قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إمام الحرم يوضح جزاء المحسنين يوم القيامة.. فيديو

جزاء المحسنين يوم القيامة
جزاء المحسنين يوم القيامة

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إنَّ رحمةَ اللهِ أقربَ ما تكون من المحسنين، كما قال تعالى ذكرُه: «إنَّ رحمةَ الله قريبٌ من المحسنين»، وأنَّ المحسِنَ موعودٌ بالإحسان والزِّيادة، كما قال جلَّ ثناؤه: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»، وقال: «وسنزيد المحسنين».


وأضاف الدكتور بندر بن عبدالعزيز، خلال خطبة الجمعة اليوم من الحرم المكي، أنَّ المحسِنَ من أهل البُشرى، قال تقدَّستْ أسماؤه: «وبشِّر المحسنين»، وقال: «لهم ما يشاؤون عند ربِّهم ذلك جزاءُ المحسنين»، ثوابَ المحسنِ محفوظٌ عند الله وإن خفي عن الناس أو جحدوه، قال عزَّ وجلَّ: «إنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أجرَ المحسنين»، أنَّ الإحسانَ يُعقِبُ في قلبِ صاحبه لذَّةً لا مِثلَ لها، ولذا قال بعضُ العلماء: «إنَّ أكبرَ لذَّاتِ الدُّنيا هي لذَّةُ الإحسان» ولعلَّ هذه اللَّذَّة داخلةٌ في بشارته تعالى للمحسنين.

وواصل: إنَّ مُبْتدَأَ الإحسانِ: إحسانُ المرءِ إلى نفسِه، بدلالتها على خالقها وربِّها، وتجريدِ التَّوحيد له سبحانه، وعبادتِه على غاية الشُّهود والمراقبة، وتمام الإخلاصِ والمجاهدة، حتَّى يصدُق فيه قوله صلى الله عليه وسلم: «أنْ تعبُدَ اللهَ كأنَّك تراهُ، فإن لم تكنْ تراهُ، فإنَّه يراك» أخرجه الشيخان.

وبين أن المؤمنُ محسنٌ في صلاتِه التي هي لقاؤه بمحبوبه، ومناجاتُه لربِّه، فيؤديها على غاية الكمالِ: يطمئنُّ في ركوعها وسجودها، ولا يختلسُها اختلاسًا، ولا ينقرُها نقرًا، غيرَ ذاهلٍ عنها، ولا مُشتَغِلِ البالِ بغيرها، بل يؤدِّيها بسكونِ طائرٍ، وخفضِ جناحٍ، وجمعِ خاطرٍ، وتفريغِ لُبٍّ.

وأكمل: وهو محسنٌ في زكاتِه أيضًا، التي هي طُهرةٌ لماله، ونماءٌ لكسبه، ومواساةٌ لإخوته من ذوي الفاقة، فيؤديها إلى أهلها: في وقتها، من غير بخسٍ، راضيةً بإخراجها نفسُه، لا يمنُّ بها، ولا يؤذي طالبَها، ولا يشِحُّ بإتباعها بالتصدُّق المستحبِّ؛ إمعانًا في الجميل، وإبلاغًا في الإحسان.

واستطرد: «المؤمنُ-كذلك- محسِنٌ في صومِه، الذي هو تركُ الشَّهوةِ لله تعالى، فيتعبَّدُ به تعبُّدًا خاصًّا، ويبلغُ به من الإحسانِ إلى أعلى مراتبه، فإنَّه يتركُ أحبَّ الأشياءِ إليه من غير اطِّلاع أقربِ النَّاسِ في ذلك عليه؛ إيثارًا لاطِّلاعِ علَّامِ الغيوبِ، وشهودًا لمراقبته، وهذا هو لبُّ الإحسان وحقيقتُه وجوهرُه، فالصِّيامُ موردٌ من مواردِ تحقيق الإحسانِ أَعْظِمْ به وأَجمِلْ!».

وأردف: «هو -بَعْدُ- محسنٌ في حجِّه، الذي هو إجابةُ محبٍّ لدعوة حبيبِه، وقصدُ زيارتِه في بيته، فيُتِمُّ جميعَ أعمالِه لله تعالى، مباعدًا للرَّفث، مجانبًا للفسوق، نائيًا عن الجِدال، قد أقبل بكُلِّيَّتِه على مولاهُ، يأنس من نفسه جلالة الـمَزُور، فيتحفَّظُ من أن يراهُ ربُّه في بيته وحَرَمِه، وعلى بساطِ كرَمِه، مُخلًّا بأدبٍ، أو مضيِّعًا لفرضٍ، أو مقصِّرًا في عمل.. فحجُّه مشهَدٌ من مشاهد الإحسان الكبرى، وموقفٌ من مواقفهِ العُظمى».

نوه بأن المؤمنَ يمتدُّ إحسانُه إلى غيره، ويعمُّ من سواه، فإذا استجمعَ خِلالَ الإحسانِ إلى النَّفسِ، دأبَ على ترويضها على الإحسان إلى المخلوقينِ، وأن للإحسانِ إلى النَّفسِ وإلى النَّاس عواقبَ حُلوةَ الجَنى، طيَّبة الثَّمر، كريمةَ الأثر، فأنَّ المحسِنَ ينالُ درجةَ المحبَّة، وينعَمُ بخالِصَةِ المعيَّة، كما قال سبحانه في غير موضعٍ: «إنَّ اللهَ يُحبُّ المحسنين»، «وإنَّ اللهَ لمع المحسنين».