.

وعزز الجيش السوداني انتشاره في العاصمة الخرطوم، حيث نشر دبابات في إطار تحركاته للتصدي لحركة التمرد.

وأدخل الجيش السوداني عدة دبابات في حي كافوري، الذي يضم مقرا لهيئة العمليات لجهاز المخابرات العامة.

وأفاد شهود بأن إطلاق النار الكثيف أسفر عن إصابة 4 مدنيين، منهم من تعرض لإصابات خطيرة.

وعلق النائب العام السوداني، تاج السر علي الحبر، على تمرد مجموعة من عناصر جهاز المخابرات العامة السوداني.

وبحسب "سكاي نيوز"، قال الحبر إن ما حدث من منتسبي جهاز المخابرات العامة المسرحين يشكل جريمة تمرد بكامل أركانها.

وشدد على أنه يجب إجراء التحقيقات اللازمة للكشف عما حدث وإعادة هيكلة جهاز المخابرات وفقا للوثيقة الدستورية.