الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محطات في رحلة العائلة المقدسة بأسيوط .. شجرة مريم بديروط وجبل قسقام ومغارة دير درنكة

صدى البلد

محافظة أسيوط من المحافظات التي باركتها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر، وكانت 3 محطات رئيسية بالجبل الغربي من أهم المحطات التي مكثت بها ،حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقي الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحري، فالقاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، ثم إلى جبلها الغربي، حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة.


إقرأ ايضا: تعالوا زورونا.. دير درنكة ومعهد فؤاد الأول أبرز المزارات السياحية بأسيوط .. صور

وفي أقصى شمال محافظة أسيوط بمركز ديروط كانت أولى محطات العائلة المقدسة حيث استقرت بدير الأنبا صرابامون بقرية ديروط الشريف والذي تقع شجرة " مريم "وأطلق عليها هذا الاسم، لأنها الشجرة التي استظلت تحتها العائلة المقدسة من حرارة الشمس الحارقة خلال رحلتها لأسيوط والتي لا تزال موجودة حتى الآن.

وتحركت بعد ذلك العائلة المقدسة إلى ثاني محطاتها بأسيوط بالجبل الغربي إلى دير جبل قسقام والذي سمى بعد ذلك بالدير المحرق، وأنشئ الدير في القرن الرابع الميلادي، وللدير أهمية عظيمة حيث مكثت به العائلة المقدسة نحو 185 يوما تقريبًا، وأنشئت بالدير كنيسة أثرية تعتبر أقدم كنيسة دشنت فى العالم المسيحي عام 38 م ويعتبره الأقباط القدس الثانية ويأتي إليه الأحباش كحجاج.

 

ويعد دير السيدة العذراء "المحرق" غرب مدينة القوصية من أهم الأديرة والمزارات المسيحية والآثار القبطية المصرية، إذ أتت إليه العائلة المقدسة أثناء هروبها من فلسطين للاختفاء من بطش الملك "هِيرودُس" الذي كان يسعى لقتل السيد المسيح ويقع الدير على بعد 12 كم عن مدينة القوصية وكان يعرف الدير قديما بدير قسقام أو دير جبل قسقام: وذلك لأن الدير يقع على سطح جبل أطلق عليه قديما كلمة قسقام وهى كلمة فرعونية وتتكون من مقطعين "قُس" وتعنى اسم مدينة اندثرت كانت عاصمة الولاية الـ14 من الولايات الـ 22 التى كان مقسما بها صعيد مصر؛ والكلمة الثانية "قام" وهى تختص بالمنطقة التى تقع غرب الولاية الـ14 ومعناها اللانهاية - إلى الأبد ولقرب قام من قُسْ اشتهرت المنطقة والجبل المجاور بقسقام وبالتالي اشتهر الدير بدير جبل قسقام، ومكثت العائلة المقدسة بالدير 6 أشهر و10 أيام بعد أن جاءت من قرية مير بمركز القوصية، ويوجد بالدير 4 كنائس منها الكنيسة القديمة التي مكثت بها العائلة المقدسة.

 

وفى عهد البابا شنودة الثالث، اهتم بالكلية الإكليريكية فقام بنقل القسم المتوسط الموجود بالقاهرة إلى الدير المحرق، وكان أنسب مكان لها هو مدرسة الرهبان لكي تعود الطلبة على جو الريفي بعيدين عن أضواء القاهرة، وحتى يكون للدير العذراء المحرق رسالة علمية يساهم في خدمة الإكليريكية، حيث تم نقل القسم المتوسط إلى دير المحرق.

 

وفى عام 1982 تحول القسم المتوسط إلى القسم العالي أي بقبول الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من الدبلومات الأخرى، حيث يدرس الطالب لمدة 4 سنوات، وبعدها يحصل على بكالوريوس في العلوم اللاهوتية والكنسية.

واختتمت العائلة المقدسة رحلتها بمصر بمكوثها بالجبل الغربي بدرنكه بمركز أسيوط جاءت السيدة مريم ومعها سيدنا عيسى حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة، والتي تقع على ارتفاع 120 مترًا عن مستوى سطح الأرض بالجبل الغربي بقرية درنكة بمحافظة أسيوط ويوجد بدير درنكة مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة السيدة العذراء المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحى، وهذه المغارة ترجع إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وهناك كنيسة السيدة العذراء المنارة، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة الميدان، وكنيسة النجمة، وكنيسة الصليب.


ويحتفل الدير في 7 أغسطس حتى 21 من نفس الشهر كل عام وهي الفترة الزمنية التي مكثتها العائلة المقدسة بالمغارة الموجودة بالدير أثناء رحلتها بمصر في هذا المكان والتي تنظم كل عام وتجذب بوصفها واحدة من أشهر المناسبات المسيحية- أكثر من مليوني زائر من المسيحيين والمسلمين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر، بالإضافة إلى السائحين من مختلف دول العالم في مشهد يدل بصورة كبيرة على معاني الوحدة الوطنية بين كل طوائف الشعب.

 

وبعد اعتماد وزارة السياحة مسار العائلة المقدسة بمصر والأيقونة الخاصة بها من الفاتيكان أصبحت محطات العائلة المقدسة بأسيوط أول مقاصد السائحين القادمين للمحافظة والذي جعل الأجهزة التنفيذية النهوض بالطرق المؤدية إلى هذه المزارات لتكون بشكل لائق وتيسر سهولة الوصول إلى هذه الأماكن المقدسة.


وقال عثمان الحسيني مدير عام الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحي بالمحافظة انه يجرى تنظيم رحلات داخلية لمحطات مسار رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة وخاصة محطة " الدير المحرق " بالقوصية ودير السيدة العذراء بجبل درنكه ، مشيرا إلى تنظيم الهيئة للعديد من الرحلات المجانية بالتنسيق مع كافة الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني لزيارة المشروعات القومية وبعض المزارات السياحية بالمحافظة فضلا عن الندوات والمؤتمرات للتوعية بأهمية التنشيط السياحي بالمحافظة والحفاظ على الأماكن الأثرية.

 

وأشاد الأنبا يوأنس مطران الأقباط الأرثوذكس بأسيوط بالجهود المبذولة من قبل المحافظة وجهازها التنفيذي في القطاعات الخدمية المختلفة معربًا عن شكره وتقديره لما سيتم تنفيذه من تطوير لمسار رحلة العائلة المقدسة والطرق المؤدية إليها خلال الفترة القادمة لافتًا إلى التعاون والتنسيق مع المحافظة لتقديم خدمات أفضل للمواطنين والزائرين للدير والمنطقة المحيطة به موضحًا أن الدير به كنيسة المغارة التي تعتبر من أقدم الكنائس على مستوى العالم والتي مكثت فيها العائلة المقدسة بضع أيام فضلًا عن كنيسة المنارة ومجموعة من الصور والمقتنيات والأيقونات القبطية التاريخية والدينية حيث يصل أعداد زوار الدير إلى 4مليون زائر سنويًا من مختلف المحافظات وبعض الجنسيات على مستوى العالم.

 

وأكد اللواء عصام سعد محافظ أسيوط على تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل كافة العقبات التي قد تواجه تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة وتوفير الخدمات والإمكانات اللازمة للزائرين والسائحين وتسهيل الزيارة عليهم مضيفًا أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تولي اهتمامًا خاصًا بمشروع إحياء مسار العائلة المقدسة لما يحمله من خير لمصر واقتصادها القومي خاصة مع الترويج السياحي له عالميًا فضلًا عن كونه جزء هام من ثقافة وتاريخ الوطن مشيدًا بالتعاون المثمر مع القيادات الكنسية بقيادة نيافة الأنبا يوأنس مطران أسيوط والقيادات الأمنية والجهاز التنفيذي للمحافظة في القطاعات المختلفة مشيرًا إلى حرصه على التواصل مع الجميع خاصة الأخوة الأقباط حيث أننا نعيش كنسيج واحد مسلمين وأقباط داخل وطن واحد.