الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم لم يعد قرية صغيرة.. كيف اندثرت العولمة بسبب فيروس كورونا؟

توقف عمليات الاستيراد
توقف عمليات الاستيراد والتصدير بسبب كورونا

«العولمة» كانت هذه الكلمة هي الأكثر تكرارا على مدى الـ 25 عاما الماضية، باعتبار العالم كله قرية صغيرة، وسرعة تداول كل المعلومات والمواد وسهولة التجارة أيضا وغيرها من المفاهيم التي تعلقت بمصطلح العولمة، والتي تاجر بهذه الكلمة الكثير عبر مسافات كبيرة وكذلك منذ وقت طويل.

انتشر مفهوم العولمة منذ فترة طويلة بازدهار تجارة التوابل في العصور الوسطى بشركة الهند الشرقية، وانفجرت بشكل أكبر في العقود القليلة الماضية إلى مستويات غير مسبوقة، وازداد هذا المصطلح بوجود شبكة الإنترنت العالمي، ونهاية الحرب الباردة وتزايد الصفقات التجارية وازدهار الاقتصادات الجديدة سريعة النمو.

ووفقا لشبكة بي بي سي البريطانية، فإن التاريخ الطويل الذي ازدهر فيه مصطلح العولمة، وضع فيروس كورونا (كوفيد-19) حدا له، حيث تقول البروفيسورة بيتا جافورسيك، كبيرة الاقتصاديين في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، أن النهج الذي اتبعه الاقتصاد العالمي خلال السنوات الـ 17 الماضية سيتغير بسبب انتشار كوفيد-19.


متابعة أنه بالنظر إلى عام 2003 خلال تفشي وباء سارس، كانت الصين تمثل 4% فقط من الناتج العالمي، أما الآن فتمثل الصين أربعة أضعاف بحوالي 16% مما يعني أن كل ما حدث في الصين في البداية سيؤثر على العالم إلى حد كبير.

وعلى سبيل المثال فإن المملكة المتحدة تعتمد على استيراد المكونات الرئيسية للسيارات من كل أنحاء العالم، وبتوقف الاستيراد توقفت هذه المصانع عن  التصنيع، مما يعني أن صحة الصين أصبحت تعني الكثير للعالم بشكل أكبر من المعتاد، على حد وصف جافورسيك.


من جانبه يقول إيان جولدن، أستاذ العولمة والتنمية في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب «كيف تخلق العولمة»، أن العولمة سمحت لوجود الانترنت وتأسيس النظام الاقتصادي الجديد وكان لها فوائد ولكن بمخاطر كورونا وتزايد أعداد الوفيات وغلق حدود البلاد فله مخاطر أيضا.

فيما قال البروفيسور ريتشارد بورتس أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للاعمال أن الأمور بدئت تتغير لأن الشركات والأشخاص أصبحوا يواجهون مخاطر، وبمجرد انتشار الفيروس وتعطيله لحلقة واحدة من عمليات الصناعة، توقفت بالكامل، وستستمر في حالة إيجاد بديل محلي فقط.

ولكن جزءا كبيرا من العولمة لا يتعلق بنقل البضائع فقط وتصنيعها في أكثر من مكان حول العالم، بل نقل الأفكار والمعلومات أيضا، وهذا ماسيؤثر على تلقي العلم وأعداد الوافدين بالجامعات، خاصة أن العديد من الجامعات البريطانية تعتمد على الطلاب الصينيين والآسيوين بشكل عام.