EN 
مهرجان شعبي ، نشأ قديما فى شبه القارة الهندية، ويتم الاحتفال به في الهند، ومناطق أخرى في آسيا وأجزاء من العالم الغربي، وهو «مهرجان الربيع»، أو «مهرجان الألوان» أو«مهرجان الحب» وكلها اسماء عيد هولي الذي يتم الاحتفال به اليوم العاشر من مارس، ويتجدد الاحتفال سنويا.
يدل المهرجان على انتصار الخير على الشر، ونهاية فصل الشتاء ووصول الربيع حيث موسم الحب، ويستمر المهرجان لمدة ليلة ونهار، بدءا من مساء يوم بورنيما وهو يوم اكتمال القمر في شهر «فالجونا» الهندوسي في تقويم «فيكرام سامفات»، والذي يقع في منتصف عام التقويم الجريجوري، ويعرف الاحتفال في الليلة الأولى باسم «هوليكا» أي حرق الشيطان، أما الاحتفال في النهار التالي فيحمل اسم «هولي».
بعد مرور ليل حرق الشيطان وسطوع شمس اليوم التالي يظهر الهنود وهم يلبسون ملابس بيضاء بالكامل ويحملون معهم مساحيق الألوان ويلقونها على بعضهم حتى يتحول اللون الأبيض إلى الألوان المسحوقة، ويتميز هذا اليوم بالضحك، اللعب، النسيان، والعفو وإصلاح العلاقات الشخصية.
ومهرجان هولي هو مهرجان ديني هندوسي قديم أصبح مشهورا لدى غير الهندوس في أنحاء العالم، ويتم الاحتفال به في منازل المغتربين من شبه القارة الهندية في بلدان مثل جامايكا، سورينام، غيانا، ترينيداد وتوباغو، جنوب إفريقيا، ماليزيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، كندا، موريشيوس وفيجي، وفي السنوات الأخيرة امتد المهرجان إلى أجزاء من أوروبا وأمريكا الشمالية كاحتفال ربيعي بالحب والبهجة والألوان.
اقرأ أيضا: المغامرون الخمسة فى مهمة إنقاذ السيارات العالقة خلال الأمطار والعواصف: اعمل خير تلقى خير.. صور
وتبدأ احتفالات هولي في الليلة التي تسبق الاحتفال حيث يتجمع الناس، ويؤدون الطقوس الدينية أمام النار، ويصلون للتغلب على الشر داخلهم، وفي اليوم التالي يتم الاحتفال بالألوان حيث يلطخ الناس بعضهم البعض بالألوان، كما تستخدم مدافع المياه والبالونات المليئة بالمياه للعب وتلوين بعضها البعض.
ينتشر المرح في الشوارع، فكل من يسير خلال عيد هولي لا يتفاجئ إذا عاد إلى منزله ملطخا بالمساحيق الملونة، وعادة ما يجتمع الأهل والأصدقاء في الشوارع المفتوحة والحدائق المفتوحة والمعابد والمباني الخارجية، وعاده ما يضاف إلى الاحتفال فريق فني يحمل الطبول والآلات الموسيقية لإضفاء البهجة للاحتفال.
مشروب البانج واحد من المشروبات الشعبية التي يتم تناولها في هذا اليوم وهو مشروب مصنوع من الحشيش بالإضافة إلى الحليب والسكر، ويتم إعداده على الطريقة الهندية، بالإضافة إلى الطعام الهندوس والحلويات المقرمشة.
وهناك أسطورة رمزية لشرح سبب الاحتفال بعيد هولي باعتباره مهرجان انتصار الخير على الشر، على شرف الإله الهندوسي فيشنو والملك هيرانياكاشيبو، وفقًا لأسطورة وجدت في الفصل 7 من بهاجافاتا بورانا، وهو كان ملكًا لأسوراس الشيطاني، وقد حصل على نعمة منحته خمس قوى خاصة، حيث لا يمكن قتله من قِبل لا إنسان ولا حيوان، لا على الأرض ولا في الهواء الطلق، لا في النهار ولا في الليل، ولا بواسطة أي سلاح على الأرض أو في الماء، حتى ظن الجميع أن هيرانياكاشيبو هو إله فطالب الجميع ان يعبدوه حتى خدعته عمة هوليكا الشريرة من برايلادا في الجلوس معهافي مكان ثم أشعلت فيه النيران، وكانت هوليكا ترتدي عباءة جعلتها محصنة ضد الإصابة من الحريق، حتى تتوالي الأحداث بحسب الديانة الهندوسية وتشير نيران هوليكا وهولي إلى الاحتفال بالنصر الرمزي للخير على الشر.
ويعد عيد هولي إجازة رسمية في الهند ونيبال، بالنسبة للهندوس وغير الهندوس، ويتم الاحتفال به في آخر يوم اكتمال القمر لشهر التقويم الهندوسي الشمسي الذي يصادف الربيع ، مما يجعل التاريخ يختلف مع دورة القمر، ولكن عادة ما يقع التاريخ في شهر مارس.
للمهرجان أهداف كثيرة، وأبرزها هو الاحتفال ببداية الربيع، وكان قد تم تحديده كمهرجان للاحتفال بالزراعة في أواخر القرن السابع عشر، ولمهرجان هولي الطقوس الثقافية المتبعة منذ القدم والذي تم ذكرها في بوراناس، داساكومارا تشاريتا، والشاعر كاليدا في عهد تشاندراجوبتا الثاني في القرن الرابع، كما تم ذكر احتفال هولي أيضًا في الدراما السنسكريتية في القرن السابع عشر، ونال مهرجان هولى إعجاب التجار الأوروبيين والموظفين الاستعماريين البريطانيين بحلول القرن السابع عشر.
