مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد المجيد، تتصدر شجرة الكريسماس المشهد في البيوت والميادين والمراكز التجارية حول العالم، مزينة بالأضواء والكرات الملونة والنجمة الذهبية.
ورغم انتشار هذا التقليد، يتساءل كثيرون، ما قصة شجرة الكريسماس؟ وكيف أصبحت رمزًا أساسيًا لعيد الميلاد؟
سر شجرة الكريسماس والنجمة الذهبية
في هذا المقال، نأخذك في رحلة تاريخية موثوقة لفهم أصل الشجرة ودلالتها الدينية والرمزية، بحسب ما نشره موقع هيلثي.
الجذور الأولى لشجرة الكريسماس

ترجع جذور استخدام الأشجار دائمة الخضرة إلى ما قبل المسيحية، حيث كانت الحضارات القديمة، مثل الرومان والجرمان، تعتبر الأشجار الخضراء رمزًا للحياة والانتصار على الموت في فصل الشتاء القاسي.
كان الناس يعتقدون أن الأشجار دائمة الخضرة تحمل طاقة روحية تحمي المنازل من الأرواح الشريرة وتجلب الخير.
دخول شجرة الكريسماس إلى التقاليد المسيحية

في العصور الوسطى، بدأت الشجرة تكتسب معنى مسيحيًا، وتشير روايات تاريخية إلى أن القديس بونيفاس في القرن الثامن الميلادي استخدم شجرة دائمة الخضرة لشرح مفهوم الثالوث المسيحي، ما ساعد في ربط الشجرة بالعقيدة المسيحية.
لاحقًا، في القرن السادس عشر بألمانيا، ظهرت أول شجرة كريسماس مزينة داخل المنازل، ويُنسب إلى مارتن لوثر فكرة تزيين الشجرة بالشموع، تعبيرًا عن النجوم التي تضيء السماء ليلة ميلاد السيد المسيح.
كيف انتشرت شجرة الكريسماس حول العالم؟
انتقلت شجرة الكريسماس من ألمانيا إلى باقي أوروبا، ثم إلى بريطانيا في القرن التاسع عشر، بعدما قام الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا، بتزيين شجرة في قصر باكنغهام.
وبفضل الصور التي نشرتها الصحف آنذاك، تحولت الشجرة إلى موضة اجتماعية انتشرت سريعًا في أمريكا وأستراليا وبقية دول العالم.
سر ارتباط شجرة الكريسماس بعيد الميلاد المجيد
يرتبط استخدام الشجرة بعدة رموز دينية وإنسانية، أبرزها:
- الخضرة الدائمة: ترمز إلى الحياة الأبدية والأمل المتجدد.
- الشكل المثلث: يرمز إلى الثالوث المقدس في المسيحية.
- النجمة أعلى الشجرة: ترمز إلى نجمة بيت لحم التي قادت المجوس إلى مكان ميلاد السيد المسيح.
- الأضواء: تعبر عن النور الإلهي الذي جاء إلى العالم مع ميلاد المسيح.
دلالات زينة شجرة الكريسماس
- لم تكن الزينة مجرد مظهر جمالي، بل حملت معاني رمزية:
- التفاح الأحمر كان يُستخدم قديمًا ليرمز إلى قصة آدم وحواء.
- الكرات الملونة تطورت لاحقًا لتعبر عن الفرح والاحتفال.
- الأجراس ترمز إلى إعلان الخبر السار.
الشرائط الذهبية والفضية تعكس البهجة والسلام.
شجرة الكريسماس في العصر الحديث
اليوم، لم تعد شجرة الكريسماس رمزًا دينيًا فقط، بل أصبحت رمزًا عالميًا للفرح والتجمع الأسري.
تتنوع أشكالها بين الطبيعية والصناعية، وتُضاء بتقنيات حديثة، كما تُقام شجرة عملاقة في ميادين كبرى مثل نيويورك والفاتيكان، لتصبح مقصدًا سياحيًا عالميًا.









