الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوادر انتخابات رابعة فى إسرائيل


جاءت نتائج الإنتخابات الإسرائيلية بطریقة أكثر دراماتیكیة لم یستطع أى تكتل أن یحسم صراع الحكم. والنتائج التى كانت معقدة فى الجولة الأولى والثانیة جاءت أكثر  تعقیدا فى الجولة الثالثة، والأحداث مرشحة لجولة رابعة بما ینذر بحدوث أكبر أزمة  سیاسیة لم تشھدھا دولة اسرائیل منذ نشأتھا.

 فإن یحظى المرشح الیمینى بنیامین  نتنیاھو بتأیید 58 نائبًا لیس كافیًا. وان یسجل الیسار بمن فیھم القائمة المشتركة 55 عضوًا فقط لا یمكنھم تشكیل حكومة إلا إذا حصل بیني جانتس على دعمٍ من حزب  یسرائیل بیتنا برئاسة افیجدور لیبرمان الذي لا یقبل الجلوس في حكومة تعتمد  اعضاء من القائمة العربیة المشتركة، وحتى إذا ما انضم لیبرمان الى جانتس ستنسحب القائمة العربية، كما ان الأجواء بین لیبرمان ونتنیاھو فى أسوأ حالاتھا وغیر مرشحھ للتحسن خصوصا بعد سعي لیبرمان إلى إصدار تشریع من الكنیست یمنع المتھمین بقضایا جنائیة من تشكیل الحكومة.

بیني جانتس یقول إنھ سوف یقوم بتشكیل حكومة إسرائیلیة، ولن تكون ھناك حاجة لانتخابات أخرى والانتخابات الأخیرة أفرزت نتائجھا عن 62 عضو كنیست لا یریدون ترأس نتنیاھو للحكومة. فمن خلال ثلاث جولات انتخابیة، أوصل الناس نتنیاھو بإرادتھم إلى باب الخروج من المشھد السیاسي. 

ووصف جانتس الحملات الانتخابية التي رافقت انتخابات الكنیست الـ23 بأنھا الحملة الانتخابیة الأكثر كراھیة وتدفع إسرائیل للحرب الأھلیة الأولى في تاریخھا الحدیث لحصول نتنیاھو على تذكرة الخروج من محاكمتھ بملفات فساد. وإذا كان نتنیاھو مع 58 نائیًا فقط لا 
یستطیع تشكیل حكومة وفرصتھ ضیقة جدا امام القائمة العربیة أو لیبرمان فأن جانتس یقف عند حد 52 فقط بما فیھم القائمة العربیة المنقسمة على جانتس ورافضة بشدة منح نتنیاھو فرصة تشكیل حكومة جدیدة، وھذا ایضا لایكفى إلا اذا قرر حزب یسرائیل بیتنا تأیید غانتس وقبولھ تشكیل حكومة تعتمد على تأیید القائمة المشتركة التى تضم 12 مقعدا من الخارج وھذا الخیار الصعب امام لیبرمان. الذى یتبنى سن قانون في الكنیست یمنع من یواجھ تھمة جنائیة بتشكیل حكومة والمقصود منع نتنیاھو من تشكیل الحكومة وعلى اثر ذلك توجھ اللیكود وزعیمھ بنیامین نتنیاھو الى 
المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقیق ضد لیبرمان بادعاء انھ ارتكب مخالفة جنائیة أثناء اشغالھ منصب وزیر الجیش الإسرائیلى وفي كل الحالات مع الصورة التي نراھا من خلال ھذا التصور یبدو أن إمكانية تشكیل حكومة برئاسة نتنیاھو او جانتس صعبة للغایة ان لم تكن مستحیلة ولیس من المستبعد أن تقود الأزمة الى انتخابات رابعة بعد شھرین من إعلان النتیجة.

ویبدو ان رئیس الوزراء الحالى یدرك حقیقة موقفھ وانھ فى الطریق الى المغادرة نھائیا والدائرة تضیق من حولھ لكنھ یناور سیاسیا ویؤكد على أنھ باق في صدارة المشھد السیاسي الإسرائیلي الذي یشھد أزمة قد لا تنتھي قریبًا. وھاجم خلال مؤتمر صحفي غرمائھ السیاسیین متھمًا إیاھم بالعمل على "تقویض إرادة الناخب" عبر تشریع مناھض للدیمقراطیة "فى إشارة الى مشروع لیبرمان باستصدار قانون یمنع المتھم فى قضایا جنائیة بالتشرح لصدارة المشھد"، وادعى أنھ رفض عرض رئیس حزب "عوتسما یھودیت" الیمیني المتطرف برئاسة الكاھاني إیتمار بن غفیر، عشیة 
الانتخابات، بأن ینسحب الأخیر من الانتخابات مقابل السماح للیھود بالصلاة في المسجد الأقصى، وادعى نتنیاھو أن "بن غفیر تعھد بالانسحاب من الانتخابات والإعلان عن دعمھ للیكود في حال وافق نتنیاھو على طلبھ" وقال "ربما یبدو ذلك منطقیًا "السماح للیھود الصلاة في الأقصى"، لكن ذلك كان سیشعل الشرق الأوسط، وسیثیر غضب ملیار مسلم حول العالم، ولیس من أجل الفوز بالانتخابات، اھدد أمن إسرائیل، وكانت إشارة نتنیاھو معرض حدیث فى معظم وسائل الإعلام العبرى وكثیرا اتھمھ بالكذب وان عرض مثل ھذا الحدیث ھو رقصة الموت التى لا یدرك 
فیھا ماذا یقول وكیف.

يخطىء من یحلم بتشكیل حكومة إسرائیلیة فى المرحلة الراھنة، فما زالت الأحزاب على مواقفھا، وما زالت الكتل على توازناتھا، ولا مخرج لأزمة الحكم في إسرائیل إلا بانتخابات رابعة، یسعى اللیكود خلالھا إلى إضعاف حزب إسرائیل بیتنا بزعامة لیبرمان، وتبدأ الأذمات وتشد التصادمات ولا مخرج إلا بانتخابات جدیدة. وبعد أن تعھد نتنیاھو بفرض الخدمة العسكریة على المتدینین والخدمة الوطنیة على العرب. 

وھذه القرارات حولت بوصلة أعضاء من عتاة الیمین عن نتنیاھو، مما یضیق من فرصھ فى الحصول على ثلاث اصوات لیتمكن بھا من تشكیل الحكومة لسادس مره وھذا امر غیر وارد طبقا للمعطیات السیاسیة الحالیة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط