الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب فيروس كورونا.. فرصة ذهبية للصادرات المصرية.. تعرف على التفاصيل

الاقتصاد المصرى
الاقتصاد المصرى

قال عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن فيروس كورونا من أخطر الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، وتمثل هذه أزمة فيروس كورونا وضعا خاصا بين مختلف الأزمات العالمية السابقة التي عادة ما تكون أزمات مالية وائتمانية تنتقل بدورها إلى القطاع الحقيقي.


وأضاف السيد، فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الأزمات العادلة يتم مواجهتها بالسياسات الاقتصادية الكلية من خلال أدواتها المتعارف عليها أما أزمة فيروس كورونا فهي تهدد المورد البشري بصورة واضحة ومباشرة، ومن ثم فإن أزمة فيروس كورونا تعد الأخطر على الاقتصاد العالمي وتتطلب سياسات مختلفة لمواجهتها.


وأشار السيد، إلى أن مصر تعد آمنة من وقع أزمة فيروس كورونا المباشر في ضوء الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة، إلا أنه لا يمكن التنبؤ بسرعة انتشار هذا الفيروس في الفترة القادمة، موضحا تأثير فيروس كورونا على العديد من القطاعات من خلال دراسة تم إعدادها، والتي كانت كالتالي:


- تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد المصري


وتابع مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، مع افتراض انحصار أثر عدوى فيرروس كورونا وإمكانية السيطرة عليه إلا أن هناك العديد من قنوات انتقال أثر هذه الأزمة الى الاقتصاد المصري، خاصة في ظل العلاقات الوطيدة بين الاقتصاديين المصرى والصينى وعادة ما تأتي الصين كأهم شريك تجاري لمصر، سواء على مستوى السلع او الخدمات وكذلك انتقالات رؤوس الأموال".

وـشار "السيد"، إلى أهم قنوات انتقال أزمة فيروس كورونا إلى الاقتصاد المصرى اولا الواردات السلعية حيث يؤثر هيكل الواردات المصرية من الصين على انخفاض مرونة الطلب على هذه الواردات، حيث تمثل الواردات الصناعية ومستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة نحو 80% من حجم الواردات، ومن ثم هناك صعوبة في ترشيدها أو إحلالها بالإنتاج المحلى على الأقل في الأجل القصير.


إلا أنه بمرور الوقت وانخفاض المخزون من الخامات لدى المصانع والشركات يجب البحث عن أسواق بديلة، ومن ثم قد تكون أزمة فيروس كورونا هذه فرصة سانحة للمنتج المحلي في الإحلال محل الواردات، ومن ناحية أخرى هناك فرصة أكبر للصادرات المصرية للنفاذ أسواق تصديرية جديدة في ظل تراجع الصادرات الصينية اليها.


- تأثير فيروس كورونا على قطاع النفط


انعكست التوقعات بانخفاض النمو في الصين على تراجع الأسعار العالمية للنفط، بسبب فيروس كورونا كما قلصت وكالة الطاقة الأمريكية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام، مع تأثير تفشي الفيروس على معدلات الاستهلاك في الصين، الأمر الذي سيؤثر على تسعير النفط في مصر، خاصة بعد الإعلان عن تطبيق آلية التسعير التلقائي على بعض المنتجات البترولية منذ يوليو 2019، ومراجعتها كل ربع سنة، وفقًا للتطور في السعر العالمي لبرميل خام برنت، وتغير سعر الدولار أمام الجنيه


- تأثير فيروس كورونا على تحويلات المصريين بالخارج


على الرغم من برامج تقليص العمالة الأجنبية وسياسات توطين الوظائف التي تتبناها دول الخليج منذ فترة، فقد ارتفع إجمالي تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى 6.7 مليار دولار، خلال الربع الأول من العام المالي الجاري 2019/2020، في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، بمعدل زيادة 13.6% على أساس سنوي، وبقيمة تعادل 803.6 مليون دولار، حيث بلغت نحو 5.9 مليار دولار، خلال ذات الفترة من السنة المالية السابقة.

إلا أنه من المتوقع تبنى هذه الدول لسياسات انكماشية استجابة لتراجع أسعار النفط، وخفض معدلات الإنفاق، وهو ما قد يؤثر على تحويلات المصريين بالخارج في الفترة القادمة، وذلك بسبب فيروس كورونا.


- تأثير فيروس كورونا على البورصة


تأثرت تعاملات البورصة المصرية بسبب فيروس كورونا خلال الآونة الأخيرة سلبا بتطورات أداء الاقتصاد العالمي، وتقلبات الأسواق الناشئة، والتراجعات التي شهدتها البورصات العربية والعالمية خلال الفترة الأخيرة، جراء تصاعد حدة الحرب التجارية بين كل من أمريكا والصين وإيران، وتقلب أسعار النفط، والتوترات الجغرافية-السياسية، وتوجه البنوك المركزية عالميا نحو خفض سعر الفائدة في ظل تيسير الأوضاع المالية العالمية.

ومن ثم فهناك مخاوف من تراجع أداء البورصة المصرية في ظل ما شهدته الأسواق العالمية من اضطرابات بأسواق المال مع مخاوف فيروس كورونا، بالإضافة الى أثر العامل النفسي الذي يمارس دورًا كبيرًا على سلوك المصريين المتعاملين في البورصة حيث يبادرون باتخاذ اتجاهات بيعية وقت الأزمات وهو ما اتضح في العديد من الأزمات السابقة سواء المحلية أو العالمي.


- تأثير فيروس كورونا على الاستثمارات المباشرة


يبلغ عدد الشركات المؤسسة لدى الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لدولة الصين 1560 شركة، باجمالي استثمارات تبلغ 854 مليون دولار و35 الف دولار ، وتعد الصين أحد أبرز الشركاء الاستثماريين مع مصر، ويبلغ ترتيبها 21  بين الدول المستثمرة.


ومن الصعب تأثر هذه الاستثمارات بأزمة كورونا نظرًا لما تتمتع به من استقرار، مقارنة باستثمارات محافظ الأوراق المالية التى تعد عرضة للتقلبات والتذبذبات من حين لآخر تبعًا لرغبات المستثمرين والتطورات قصيرة الأجل. فهي استثمارات طويلة الأجل تتنوع ما بين القطاع الصناعي باجمالي عدد 807 شركات، القطاع الخدمى بإجمالي 518 شركة ، كما يعمل نحو 79 شركة في القطاع الانشائي و85 شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و52 شركة في القطاع الزراعي و19 شركة  بقطاع السياحة.


- تأثير فيروس كورونا على قطاع السياحة


يعد هذا القطاع من أكثر القطاعات عرضة للتذبذبات وتأثرًا بالصدمات، ومن ثم من المتوقع تفاقم أثر تراجع السياحة القادمة من شرق اسيا التى تعد من الأسواق السياحية الواعدة ، ويمتد الأثر السلبى الى الخدمات المرتبطة بها كخطوط الطيران والفنادق والتجزئة، وتشغيل العمالة.


- تأثير فيروس كورونا على سلة العملات


على البنك المركزي المصري مراجعة الوزن النسبي لليوان الصيني في مكونات سلة العملات في ضوء تراجع قيمته، وذلك للتحوط ضد التقلبات في الفترة القادمة.


وأكد السيد، أن الاقتصاد المصري يتميز بتنوعه، فضلًا عما تم من إصلاحات اقتصادية أسفرت عن تعافي أغلب المؤشرات الاقتصادية، مما يمكنه من تفادي الآثار السلبية لأزمة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي، بل والاستفادة من الأزمة في العديد من القطاعات الواعدة وبصفة خاصة قطاع التعهيد الذي تتمتع فيه مصر بمزايا تنافسية أبرزها رأس المال البشري وتنافسية تكاليف التشغيل، مما مكنها أن تحتل ترتيبًا متقدمًا في سوق صناعة التعهيد العالمية، حيث بلغت حصة مصر في خدمات التعهيد لتكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها حوالي 16% بنهاية هذا العام.