الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المهرجانات.. إفساد الذوق العام


ظهرت على الساحة الفنية منذ ما يقرب من 10 سنوات، موضة جديدة فى عالم الأغنية، وكان جمهورها يقتصر على سائقى التوك توك، وأطلقوا عليها أغانى "التوك توك" أو "أغانى المهرجانات"، فئة جديدة تدّعى أنها من أهل الفن، فئة لا تهدف للغناء والطرب، بل لإفساد وتدمير الذوق العام.

وكثيرا ما أرجع النقاد والمثقفين سبب ظهور هذا النوع من الأغانى إلى الضحالة الثقافية لمستمعيها.

هذه الأغانى لا يمكن أن تسمى أغانى «شعبية»، لأنها لا تمت بأى صلة للمطربين الشعبيين الذين يملكون أصواتًا قوية مثل عبدالمطلب أو محمد رشدى أو أحمد عدوية وغيرهم من نجوم الأغنية الشعبية، فهى مجرد مجموعة من الألفاظ والكلمات الخارجة عن حدود الذوق والرقى والأخلاق، يقدمها مجموعة من الأفراد الذين ليس لهم أى علاقة بالغناء ولا الموسيقى.

إلى أن وصل الأمر لإحصائيات مخيفة، كشفت عنها الأرقام قبل نهاية عام 2018 فيما يتعلق بالأغنية المصرية، وأكدت سطوة موضة المهرجانات على سوق الأغنية، إذ حقق مهرجان "العب يلا" أكثر من 155 مليون مشاهدة على يوتيوب، كما حقق "حمو بيكا" المركز السادس على موقع الأغانى الدولى "ساوند كلاود" بأغنيته "رب الكون ميزنا بميزة"، وحقق بيكا مليونين و63 ألف، ومؤخرا حقق شاكوش المركز الثانى فى الساوند كلاود أيضا.
 
الغريب فى الأمر تقديم كبار الإعلاميين وأكبر القنوات الفضائية لأغانى المهرجانات على أنها فن واستضافة من يقدموا أغانى التكاتك أو المهرجانات على أنهم فنانين والاستماع لما يقدموه بل وصل الأمر فى بعض الأحيان ببعض الإعلاميين للرقص على المهرجانات فى برامجهم المذاعة على الهواء وتحول الجمهور إلى ضحية لا حول له ولا قوة، بعد أن تسبب الإعلام فى إلقاء المزيد من الضوء على المهرجانات وقدمها على أنها فن.

والأغرب موافقة نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان الكبير هانى شاكر، على اعتماد شاكوش أحد مقدمى المهرجانات فى النقابة، رغم أن موقف النقيب هانى شاكر كان واضحا من المهرجانات ومن يقدمونها وتجلى موقفه هذا كثيرا على سبيل المثال مع  زميل شاكوش (حمو بيكا)، لا أفهم لماذا اختلف موقفه مع شاكوش هل لأنه ردد إحدى أغنيات النجم هانى شاكر فى عدد من البرامج؟ هل هذا يشفع لاعتماده فى النقابة؟

نحن أمام أزمة حقيقية إن لم تكن كارثة فنية وأخلاقية، ستؤثر على جيل كامل، والسؤال الهام هنا كيف لمصر صاحبة الريادة الفنية عبر العصور أن يخرج منها هذا المستوى المسيء.

من المستفيد من إلقاء الضوء على من يقدمون كل رخيص ومبتذل فى الكلمة واللحن وحتى الصورة  لتدمير ذوق المصريين، وتشويه الفن المصرى؟ هل من الداخل ..إعلامنا المصرى والنقابة وكل من سمح لمثل هؤلاء لتقديم سمومهم لشبابنا التى أراها أشد خطرا من المخدرات، أم المسئول جهة خارجية كما أشار الشيخ محمود التهامى حينما اكتشف سرقة لحن مهرجان بنت الجيران من لحن إسرائيلى؟

أيا كان المسئول فلابد من تدخل سريع من كل المسئولين وكبار الفنانين والنقاد والنقابة والرقابة لمحاربة مايسمى بأغانى التكاتك أو المهرجانات، ومنع شاكوش و غيره من إفساد الذوق العام .

والأهم  قيام كل تلك الجهات بواجبها الذى هو تهيئة المناخ لظهور أصوات غنائية وموسيقية لديهم الموهبة والدراسة واحترام المهنة والجمهور وأعتقد أن مصر بها الكثير والكثير جدا من مثل هذه المواهب .

بذلك تكون ظاهرة المهرجانات موجة ستأخذ وقتها وتنتهى، وفى النهاية لن يكون البقاء سوى للفن الحقيقى..ولن تحفظ ذاكرة تاريخنا الفنية شاكوش ولا ابنة جيرانه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط