الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اداب زيارة البيت الحرام.. 8 أمور التزم بها و4 محظورات على المعتمر

اداب زيارة البيت
اداب زيارة البيت الحرام.. 8 أمور التزم بها و4 محظورات

آداب زيارة البيت الحرام.. نال المسجد في الإسلام مكانةً خاصةً؛ فهو بيت الله ومكان عبادة للمسلمين، ولذلك بيّن الرسول -عليه الصلاة والسلام- العديد من السنن المتعلقة بالمساجد، ومن أهم الأمور الواجب الالتزام بها؛ المحافظة على نظافة المسجد والعناية والاهتمام به.

وقد رتّبت الشريعة الأجر العظيم لمن حافظ على المسجد واعتنى بنظافته وطهارته، وفي ذلك روى الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: «عُرِضتْ عليَّ أجورُ أمَّتي حتَّى القَذاةُ يخرجُها الرَّجلُ منَ المسجدِ». 

كما كان لمن يقوم بشؤون وأمور المسجد المتعلقة بالنظافة مكانةٌ عظيمةٌ جليلةٌ، إذ روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: « أنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ، أَوْ شَابًّا، فَفَقَدَهَا رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فَسَأَلَ عَنْهَا، أَوْ عنْه، فَقالوا: مَاتَ، قالَ: أَفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي قالَ: فَكَأنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا، أَوْ أَمْرَهُ، فَقالَ: دُلُّونِي علَى قَبْرِهِ فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قالَ: إنَّ هذِه القُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً علَى أَهْلِهَا، وإنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لهمْ بصَلَاتي عليهم».

ومن صور المحافظة على نظافة المسجد الذهاب إليه وحضور الصلاة بأجمل وأحسن وأطيب الثياب، وعدم دخوله بالحذاء، ومن الآداب والسنن المتعلقة بالمسجد أيضًا عدم تخطّي رقاب المصلّين، والحرص على الرائحة الطيبة.

وكان الدكتور محمد الحفناوي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكد أن زيارة البيت الحرام بمكة او المدينة لها آداب يجب على كل مسلم مراعاتها وتبدأ بتقديم الرجل اليمنى و الإتيان بدعاء الدخول.

وأضاف «الحفناوي» أنه يندب عند دخول المسجد الحرام - كغيره من المساجد- أن يدعوا الداخل بهذا الدعاء: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، الحمد لله، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، ثم يقول: باسم الله»، مشيرًا: ويقدم اليمنى في الدخول.

وتابع أنه من بين الآداب الذي يجب أن يلتزم بها المعتمر أداء صلاة تحية البيت: وهي ركعتان يؤديها، مبينًا: أما من قدم محرمًا فيبدأ بالطواف أولًا.

وأوضح: وكذلك الالتزام بعدم رفع الصوت والإكثار من الطاعة؛ لما في المسجد الحرام من مضاعفة الحسنات، فيكثر من الطواف والصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، ولا يضيع وقته فيما لا يعود عليه بالنفع في الآخرة. 

وواصل أنه يجب اجتناب المعاصي والسيئات وتجنب مزاحمة الناس، لاسيما عند الحجر الأسود؛ فإن استلام الحجر مستحب، ومزاحمة الناس إذا ترتب عليها إضرار بهم حرمت.

واختتم أستاذ الفقه أنه يجب على المعتمر الحرص على دعاء الخروج؛ فإذا أراد الخروج من المسجد فيستحب أن يقدم رجله اليسرى، ويستحب أن يقول عند الخروج: « اللهم إني أسألك من فضلك»، أو يقول: « رب اغفر لي، وافتح لي أبواب فضلك»، وذلك بعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-.

هناك بعض الأمور التي يحرم فعلها في المساجد، يُذكر منها:

1- الشراء والبيع وما في حكمهما في المسجد: فالمساجد بيوت الله، أُنشئت للعبادة والتعليم والذكر ولا يجوز تعاطي أمور الدنيا فيها من بيعٍ وشراءٍ وتساومٍ وتكسّبٍ بالصنائع، قال الله - سُبحانه وتعالى-: « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ*رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ».

2-  نشدان الضالة ونحوها: من ما هو ممنوع شرعًا في المساجد السؤال عن الضالة فيها، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: « مَن سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضالَّةً في المَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لا رَدَّها اللَّهُ عَلَيْكَ فإنَّ المَساجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهذا».

3- رفع الصوت بالجدال ونعي الميت: ومن الممنوع شرعًا رفع الصوت داخل المسجد، والجدال فيه، كما يمنع نعي الميت ويُتأكّد المنع إذا كان في ذلك إشغالًا للمصلين. 

فُضّلت بعض المساجد على غيرها، والمساجد التي فُضّلت هي:
1- المسجد الحرام: قَال –تعالى-: «وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، وَفِي تفسير الآية ثلاثة وجوه، الأول: العتيق أي القديم، حيث مضى على بناء هذا المسجد أو الكعبة التي فيه زمن طويل، والثاني: من عتق الطائر؛أي قَوِي على الطيران، حيث بلغ المسجد الحرام من القوة أنّ الله يُهلك من أراد به سوءًا، والثالث: أنّ الله أعتقه من كونه ملكًا لأحدٍ من الخلق، وللمسجد الحرام قدسية خاصة لوجود قبلة المسلمين فيه، التي رفع قواعدها إبراهيم -عليه السلام-، قال – تعالى-: « وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

 2- المسجد النبوي: و هو المسجد الذي دُفن فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وله فضلٌ كبيرٌ عند المسلمين، وقيمةٌ دينيةٌ كبيرةٌ؛ فالصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة تصلّى فيما سواه إلّا المسجد الحرام قال - صلّى الله عليه وسلّم-: «صَلاةٌ في مَسجِدي أَفْضَلُ منْ ألفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ منَ المساجِدِ إلَّا المسْجِدَ الحرَامَ وصَلاةٌ في المسجِدِ الحرامِ أَفضلُ من صَلاةٍ في مَسجِدِي هذا بِمِائَةِ صَلاةٍ»؛ فالحديث يبيّن أهمية المسجد النبوي وفضل الصلاة فيه.

3- المسجد الأقصى: قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في فضل بيت المقدس: « أرضُ المحشرِ والمنشرِ ائْتُوه فصلُّوا فيه فإنَّ الصَّلاةَ فيه كألفِ صلاةٍ»، وقال - سبحانه وتعالى-: « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» ،(سورة الإسراء).