الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدينة المساجد.. فوه قبلة السياح والمتصوفة في كفر الشيخ.. وهؤلاء أبرز مشاهيرها

صدى البلد

مدينة مصرية تلقب باسم مدينة المساجد، تقع في أقصى شمال مصر، وتتبع محافظة كفر الشيخ إداريًا، وتضم 365 مسجدًا بعدد أيام السنة، إنها مدينة فوه، عروس نهر النيل بمحافظة كفر الشيخ.

تقع فوه أقصى شمال وسط الدلتا وتطل على فرع رشيد، أحد فرعي نهر النيل، حيث تبعد عن مدينة القاهرة مسافة 181 كيلومترًا جهة الشمال، وعن مدينة الإسكندرية 98 كيلومترًا جهة الشرق.

تشتهر قرى فوه بالزراعات التقليدية مثل، القطن والأرز والقمح، ولكن مدينة فوه تتميز بنشاطها الحرفي والصناعي، فلها شهرة كبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان، الذي يلقى رواجًا وإقبالا في أمريكًا ودول أوروبا الغربية نظرًا لجودته العالية التي لا يوجد لها مثيل في هذه البلاد.

وأدى موقع مدينة فوه المتميز الذي يقع على طريق رئيسي يربط دسوق بمطوبس في موقع متوسط منه، وموقع مقابل لمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة على الجانب الآخر من فرع رشيد إلى ازدهار التجارة بالمدينة، وإلى علاقات متميزة بالمراكز والمدن المجاورة.

تاريخ المدينة يؤكد مكاناتها التجارية المتميزة ليس فقط علي المستوى المحلي وإنما على المستوى العالمي، حيث كانت مآذن مساجدها تستخدم منارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط، ويدل على ذلك المنشآت التجارية الباقية حتى الآن مثل ربع الخطايبة الذي كان يستخدم لإقامة التجار القادمين.

ويضم ربع الخطابية أماكن للحفاظ على بضائع التجار ومجموعة من الوكالات التي كانت تستخدم لعرض البضائع، والآثار لا تدل فقط على مكانة فوه التجارية وإنما - أيضًا - على ما كانت تشتهر به من صناعات مثل الكتان والطرابيش والنحاس، وهذه الصناعات كانت مزدهرة في عصر محمد علي باشا وكانت تفي باحتياجات الجيش والمواطنين.

وتعتبر مدينة فوه متحفًا مفتوحًا بشوارعها التي تحتوى على العديد من المنازل القديمة ذات الطابع المعماري الإسلامي، حيث حباها الله بالعديد من النعم عن غيرها، ما جعلها متميزة في الصناعات الحرفية على مدى تاريخها، ابتداءً من صناعات السجاد والجوبلان إلى الآثار مرورًا بمناظرها الجميلة والطبيعية الخلابة بها.

رشحت منظمة اليونسكو مدينة فوه لتكون المدينة ذات المركز الثالث بعد القاهرة ورشيد لاحتوائها على عدد كبير من المساجد والآثار الإسلامية، حيث تم اختيارها ضمن منظمة متاحف بلا حدود، واختارتها هيئة اليونسكو لتكون محمية طبيعية باعتبارها ثالث المدن الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، فبها 365 مسجدًا أثريًا وقبة ومزارًا.


ومن أشهر الآثار الإسلامية في مدينة فوه، مسجد الكورانية، والذي يُنسب إلى الشيخ أحمد محي الدين الكوراني المدفون بمقصورة خشبية بالجدار الجنوبي الغربي من المسجد، وقد أنشئ المسجد سنة 1139هــ / 1726، ومسجد القنائي والذي يُعد من المساجد المعلقة وبه أروع منابر مساجد فوه على الإطلاق، وأقيم المسجد مكان الخلوة التي أقام بها الشيخ عبد الرحيم القنائي، أحد مشاهير الصوفية المصرية في العصر المملوكي، أثناء زيارته للعالم سالم أبو النجا بفوه، ومسجد السادات السباع (السبعة)، حيث أنشئ هذا المسجد سنة 1144 هــ / 1731م والضريح مدفون به سبعة من الصوفية.

ويقصد السائحون مدينة فوه؛ للتعرف على آثارها المتنوعة ذات القيمة التاريخية الكبيرة، ويقضون أوقاتهم في قضاء أسعد الأوقات والاستمتاع بنيل فوه وزيارة ورش تصنيع الجوبلان والكليم وورش الحدادة القديمة، والتي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وكذلك تناول بعض المأكولات المميزة كالفطير البلدي "المشلتت"، وقضاء الأوقات السعيدة من خلال ركوب الحنطور في شوارع المدينة أو التنزه وسط الحقول والحدائق المميزة.

ومن أشهر وأبرز أبناء مركز فوه، الدكتور محمد خليل عبد الخالق، الخبير في الطب ومخترع علاج البلهارسيا، والذي ولد ، في قرية السالمية، وكان أستاذًا لعلم الطفيليات بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر الأسبق، والدكتور علي باشا إبراهيم، أول من أدخل نظام التأمين الصحي ومدير جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، ومُنح وسام لازار الإيطالي وقلادة النيل عام 1973 وجائزة الدولة التقديرية عام 1989م.