هل من مات بمرض السرطان شهيد؟، أكد العلماء أن مريض السرطان إذا توفي فهو شهيد، منوهين بأن النصوص الشرعية تُبيّن أصناف الشهداء، ومن ذلك ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
ووضع بعض العلماء ضابطًا للشهيد فقال: «كل من مات في عِلَّةٍ مُؤْلمةٍ متماديةٍ، أو مرضٍ هائلٍ، أو بلاء مفاجئٍ، فله أجر الشهيد، فمن النوع الأول: المَبْطُون، ومن النوع الثاني: المَطْعُون، ومن الثالث: الغريق".
والمتتبع لأصناف الميتات المذكورة في الأحاديث يجد أن فيها شدة، ويكون فيها المشرف على الموت حاضر العقل واعيًا، متحسسًا لآلامها، فبذلك يكون شهيدًا على نفسه يوم أن يلقى الله تعالى، وكل ذلك زيادة لأجورهم وتكفيرًا لذنوبهم، فيبلغوا مراتب الشهداء التي أعلاها القتل في سبيل الله.
ولكن من شروط نوال أجر الشهادة الصبر على المرض، واحتساب العبد شأنه عند الله تعالى، كما قال الإمام السبكي في فتاويه عندما سُئل عن الشهادة فقال: "حالة شريفة تحصل للعبد عند الموت لها سبب وشرط ونتيجة". وعدَّ من الشروط أمورًا منها: الصبر، والاحتساب، وعدم وجود ما يمنع كالدّين، وأخذ حق الغير ... وغيرها.
فمن ابتلي بمرض السرطان فصبر وحمد الله على حاله ثم مات بسببه نال أجر الشهادة بإذن الله تعالى، فهذا المرض من أشهر الأمراض الفتاكة التي تؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان، ولا يملك الإنسان لها شفاء حتى اليوم، فمن أصيب به فلا ينزعج ولا يضيق صدره، بل يبذل أسباب العلاج، ويُسلم الأمر لله تعالى راضيًا بقضائه، يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن الله كتب له أن يصطفيه مع الشهداء إذا صبر واسترجع.
هل المتوفى بمرض السرطان يعد شهيدا