الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشيخ المربي الكامل طبيب القلوب والأنفس



كنا قد انتهينا في المقال السابق عند من هو الشيخ الكامل الذي لديه القدرة على علاج أمراض القلوب والأنفس صاحب النور والحكمة والبصيرة الخبير بأمراض القلوب والأنفس والعليم بالأدوية والعلاج.. واسمحوا لي في البداية  قبل تعريفه أن نلقي نظرة سريعة على حال أدعياء العلم  والفتوى ومشايخ التربية في هذا الزمان.. نحن في زمن كثُر فيه أدعياءُ العلم وأشباهُ العلماء وأدعياءُ المشيخة خاصة فيما يتعلق بتربية المريدين وسالكي طريق الله تعالى ، وأصحاب الفتاوى الضالة المضلة التي على أثرها استبيحت الدماء البريئة الطاهرة الذكية وانتهكت حرمات الله تعالى وشوهت صورة الإسلام الحقيقية التي تعلوها  المحبة والرحمة والسماحة والاعتدال.

وللأسف أصبح التحدث في الدين والفتوى لكل من هب ودب وأصبح وجود  العالم الرباني صاحب العلم والحكمة والبصيرة الفقيه العالم بأحكام الشريعة وتعاليمها، المُلم بأسباب نزول آيات كتاب الله تعالى، والعالم بمحكم آياته ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، وأمره ونهيه وحدوده وأحكامه والعالم الدارس بالفهم الصحيح للسنة النبوية المطهرة القولية والفعلية والتقريرية أصبح وجوده ندرة في هذا الزمان .

هذا ولقد أصبح الدين تجارة رابحة لأصحاب النفوس المريضة الذين تسممت قلوبهم وأنفسهم المريضة بحب الدنيا، وللأسف أصبح غالبية شيوخ التربية المنتمين للطرق الصوفية مرضى، وبعضهم جعل من المشيخة سبوبة يتعايش ويترزق منها. ومعظمهم لم يسلكوا طريق الله تعالى، وقلوبهم معتلة بحب الدنيا، وكم منهم من أساء للطريق ولأهل الفضل الذين أسسوا لمنهج التصوف ذلك المنهج الروحي العظيم والمقصود منه تزكية النفس وتطهير القلب من العلائق والأغيار والسمو بالروح إلى بارئها سبحانه وتعالى وكانوا رجالا بحق صدقوا في حالهم مع الله عز وجل وأخلصوا الوجهة له تعالى وأقيموا في مقام القرب والوصل بالله.

من هنا، ولأجل ذلك، وجب التعريف بمن تأخذ منه وعنه الفتوى، وبمن يصلح لتربية أنفس المريدين سالكي طريق الله تعالى ومعالجة أمراض القلوب والأنفس من المشايخ الكُمل الورثة المحمديين أعلام الشريعة ومنارات الطريقة، وأهل الحقيقة، ومن خلال هذا المقال سوف أتحدث عن من هو الشيخ المربي الكامل طبيب القلوب والأنفس الذي يؤخذ عنه الطريق إلى الله تعالى . وإن شاء الله تعالى سوف أفرد مقالا عن من تؤخذ عنه الفتوى الصحيحة..ولنبدأ بتعريف الشيخ المربي الكامل الذي يؤخذ عنه الطريق.. الشيخ المربي الكامل الوارث للنور المحمدي له ثلاثة أركان وأربع فرائض واثنتا عشرة صفة..الأركان الثلاثة هي أن يدل على الله تعالى بقوله وفعله وحاله، كما أشار العارف بالله سيدي ابن عطاء الله السكندري، رضي الله عنه، بقوله: "شيخك من ينهض بك حاله ويدلك على الله مقاله".

والفرائض الأربع هي: "أن يكون عالما في علوم الشريعة إذ أنها هي أساس سلوك طريق الله تعالى  وأن يكون سالكا للطريقة عالما بدروب الطريق إلى الله تعالى،.أي بمراتب النفس..خبيرا بعللها وأمراضها، عليما بالداء والدواء، وان يكون من المتحققين صاحب بصيرة وحكمة على بينة من ربه عز وجل. وأن يكون عارفا بعلم الطبائع حتى يعطي المريد ما يناسب طبعه من الأسماء والأوراد والأذكار..وأما عن الاثنتي عشرة صفة التي يتصف بها فهي: صفتان من الله تعالى وهما: العلم والسر، وصفتان من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وهي: الشفقة والرحمة،. وصفتان من سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهما: الصدق والتصديق، وصفتان من سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وهما: الزهد والشجاعة.، وصفتان من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهما: الحياء والكرم.. وصفتان من سيدنا الإمام على بن وهما.. العلم والعمل ..هذه هي أوصاف الشيخ العالم الرباني المربي والطبيب لأمراض القلوب والأنفس الذي يقتدى به ويؤخذ عنه.. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط