الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في انتظار الموت.. هل ينجو 20 مليون لاجئ من فيروس كورونا المستجد؟

مخيمات اللاجئون فى
مخيمات اللاجئون فى أفريقيا

لا وطن لهم، فاتخذوا من المخيمات بيوتا تؤويهم، ولكن القدر لم يتركهم بحالهم فيأتى الشتاء وتقرسهم البرودة ولا يجدون جنبا به دفء. أما الصيف فيحرقهم بحرارة الشمس، هم اللاجئون وكأن الطبيعة تصب عليهم غضبها، فلم يتوقف البلاء عند ذلك الحد، فتأتى الأوبئة لتعصف بما تبقى من أمل فى البقاء علي قيد الحياة.


أعلن بالليل والنهار من ويلات الحروب والأوبئة ( الطاعون والإيدز والملاريا والإيبولا) التى نالت من جسد اللاجئين في أفريقيا، فلا توجد دول كبري تشعر بوجودهم من الأساس علي قيد الحياة فيعيش الأوروبي في حياة الرهف، ويعيش الأفريقي ليكتوي بنار الدنيا.


ويأتي فيروس كورونا المستجد الذي زلزل الدول الكبري وأنظمتها الاقتصادية والصحية وجعلها لا تساوي مقدار ذرة من قدرته على محو شعوبها من الخريطة، ولكن أوروبا المتقدمة لم تستطع السيطرة على وباء كورونا، فما بال اللاجئين الذين لاحول لهم ولا قوة داخل مخيماتهم، فهل سينتظرون الموت على يد كورونا فى ظل تهالك البنية التحتية وأيضا صعوبة وصول المعدات الطبية لديهم؟.


تستضيف أفريقيا  أكثر من 26% من اللاجئين في العالم، ما يقرب من ٢٠ مليون شخص حيث يعتبر النزوح القسري من التحديات الكبيرة التي تواجهها إفريقيا، وذلك نتيجة  الصراعات والحروب الأهلية، و الأزمات المستمرة في جمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا وجنوب السودان.


فوفقا لمفوضية شؤن اللاجئين، تستضيف المنطقة الجنوبية لجنوب إفريقيا ما يقرب من 534,000 شخص ممن تعنى بهم المفوضية، بما في ذلك حوالي 204,000 لاجئ وأكثر من 281,000 طالب لجوء حتى منتصف عام 2018، معظمهم من منطقة وسط إفريقيا والبحيرات العظمى وشرق إفريقيا والقرن الإفريقي وبلدان مجتمع تنمية الجنوب الإفريقي. 


كانت هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين تعنى بأمرهم المفوضية في المنطقة دون الإقليمية إلى حد كبير بسبب تدفق اللاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أنجولا وزامبيا المجاورتين، وكذلك إلى بلدان أخرى في المنطقة الفرعية. بحلول منتصف عام 2018، كانت منطقة جنوب إفريقيا الفرعية تستضيف ما يقرب من 186,000 لاجئ وطالب لجوء. نتيجة لعملية السلام، فقد عاد معظم طالبي اللجوء الموزمبيقيين في مالاوي خلال عام 2018.


تستضيف بتسوانا حوالي 2,400 لاجئ وطالب لجوء في مخيم دوكي للاجئين، أما مملكة إسواتيني، توفر المفوضية الخاصة بشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الحماية والمساعدة بشكل أساسي من خلال شريك محلي لنحو 1,500 لاجئ وطالب لجوء يقيمون في مركز استقبال ماليندزا وفي المناطق الحضرية فيما تستضيف ليسوتو 87 شخصًا ممن تعنى بهم المفوضية. 


كما تستضيف ناميبيا حوالي 3,700 لاجئ وطالب لجوء في المناطق الحضرية ومخيم أوسير للاجئين.
 

لا تزال الأزمة الخطيرة في جمهورية إفريقيا الوسطى تؤدي إلى نزوح قسري داخلي، ومنذ نهاية عام 2017، أفرزت أيضًا تدفقًا جديدًا من اللاجئين إلى الكاميرون وتشاد، منذ بداية الأزمة، اضطر أكثر من 360,000 شخص للبحث عن ملاذ آمن في الكاميرون وتشاد، حيث لا تزال أنشطة المتمردين التي ترتكبها الجماعات المسلحة والعنف بين المجتمعات المحلية تعرض الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية لمخاطر جسيمة تتعلق بالحماية، وفي الوقت نفسه، عاد بعض الأشخاص النازحين داخليًا إلى قراهم الأصلية، مثل ما يقدر بنحو 80,000 شخص من الذين عادوا إلى باوا في الأشهر الستة الأولى من عام 2018.


في منطقة أقصى الشمال في الكاميرون، ارتفع عدد اللاجئين النيجيريين من حوالي 94,400 في يناير 2018 إلى 97,800 في نهاية أغسطس، بالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 238,100 نازح في المنطقة، لا تزال هاتان الفئتان من السكان تواجه احتياجات إنسانية وتلك المتعلقة بالحماية على نحو خطير. 


كما تستضيف جمهورية الجابون 922 لاجئًا وطالب لجوء، معظمهم من تشاد (539)، تليها جمهورية الكونغو الديمقراطية (117) وجمهورية الكونغو (87). يعيش معظم اللاجئين وطالبي اللجوء في المناطق الحضرية. ويشارك غالبية اللاجئين في أنشطة تجارية وفي القطاع غير الرسمي. 


شهدت بعض المناطق في المنطقة دون الإقليمية بعض التحسن، فى الشرق والقرن الإفريقي حيث أعادت إثيوبيا وإريتريا إقامة العلاقات بينهما بعد عقدين من الزمن، والاتفاق بين جيبوتي وإريتريا على تطبيع العلاقات بعد عقد من النزاع الحدودي الذي أدى إلى اشتباكات عسكرية.


يبقى جنوب السودان ثاني أكبر أزمة للاجئين في المنطقة حيث هناك 2.5 مليون لاجئ تستضيفهم ستة بلدان وهي: جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا. 


وعلى الرغم من التحديات، يحتفظ جنوب السودان بسياسة الباب المفتوح، حيث يستضيف أكثر من 298,000 لاجئ من جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والسودان.


يتعافى الصومال تدريجيًا بعد أكثر من عقدين من الصراع حيث تستضيف البلاد حوالي 2.6 مليون من الأشخاص النازحين داخليًا ونحو 820,000 لاجئ صومالي يقيمون في بلدان أخرى في القرن الإفريقي (256,000 في إثيوبيا و 255,500 في كينيا و 256,000 في اليمن).
 

منذ ديسمبر 2014، عاد أكثر من 120,000 شخص طواعية إلى الصومال، فى الوقت الذي تستضيف الصومال أيضًا حوالي 31,000 لاجئ وطالب لجوء مسجلين من اليمن.


وتستضيف إثيوبيا حاليًا أكثر من 900,000 لاجئ من بلدان بما في ذلك جنوب السودان والصومال والسودان وإريتريا واليمن، بالإضافة إلى ذلك، يقدر عدد النازحين داخليًا بنحو 2.8 مليون شخص.


كما يوجد بها 27 مخيمًا للاجئين وعدد كبير من اللاجئين الذين يعيشون في مناطق حضرية أو في مناطق المخيمات، حيث تعتبر عمليات مفوضية شؤون اللاجئين في إثيوبيا ثاني أكبر عملية للاجئين في إفريقيا إذ يوجد فيها أكثر من 855,000 لاجئ من إريتريا والصومال وجنوب السودان والسودان واليمن وبلدان أخرى.


فيما تستضيف أوغندا حوالي 1.3 مليون لاجئ، وهي تعتبر أكبر دولة مستضيفة للاجئين في إفريقيا وواحدة من بين الدول الخمس الأولى المستضيفة للاجئين في العالم.


جنوب السودان

حتى نهاية أبريل 2018، كان هناك 296,748 لاجئ في جنوب السودان و 1.76 مليون نازح داخل البلاد اضطروا للفرار من ديارهم لكنهم لم يعبروا الحدود. ومع نهاية عام 2017، سيكون هناك حوالي 283,600 لاجئ سوداني مع زيادة سنوية من 20,000 شخص نتيجة التدفق المتوقع للاجئين السودانيين إلى ولايتي الوحدة وأعالي النيل والنمو السكاني الطبيعي. 


يأتى ذلك فى الوقت الذي تعمل فيه مفوضية شؤون اللاجئين جاهدة في كافة أنحاء إفريقيا لضمان حصول اللاجئين والنازحين على الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية. كما تعمل على إيجاد بيئات مدرسية آمنة، وتحسين أمن المخيمات وتوفير الإضاءة في الأماكن العامة للمساعدة على الحد من مخاطر العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس. وفي عام 2015 بالذات، أنشأت المفوضية 12 مخيمًا جديدًا ووسعت سبعة مخيمات أُخرى بسبب استمرار حالات الطوارئ المتعلقة باللاجئين.