الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز ضرب الزوجة لتركها الصلاة؟ .. الإفتاء تجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ورد سؤال للشيخ محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول "هل يجوز ضرب الزوجة عند تركها للصلاة؟".

أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الافتاء ، عبر فيديو على الصفحة الرسمية، أنه لا يجوز ضرب الزوجة عند تركها للصلاة، فالله سبحانه وتعالى قال لنبيه فى كتابه العزيز: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ" هنا أمر إلهى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يأمر أهله بالصلاة، ولم يقل الله واصبر وإنما قال واصطبر والزيادة فى المبنى تدل على الزيادة فى المعنى، كما يقول علماء التفسير.

وأضاف: كلمة واصطبر تدل على أن الرسول سيأمر أهله مرة واثنتين وثلاثا وعشرا، فهذا حال الرسول مع أهله، فما بالك بنسائنا؛ لذا فيجب عليك كزوج أن تأمر زوجتك مرة واثنتين وثلاثا وعشرا، واتباع أساليب مختلفة، مرة بمكافأتها، ومرة بإظهار الضيق، وهكذا، ولا يجوز لك ضربها على ذلك.

حكم ضرب الزوجة لتركها الصلاة 

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه ثبت في الحديث أن الرجل راعٍ في أهله ومسئولٌ عن رعيته، وأهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إلى القيام بأمر الله بفعل ما أوجب الله، وترك ما حرّم، بهذا يؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأضاف ممدوح، فى إجابته عن سؤال «هل يجوز ضرب الزوجة عند تركها للصلاة؟»، أنه يجب على الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله عليها وينهاها عما حرّم، وأعظم الواجبات على المسلم الصلوات الخمس فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بالمحافظة على أداء الصلاة ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك وكذلك سائر الواجبات وعليه أن ينهاها عما حرّم الله من الأقوال والأفعال.

وأوضح أنه يجب على الزَّوْج أن ينصح زوجته بالحِكمة والمَوْعِظَة الحَسَنَة، كما قال ربُّ العزة لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وِاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (سورة طه : 132)، قائلًا "إذا كان حال النبي بأمر الله له فما بال حال نسائنا فعليك أن تأمر زوجتك بالصلاة أكثر من مرة حتى تستجيب وتصلي، ولا يجوز هذا ولا يجوز لك ضربها".

حكم ضرب الزوج لزوجها 

حكم ضرب الزوجة لزوجها إذا ضربها؟ الخلافات بين الزوجين هي مِلحُ الحياة الزوجية، لكن إذا زاد الملحُ عن حدِّه وتَحوَّل إلى ضرب مُتبادلٍ بين الزوجين، فقد يُؤدِّي ذلك إلى فساد الطبخة نفسها.. مسألةُ ضرب الزوجة لا علاقة لها بالقوامة، فليس مِن متطلبات القوامة أن يضربَ الزوجُ زوجته، بل القوامة مجرد إدارة إشرافية شرَفية، لا تُبيح للزوج ظُلم المرأة أو ضربها.

والقوامة سببها أمران: التفضيل الإداري، «بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ» (النساء: 34)، والنفَقة، «وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ» (النساء: 34).

حكم ضرب المرأة لزوجها

قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز شرعًا للمرأة أن تضرب زوجها.

وأضاف «ممدوح»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم ضرب الزوجة لزوجها إذا قام بضربها»، أن الإسلام أمر بإحسان العشرة بين الزوجين، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» [الروم : 21].

وتابع: وجعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي».. (رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها).

واستطرد: أن الشرع حض على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها).

وتابع: إنه لا يجوز للرجل أن يضرب زوجته إذا كان على وجه الإهانه والانتقام كذلك لا يجوز للمرأة ان تضرب زوجها أو تهينه، فربما إهانة الرجل لزوجته تُنسى ولكن إهانة المرأة لزوجها لا تنسى.

وواصل: إنه لا يجوز للرجل أن يضرب زوجته إذا كان على وجه الإهانة والانتقام كذلك لا يجوز للمرأة ان تضرب زوجها أو تهينه ، فربما إهانة الرجل لزوجته تُنسى ولكن إهانة المرأة لزوجها لا تنسي.

وأكمل: أنه يجب ان يكون هناك علاقة حب ومودة وتبادل احترام بين الزوجين، فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها وتحترمه لحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول فيه «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»، كذلك يجب على الزوج أن يحترم زوجته ويحسن اليه ويتجاوز عن ما أخطأت لقوله –صلى الله عليه وسلم- «واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا».