الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل الأوسكار


شاهدت اليومين الماضيين فيلمين من أصحاب النصيب في ترشيحات جوائز الأوسكار وهما little women , jojo rabbit والفيلمان يعرضان حاليا بالسينمات وانصح بمشاهدتهما.

بالمصادفة الفيلمان متساويان في ترشيحات الأوسكار 6 جوائز لكل فيلم، ويتشاركان في 4 ترشيحات منها، هي أفضل فيلم، تصميم ملابس، ممثلة مساعدة، نص مقتبس.
وفي رأيي حظوظهما أكبر في تصميم الملابس عن باقي الأفلام بسبب الفترة الزمنية التي تدور خلالها أحداث الفيلمين، والمجهود الواضح لظهور ملابس الابطال بشكل رائع لتلك الفترات.
اعترف ان jojo rabbit أعجبني أكثر لفكرته السياسية الكوميدية الساخرة والتي تم تقديمها بشكل فانتازيا حول طفل الماني متعصب "جوجو" الذي يسيطر على خياله شبح هتلر "بشكل هزلي" أثناء الحرب العالمية ويعيش معه يومياته وكيف كان يتم تربية الصغار داخل معسكرات الكشافة على تلك الثقافة النازية وكره اليهود، بالطبع هوليوود تبعث رسالة واضحة ودون "مواربة" على أن اليهود تم ظلمهم ولا يستحقوا ما حدث لهم في ألمانيا، وتتلخص الرسالة في مشهد بنهاية الفيلم حينما تخرج الفتاة "السا" اليهودية من مخبأها بمنزل العائلة الالمانية إلى الشارع لتجد العلم الأمريكي يرفرف مع الجنود الأمريكيين والحياة تعود لطبيعتها في شوارع المدينة بعد أن تحررت ألمانيا من خوف وقمع "هتلر"، الرسالة مغلفة بالدعوة للتسامح ونقد لاذع للثقافة النازية.
الطفل جوجو بتلقائيته وخفة ظله مع أصدقاءه زاد جرعة الكوميديا الساخرة للفيلم فهو يريد أن يتقمص نموذج هتلر ويقلده ولكنه يفشل في المعسكر بسبب عدم شجاعته فيطلقون عليه جوجو الأرنب! لنشاهد العديد من المواقف الكوميدية مع جوجو وصديقه وهو بملابس الحرب يحمل السلاح ! ولكن مع ذلك يصدمنا المخرج بمشاهد قاسية للجثث المشنوقة في الشوارع ويفاجيء الطفل جوجو بأمه "سكارليت جوهانسن" مشنوقة في أحد الأيام، عقابا لها لتسترها على اليهود.
معظم عناصر الفيلم جيدة خاصة السيناريو والتمثيل، ونجح الفيلم في سرد الاحداث بشكل مثير وكوميدي رغم حساسية الفكرة ولكن حظوظه تبدو صعبه في اقتناص عدد كبير من جوائز الأوسكار، فالمنافسة قوية هذا العام في وجود افلام مهمة مثل 1917, once upon a time in hollywood, Irishman.
اما فيلم little women هو عن رواية قديمة سبق وقدمت أكثر من مرة على خشبة المسرح وفي السينما ولكنها من أكثر الروايات العالمية الملهمة عن الحب والطموح والأحلام في حياة الفتيات ، الفيلم يركز أكثر على المشاعر المختلفة للنساء بداية من الحب إلى المعاناة وألم الفراق والغيرة بين الشقيقات، وكذلك موضوعات حرية الاختيار والنضج والاستقلال في الحياة الشخصية هي رواية عن عالم النساء وأحلامهم وطموحاتهم ومعاناتهم بجدارة ، في ظل عالم لا يترك الكثير من الخيارات لهن.
فنعيش قصة أربع شقيقات مع والدتهن التي تولت تربيتهن بمفردها لسفر الأب للمشاركة في الحرب الاهلية الأمريكية وتلعب ميريل ستريب دور العمة لهن وهو دور "صغير" ولكن ظهور ستريب وحضورها كما هو ولو بمشهد واحد تجعله ظهور رائع وهي هنا تعطي نصائح للفتيات بضرورة البحث عن زوج "غني" ليساعد العائلة! مثل نصائح الأمهات والخالات والعمات في معظم المجتمعات الفقيرة، ويسرد السيناريو الحاضر الحزين للعائلة التي تعاني من أثار الحرب والفقر وأحلام الفتيات وتتصدرهن جو "ساويرس رونان" الفتاة الحساسة الخجولة والتي تعيش مع عوالم شخصياتها الروائية وتبيع قصصها بتوقيع مزيف وتتحمل مسؤولية شقيقاتها، قبل أن تكشف عن شخصيتها للناشر.
من بين ترشيحات الاوسكار نال الفيلم ترشيح أفضل ممثلة ل ساويرس رونان وبالفعل قدمت أداء جيد جدا وفي عدد من المشاهد كانت رائعة مثل مشهد اعتراف "تيموثي شالاميت" بحبه ومواجته لها ولكن مقارنة بأداء رينيه زيلويجر في فيلم "جودي" تتفوق الأخيرة بجدارة وحظوظها أكبر في الفوز بجائزة اوسكار أفضل ممثلة.
قبل ساعات من اعلان الجوائز تبدو بعضها محسومة مثل التمثيل لخواكين فينكس ورينيه زيلويجر وجوائز الإخراج والتصوير وأفضل فيلم تتأرجح بين فيلمي 1917 , Irishman وأفضل ممثل مساعد الاقرب لها برادبيت ، وبالطبع ربما تحدث مفاجأت.

--

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط