بعد سنوات من إغلاقها، تكشف تقارير إعلامية عن خلاف غير معلن بين قطر وتركيا، أدى في النهاية إلى إغلاق شبكة الجزيرة "ترك" التي تملكها إدارة الجزيرة القطرية، رغم أن العلاقات تبدو في ظاهرها قوية.
الخلاف بدأ عندما تجرأت الجزيرة التركية وتحدثت عن فساد 4 وزراء في حكومة رجب طيب أردوغان بينما كانت تلتزم وسائل الإعلام التركية الصمت تجاه القضية، مما أثار غضبا داخل السلطات التركية، لكنهم أصيبوا بالدهشة وكان الأمر غريبا خاصة وأن القناة القطرية الناطقة بالتركية تم الاتفاق على إنشائها منذ 2011 لدعم أردوغان، لكن بدلا من تقديم الدعم لأردوغان وحكومته، اعتقد المسؤولون الأتراك أن الذراع الإعلامي لقطر قد يسبب مشاكل داخلية في البلاد، وفقا لوسائل إعلام بريطانية مقربة من هؤلاء المسؤولين.
ويشير مسؤول سابق بالقناة القطرية إلى أن المشروع الذي أغلق في 2017، أغلق بسبب السياسة الدولية، حيث كان من المخطط أن يتم إطلاق قناة إخبارية على مدار الـ24 إلى جانب منصات رقمية أخرى، موضحا "يبدو أن الإدارة القطرية لم ترد مواصلة الاستثمار في تلك الوسائل الإعلامية التي قد تؤدي إلى خلاف في العلاقات مع تركيا".
وتكشف التقارير عن أن قطر مولت "الجزيرة التركية" بنحو 75 مليون دولار، في ظل زيادة التعاون بين الدوحة وأنقرة وتدفق التمويل القطري إلى تركيا.
لكن الخلاف- وفقا لعاملين سابقين بالقناة- يعود إلى عام 2013 عندما قامت "الجزيرة ترك" بتغطية احتجاجات ضد حكومة أردوغان، إلا أن الحكومة التركية اعتبرت تغطية الجزيرة التركية والإنجليزية قاسية، وأنها قد تقف ضد أردوغان.
ويقول أحد كبار المحررين بالجزيرة إن ذلك الأمر تسبب في مقتل ثقة أنقرة بالقناة القطرية، مما دفعها لإصدار شبكة أخرى تنطق بالإنجليزية تدين لأردوغان ونظامه بالولاء وهي TRT World، إذ أن المحتوى الذي تقدمه الجزيرة لم يتوافق مع رغبة المسؤولين الأتراك.
ويسلط التقرير الضوء على التحول الإعلامي للجزيرة وسقوطها عام 2013 بعد فضح تحيزها الواضح لجماعة الإخوان، مشيرا إلى أن الإمارة الصغيرة أصبح لها وزنا في المنطقة بسبب قناة الجزيرة وليس بسبب احتياطي الغاز، حيث كانت دائما تحاول الحفاظ على اسم القناة الذي صنعها إضافة إلى علاقتها مع تركيا التي يحرص الأمير القطري على الحفاظ عليها.
وقال أحد العاملين بالقناة إن الهدف الرئيسي لقناة الجزيرة التركية هو إنشاء قناة تلفزيونية إقليمية مؤثرة مقرها إسطنبول، لكن التغييرات الداخلية والضغوط الخارجية لعبت دورا في إغلاق القناة عام 2017، ورغم أن القناة لم يتم إطلاقها رسميا إلا عام 2014، لكنها كانت تقوم بتوظيف العاملين واختبار المحتوى منذ عام 2011.
كما كشف عن غضب المسؤولين الأتراك من القناة وهجومهم عليها بسبب مواقف صحفييها خلال احتجاجات 2013، رغم أنها كانت حريصة خلال تناولها للأخبار التي تتعلق بالحكومة التركية.
ومؤخرا ، نجد أن قنوات "تي ار تي" التركية انتقدت تناول قناة الجزيرة للعدوان التركي على سوريا، ورغم أن الجزيرة كانت تلتزم الحرص ولم تُغضب الأتراك، إلا أن أنقرة غضبت من نقل الجزيرة وجهة نظر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعادي أردوغان ويعتبرها إرهابية.