الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمراض النفس البشرية‎



للنفس البشرية أمراض وعلل مبطونة خفية كثيرة لا يدركها ولا يعلمها الكثير من الناس، بعكس الأمراض والعلل الظاهرة المتعلقة بالجسد والبدن، وذلك لأن لها أعراضا يحس ويشعر بها الإنسان المريض، أما أمراض النفس المبطونة في النفس فلا يعلمها ولا يدركها إلا أرباب القلوب والبصائر من أهل الله تعالى الذين جعل الله سبحانه وتعالى لهم نورا يمشون به في الناس وليس مع الناس، إشارة إلى بواطن الناس ونفوسهم، كما جاء في قوله تعالى "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها".
 
وهم الذين أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله إليهم بقوله: "اتقي فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله"، فهم أطباء القلوب والأنفس الذين يعلمون ويعرفون ويرون بنور الله تعالى أمراض النفس وعللها ودقائقها وخفاياها ويعرفون دواء كل داء فيها، ومن هذه الأمراض المهلكة؛ الكبر والتعالي والعظمة والنفاق والرياء والكذب والخيانة وسوء الظن بالله تعالى وبالخلق والتملق والمراءاة والمداهنة والخبث والمكر ورؤية النفس والعُجب والنظر للآخرين بالدونية والنقص والطمع والحرص والشره وعدم القناعة والرضا بقدر الله عز وجل وقسمته والخوف والقلق على الرزق وحمل هم الغد.

ومن أمراض النفس أيضا وأخطرها حب الدنيا وتعلق النفس والقلب بها والتكالب والصراع عليها وطيلة الأمل فيها التي تنسي الإنسان الموت ونهاية الأجل، وهي كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله عنها أنها رأس كل خطيئة.

وكذا من الأمراض الخطيرة والمهلكة أيضا؛ الحسد والغل والغيرة والكراهية وتمني زوال النعمة التي لدى الغير  والشماتة والتشفي وسوء الظن والتشائم والبخل والحرص والشح وحب الجاه والأنانية والشهرة والرياسة وحب الظهور والمدح والثناء وغلبة الأهواء والشهوات.

ومن أمراض النفس والقلب أيضا؛ الغيبة والنميمة والخوض في سيرة وأعراض الناس وتعلق القلب بغير الله تعالى.. كل هذه الأمراض وغيرها الكثير.

هذا ويلزم للعلاج من هذه الأمراض الخطيرة المهلكة والتي تؤدي بصاحبها إن لم يعالج منها إلى الشقاء في الدنيا وربما سوء الخاتمة والنار والعذاب في الآخرة، يلزم طبيب حاذق صاحب نور بصيرة، كما ذكرنا من قبل، يعلم من الله عز وجل كوامن النفس البشرية ودواء كل داء فيها، وهذا الطبيب هو الشيخ المربي الكامل الوارث المحمدي، أي صاحب النور والحكمة، وهو الذي يؤثر حاله في الناس قبل مقاله.\

يقول العارف بالله ابن عطاء الله السكندري: "شيخك من ينهض بك حاله ويدلك على الله مقاله، ولهذا الشيخ أربع فرائض وثلاثة أركان واثنتى عشرة صفة.. الفرائض الأربع هي؛ شريعة.. طريقة.. حقيقة.. معرفة.. وأما الأركان الثلاثة هي أن يدل على الله تعالى بقوله وعمله وحاله، وأما الاثنتا عشرة صفة فهي؛ صفتان من الله عز وجل وهما العلم والسر، وصفتان من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهما، الشفقة والرحمة، وصفتان من سيدنا أبا بكر رضي الله عنه وهما الصدق والتصديق، وصفتان من سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهما الزهد والشجاعة، وصفتان من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وهما الحياء والكرم، ووصفتان من سيدنا الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وهما العلم والعمل.

هذا وسوف أفرد مقالا عن الشيخ المربي الكامل المعالج لأمراض القلوب والأنفس والخبير الذي أشار إليه عز وجل بقوله: الرحمن فسأل به خبيرا". 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط