الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على جبين الدكتور مدبولي


فارق كبير بين هذا الوجه الذي أراه أمامي الآن على شاشة التلفزيون في اجتماع مع الوزراء لمتابعة الأعمال وبين الوجه نفسه الذي كنت أراه وما كان عليه من عهد قريب لا يزيد عن سنتين، سواء عند بدء توليه المسئولية التنفيذية الأولى كرئيس لمجلس الوزراء، أو لعهد أبعد قليلا قبلها بأربعة أعوام، عندما كان وزيرا للإسكان.


وبرغم أننى لم يتصادف أن رأيت وجه الدكتور مصطفى مدبولى مباشرة سوى في صور الصحف والمجلات أو على شاشة التلفزيون، إلا أننى الآن أرى ملامح رجل يجاوز عمره الحقيقي، حيث سيكمل في الثامن والعشرين من هذا الشهر الرابعة والخمسين من العمر، بل لو لم أعرف تاريخ ميلاده لظننت أنه قارب السبعين!


وفي العهد القريب كان الدكتور مصطفى يحمل وجها يصغر بكثير عن عمره الحقيقي كرجل في مفتتح خمسينات العمر، فلو صحت معلوماتى عن شغفه بممارسة الرياضة إلى درجة تشبه حرص المحترف، لربما كان هذا هو سبب جريان دماء الشباب في ذلك الوجه الذي لم أكن تنبهت إلى حيويته حتى رأيت بعينى من خلال الشاشة كيف سيطرت المتاعب والهموم على صفحة هذا الوجه.


شحوب بيّن وتجاعيد تخطت مرحلة الشروع لتعلن عن خطة عملها المستقبلية وبروز عروق الرقبة وجفون تصارع الرغبة في خطف سنة من نوم!


والرجل لا يكاد يتلقى كلمة شكر أو تقدير ولا أظنه انتظر ذلك لما يبذله من مجهود في سديم هائل حالك من المشكلات المتشابكة والمتوالية بلا أدنى هوادة وسط أجواء من التنمر والترصد والحنق والنزق التى تلاحق كل مسئول في هذه الفترة.


واعتقادى أنه ينتمى لمدرسة لسان حالها يقول أن أعمل ثم أعمل ولا ألتفت فلو التفت لتوقفت ولو توقفت لتعثرت ولو تعثرت لتعثر العمل ولو تعثر العمل لفشلت وهذا بالضبط ما يريده أعداء هذا البلد".


وفي لحظة تخيلت نفسي بشكل عبثى في مكان الدكتور مصطفى مدبولى وأنا جالس أمام التلفزيون، فأصابتنى حالة تقترب من الهلع وكدت أقفز من فوق أريكتى التى أتكئ عليها وأركض بأقصى سرعة مبتعدا من هول ما سألاقيه على كل المستويات.


"كان مالي أنا يا بوي"..
فهل سأفرغ نفسي لمتابعة العمال الإدارية العادية اليومية التى لا غنى عنها؟!
أم سأتفرغ لدرء تسونامى من الشائعات للرد عليها ومعرفة مصادرها مع تحليل أغراضها؟ وتحسس تأثيرها وتقدير مدى نتشارها؟!
أم أقاوم لوثة تنتابنى للرد على كل تويتة وبوست وكومنت لتشكك في عملي وفي أعمال رجالي؟!


ووسط كل هذا كيف لي أن أميز الخبيث من الطيب أمام إطراء المادحين ونقد الناقدين وذم القادحين وأهداف المغرضين في كل وقت وحين؟!
"وهذا مجرد غيض من فيض وعدد من مدد وموضع  حافر في مضمار داحس!"


فمالي عجبت من ظهور الكبر على وجه السيد رئيس مجلس وزراء مصر بكل ما يلاقى من مسئوليات جسام تثقل كاهله بما لا يطاق؟!.
أما وأنى أقف أمام المرآة فأرقب تسرب الكبر إلى ملامح وجهي أنا شخصيا، فأراه وكأنه جاوز العمر بعشر سنين على الأقل مع أن ما أحمله على عاتقى من مسئولية لا يكاد يملأ قصاصة ورق فوق مكتب الدكتور مدبولي وكل مدبولي جاء قبله أو سيأتى بعده؟!


كان الله في عونك يا دكتور مدبولي وسدد الله خطاك في تلك الظروف الكالحة وما هذه الكلمات سوى شهادة بسيطة من مواطن لا يعرف عن شخص الجالس على كرسي ناظر نظار القطر المصري سوى اسمه، ثم إنه لا يرجو من الله أن تضطره الظروف لمعرفته وربنا يسترها علينا وعليك قادر يا كريم!.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط