EN 
قد يكون لفيروس كورونا فوائد أخرى غير حالة الهلع التي أصابت شريحة كبيرة من المجتمع، وعندما ننظر إلى
نصف الكوب المليان نجد أن الفيروس ساهم في لم شمل الأسرة السوهاجية وأصبحت عدد الساعات التي تقضيها الأسرة مع بعضها أكبر بكثير من ذي قبل.
وقبل أن تشير عقارب الساعة إلى الساعة 7 مساء نجد أن أفراد الأسرة جميعا يتواجدون داخل منازلهم، وساهم
التواجد المبكر في زيادة الترابط بين الأسرة، وجعل رب الأسرة يقترب من أفراد أسرته.
إبراهيم ابوعرفات، 58 عاما، أحد التجار بمركز العسيرات، أكد أنه قبل فيروس كورونا كان يعود إلى منزله قبل
آذان الفجر، وعندما يستيقظ يجد أبناءه قد خرجوا من المنزل ونادرا ما يشاهدهم.
وأضاف أن حياته كانت قاصرة على متابعة عمله في مجال التجارة، وكان دائما يجوب المحافظات بحثا عن الرزق، لكن مع بدء إغلاق المحلات وانتشار فيروس كورونا، اضطر إلى المكوث في المنزل لا يخرج
منه ليلا او نهار.
وأكد أبوعرفات، أن فيروس كورونا جعله يعيد حساباته مرة أخرى تجاه أفراد أسرته، لأنه كان يبتعد عنهم كثيرا
ولا يتابع مشاكلهم، مؤكدا أنه كان مخطئ في مسيرة حياته السابقة، وأكد أنه كان لا يعرف ملامح أحفاده جيدا، وعندما جلس في المنزل بدأ يقترب من أسرته كثيرا ويطلع علي أدق التفاصيل ويعرف مشاكلهم ويعمل على حلها.
وأكد أبو عرفات، أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مع أبنائه وأحفاده، لافتا إلى أن فيروس كورونا جعله
يعيد حساباته من جديد في علاقته مع أسرته.
خالد عارف، تاجر يقيم قرية أولاد جبارة مركز العسيرات، أن معظم وقته كان يقضيه بعد الانتهاء من عمله علي
المقهى، لكن مع ظهور كورونا اضطر إلى البقاء في منزله ليس فقط من الساعة السابعة مساء بل طوال ساعات اليوم.
واكد عارف، انه لا يخرج
من منزله الا للضرورة القصوي لشراء احتياجات المنزل، واكد ان الفيروس جعله يقلع عن
تدخين الشيشة، والابتعاد عن جلسات المقاهي، واكتفي بالجلوس في مندرة العائلة وطوال
الوقت يسأل عن افراد عائلته ويتابع اسرته بشكل افضل من السابق.
