الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمنية على فيسبوك!


ربما كان من مميزات مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، أنها أتاحت لكثير من المبدعين نشر كتاباتهم للجمهور ولعل التفاعل المباشر والفورى هو المكافأة السريعة التى يتلقاها المبدع على نصه المنشور الذي قد يكون قصيدة أو مقطعا شعريا أو قصة قصيرة أو أقصوصة أو خاطرة.



وقبل عصر الإنترنت وبما جلبه علينا من فيسبوكاته وتويتراته ومواقع مدوناته، كانت فرص النشر محدودة وتكاد تقتصر على مجموعات معينة سواء في الكتب أو الصف الورقية ومن هم خارج المجموعات يذوقون الأمرين لتحقيق حلم النشر.



ولكن جاء موقع فيسبوك ليشبع رغبة النشر ولو على سبيل "مسح الزور" أو "الطشاش" حتى ولو كان لدى من قاموا بنشر كتب أو تتاح لهم عملية النشر عبر حزمة تعقيدات ضرورية يضيق بها الصدر.



وكم لفت انتباهي من مقطوعات كتابية يمكن أن تحسبها شعرا حديثا أو أقاصيص أو
خواطر على كثير من الصفحات، منها ما هو جيد ومنها ما هو رديء ولكن حالة الكاتب
تجعله - أحيانا- يظن أن كل ما يكتبه هو إبداع حقيقي بل وقد يتجاوز الجودة إلى
التميز والروعة.



أما في حال الرديء ليس لنا أن نتداخل في هذا الشعور وأزيد بأنه يجب أن
نتركه مادام يصر على تميزه وروعته ما دام التزم بحدود صفحته الخاصة ولم ينثره
علينا منشورا في صحف أو مطبوعا في كتب.



لكن المر يجب ان يختلف مع الكتابات الجيدة والمتميزة، فذات مرة سألت الكاتبة
"أمنية عبد الله أبو الدهب" وهي واحدة من مبدعات فيسبوك الحقيقيات بعد
أن وجدتها تواظب لسنوات طويلة منذ سيطرة فيسبوك على حياتنا واحتلاله مساحات هائلة
من يومنا عن سبب عزوفها عن النشر في كتب مع جودة نصوصها وصلاحيتها لذلك، فلم أجد
منها جوابا شافيا، ربما بررت ذلك بأن النشر يستلزم منها الحضور إلى القاهرة لأنها مقيمة
بالإسماعيلية، لكنى وجدت كتابا وكاتبات يعيشون بعيدا عن القاهرة صدرت كتبهم في
مجالات عديدة، شعر، قصة، فكر، نقد، دراسات متنوعة وغيرها من المجالات المفتوحة
للكتابة منها الجيد والمتميز والتافه وما بين ذلك.



لكن السيدة أمنية التى تنشر قصصا قصيرة في بعض الصحف والمواقع الإليكترونية
ولكن مدوناتها الأساسية التى تحرص عليها على صفحتها على موقع فيس بوك تحت عنوان
"يوميات كف المطر" تكتبها بانتظام منذ عدة سنوات!.



عدة سنوات تكتب مقطوعات أحسبها في غاية من الروعة، لكن لم تفكر في نشرها،
بالرغم من وجود صورة كتاب على صفحتها مدون عليها العنوان نفسه ولكن  كشفت لي أن الكتاب مجرد صورة لها من اسمها نصيب،
فلم تكن سوى أمنية.



وما أكثر الأمنيات الحقيقيات و"الأمنيين الحقيقيين"على فيسبوك
ينشرن وينشرون نصوصا ناضجة جديرة بأن تدور بها المطابع وتصدر بها السلاسل الأدبية
وتتصدر أرفف مكتبات الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة أو حتى دور النشر
الخاصة ولكن لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها الآن حتى لا نفتح جرحا عميقا.



لكن مع السف بعد سكوت اللايكات والكومنتات والتشييرات، ينضم النص مهما كان
يحوي من إبداع إلى أرشيف الصفحة ويذوب حتى يمكن أن ينساه كاتبه نفسه مع توالي
بوستاته، فلا يذكره به إلا الموقع نفسه بعد عام كامل ليذكره عبر أيقونة "في
مثل هذا اليوم" ليراجع النص الذي كتبه كمجرد ذكرى مع فرحة بحصد عدد اللايكات
والكومنتات والتشييرات.



هل أبرئ نفسي؟!



فبالرغم من أننى أصدرت عددا من الكتب عبر دور نشر مختلفة وبالرغم من اعتقادى
الجازم بان الكتاب المطبوع هو الحدث الأكبر والأكثر إجلالا وأهمية في حياة الكاتب،
إلا أن فرحة طفولية تنتابنى كلما ذكرنى الموقع بما دونته في السجل من قصص ومقطوعات
خواطر ومقالات على صفحتى على فيسبوك، فلعل هذه الذكريات تصلح لجمعها يوما في كتاب
هو الفرصة الوحيدة لتحقيق خلود الكلمة!.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط