شروط صلاة الجمعة .. صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ .. "سورة الجمعة"، وصلاة الجمعة هي الصلاة الجهرية الوحيدة في وضح النهار دون بقية الصلوات النهارية، وصلاة الجمعة فرض عين على كل المسلمين الذكور الأحرار البالغين المقيمين وتسقط صلاة الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض والخوف.
تجب على كل مسلم بالغ عاقل حرّ ذكر مقيم غير معذور
بعذر من أعذار تركها فلا تجب على الكافر الأصلي وجوب مطالبة في الدنيا، ولا تجب على
الصبي ولا المجنون ولا العبد ولا الأنثى ولا المسافر وإن كان مسافة سفره دون مسافة
القصر، ولا المعذور بعذر من أعذار تركها كالمريض مرضًا يشق معه الذهاب إلى مكان الجمعة.
وتجب على من نوى الإقامة في بلد الجمعة أربعة أيام
كاملة، أي غير يومي الدخول والخروج فأكثر؛ لأنه بذلك ينقطع حكم السفر ولا تجب الجمعة
على مسافر سفر قصر؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا يسافرون في الحج
وغيره، فلم يصل أحد منهم الجمعة في السفر ومن خرج إلى البر في نزهة أو غيرها، ولم يكن
حوله مسجد تقام فيه الجمعة، فلا جمعة عليه، ويصلي ظهرا ولا تجب على امرأة.
من ترك صلاة ثلاث جمع متواليات تهاونًا بها، أي
بلا عذر، فقد ختم الله قلبه؛ لحديث رواه الترمذي جاء فيه: "من ترك الجمعة ثلاث
مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه".
وروى الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-:
"أنه سئل عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يشهد الجمعة ولا الجماعة، قال:
"هو في النار".
يستفاد من هذا التهديد والوعيد في ترك الجمعة أنه
من ترك الجمعة ممن تجب عليه من غير عذر فهي كبيرة من كبائر الذنوب الموجبة للنار بنص
حديث الترمذي -رحمه الله.
وهذه عقوبة قلبية، وهي أشدُّ من العقوبة الجسدية
بالسجن أو الجلد، وعلى وليِّ الأمر أن يعاقب المتخلفين عن صلاة الجمعة بلا عذر، بما
يكون رادعًا لهم عن جريمتهم، فليتق الله كل مسلم أن يضيع فريضة من فرائض الله -عز وجل-،
فيعرض نفسه لعقاب الله، وليحافظ على ما أوجب الله عليه؛ ليفوز بثواب الله، والله يؤتي
فضله من يشاء.
تنقسم شروط صلاة الجمعة إلى قسمين:
1-شروط وجوب.
2-شروط صحة.
أولًا: شروط الوجوب تنقسم إلى قسمين:
1-متفق عليها.
2-ومختلف فيه.
المتفق عليها: الاسلام والعقل والذكورية.
1-الإسلام: أن يكون مسلمًا، وضده الكافر،
فالكافر لا تجب عليه الجمعة، بل ولا تصح منه.
2-العقل: لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
"رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يحتلم، وعن المجنون
حتى يفيق أو يعقل.
وزوال العقل إما أن يكون بجنون، ويلحق به كل من
زال عقله بسبب مباح، وأن يكون بسبب محرم، كمن شرب المسكر أو تناول دواء من غير حاجة
فزال عقله.
3-الذكورية: وهي شرط أساسي اذ لا تجب على
النساء؛ لأنّ الجمعة يجتمع لها الرجال، والمرأة ليست من أهل الحضور في مجامع الرجال،
ولكنها إن أرادت أن تصليها صحت منها: "لا تمنعوا إماء الله مساجدكم أو مساجد الله،
أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-وقد ثبت أن النساء كنّ يصلين مع النبي -صلى الله عليه
وسلم- في الجماعة.
والمختلف فيها: البلوغ والحرية والاقامة والقدرة
على أدائه.
1-البلوغ: لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
"رواح الجمعة واجب على كل محتلم". ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: "رفع
القلم عن ثلاثة وذكر منها الصبي حتى يحتلم".
2-الحرية: أن يكون حرًا: وضد الحر العبد،
والمراد بالعبد المملوك، ولو كان أحمرًا، أو قبليًا، فالعبد لا تلزمه الجمعة وذلك كقوله
-صلى الله عليه وسلم-: "الجمعة واجب على كل مسلم في جماعة، إلا أربعة: عبد مملوك،
أو امرأة، أو صبي، او مريض".
3-الإقامة: فأكثر العلماء أن المسافر في غير
معصية لا جمعة عليه.
واشترط كثير من العلماء الإقامة في قرية مبنية بحجارة
أو لبن أو قصب أو ما جرت به العادة، لا يظعن عنها صيفًا أو شتاءً، وأما أهل الخيام
وبيوت الشعر فلا جمعة عليهم.
ولا يشترط لإقامة الجمعة أن تكون في المدن دون غيرها،
بل تقام في القرى أيضًا، قال ابن باز -رحمه الله-، في تعليقه على الفتح وهو فعل الجمعة
في القرى كما فعل أهل جواثي في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك يدل على مشروعية
إقامة الجمعة بالقرى، والله أعلم.
تجوز صلاتها في ساحة مكشوفة:
قال النووي -رحمه الله-: "قال أصحابنا: و لا يشترط إقامتها في مسجد،
و لكن تجوز في ساحة مكشوفة بشرط أن تكون داخلة في القرية أو البلدة معدودة من خطتها،
فلو صلوا خارج البلد لم تصح بلا خلاف، سواءً كان بقرب البلدة أو بعيدًا منه، و سواءً
صلوها في ركن أم ساحة، و دليله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلوا كما
رأيتموني أصلي … ولم يُصلِ هكذا".
دخول الوقت: وهذا مجمع عليه فلا تصح قبل الوقت ولا
بعده؛ لأنها صلاة مفروضة، فاشترط لها دخول الوقت كبقية الصلوات: فلا تصح قبل وقتها
ولا بعده؛ لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)
[النساء:103].
ومن شروط صحة صلاة الجمعة: تحميد الله –عزوجل- والثناء عليه -سبحانه وتعالى- بما هو أهله، ونطق الشهادتين، والصلاة على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والوصية بتقوى الله –عزوجل-، والموعظة الحسنة، وقراءة ما تيسّر من الذكر الحكيم، بخلاف ما عليه خطب بعض المعاصرين اليوم، من خلوها من بعض هذه الشروط أو أغلبها.
اقرأ أيضًا
فضل سماع القرآن عند صلاة الجمعة
تعرف على فضل التبكير عند صلاة الجمعة