في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتزايد التحذيرات من مخططات التهجير القسري، أصدرت حركة "حماس" بيانًا حذّرت فيه من خطط إسرائيلية جديدة تستهدف مدينة غزة.
البيان، الذي حمل لهجة قوية، اعتبر أن هذه التحركات العسكرية لا تخرج عن سياق الإبادة الجماعية وسياسة الاقتلاع، محمِّلًا الولايات المتحدة مسؤولية مباشرة في توفير الغطاء السياسي والعسكري لاستمرار هذه الجرائم.
جريمة حرب كبرى
قالت حركة حماس إن تصديق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي على خطط احتلال مدينة غزة يمثل إعلانًا واضحًا عن الدخول في موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي، معتبرة أن هذه الخطط تمثل جريمة حرب كبرى وتكشف استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية.
وأضافت الحركة أن ما يطرحه الاحتلال تحت غطاء "الترتيبات الإنسانية"، عبر الحديث عن إدخال خيام إلى جنوب قطاع غزة، ليس سوى خديعة وتضليلًا مفضوحًا يهدف إلى التغطية على مشروع تهجير واسع النطاق ومجزرة وشيكة.
الربط بين غزة والضفة
وأشارت حماس إلى أن ما يجري في غزة لا يمكن فصله عن الأوضاع في الضفة الغربية، حيث تتواصل الاقتحامات اليومية واعتداءات المستوطنين، في إطار استكمال مشروع التهجير والطرد القسري، مؤكدة أن الاحتلال يسعى لتنفيذ سياسة ممنهجة لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
الموقف من الدعم الأمريكي
وأكملت الحركة أن الدعم الأمريكي السياسي والعسكري لإسرائيل يشكل الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال في ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي. وأكدت أن هذا الموقف الأمريكي يضاعف من مسؤولية المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من معاناة متصاعدة وانتهاكات جسيمة.
دعوة للتحرك العربي والدولي
واختتمت حماس بيانها بدعوة الدول العربية والإسلامية، وأحرار العالم كافة، إلى التحرك العاجل للتصدي للمخطط الصهيوني، والعمل على إسناد صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، باعتبار أن ما يجري ليس تهديدًا للفلسطينيين وحدهم، بل لقيم العدالة والإنسانية برمتها.
وفي ظل تصاعد التوتر في غزة من جديد، وسط تصعيد إسرائيلي مكثف يثير مخاوف من توسيع دائرة العمليات العسكرية في القطاع.
وفي هذا السياق، يقدم الخبراء السياسيون رؤى حول دوافع الحكومة الإسرائيلية وخياراتها، فيما يبقى الفلسطينيون على موقفهم المتمسك بحقوقهم الوطنية.
ويأتي تصريح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، ليضيء على خلفيات الصراع ويكشف العقلية السياسية التي تقود إدارة بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن الحرب باتت أداة رئيسية لتحقيق أهداف إسرائيلية على حساب حياة المدنيين والجنود على حد سواء.
اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بات مقتنعًا بأن الحرب هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافه السياسية، معتمدًا على عقلية عدائية ترفض أي مسار سياسي للحل.
وأوضح الرقب في تصريحات لـ"صدى البلد" أن نتنياهو يماطل في المفاوضات ويستغل الحرب كوسيلة ضغط على الجانب الفلسطيني، مؤكدًا أن تكثيف القصف الإسرائيلي شرق غزة، خصوصًا في حي الزيتون والممرات المؤدية إلى الجنوب، يعكس نية الاحتلال تنفيذ عمليات عسكرية واسعة تصل إلى دير البلح وخان يونس.
وأشار الرقب إلى أن هذا النهج يعرض الجنود الإسرائيليين المنتشرين داخل القطاع لمخاطر الموت، ما يظهر استعداد نتنياهو للمغامرة بحياة قواته من أجل مكاسب سياسية داخلية، ويعكس تبني رئيس الحكومة للفكر اليميني المتشدد الرافض لحل الدولتين. ولفت إلى تصريحات نتنياهو أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والتي استهزأ فيها بإمكانية إقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا رفض إسرائيل الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولتهم.
واختتم الرقب تصريحه بالتأكيد على أن القيادة الفلسطينية تدرك هذه المماطلة الإسرائيلية، مشددًا على أن الحرب التي يصر نتنياهو على خوضها لن تجلب لإسرائيل سوى المزيد من الدماء والدمار، بينما يظل الفلسطينيون متمسكين بحقوقهم الوطنية، في مواجهة سياسة الاحتلال الاستيطانية والعسكرية المستمرة.