الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الموت والحياة


يعيش البشر حالة من الذعر والخوف والرعب منذ أن ابتلاهم الله تعالى بفيروس الكورونا القاتل مخافة الموت وغاب عنهم أن الآجال والموت  بيد الله تعالى وحده ولا مفر منه عندما يحين وقته ويريد الله ..يقول الله تعالى(قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم  ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.) ومن المعلوم أن الإنسان منا يتقلب في رحلة حياته الدنيوية بين اثنتين رزق مقسوم قدره الله تعالى من الأزل لا حيلة فيه وأجل محتوم مقدر من الأزل لا مفر ولا مهرب منه. وكلاهما ..أي الرزق والأجل بيد الله تعالى وحده وبقدره سبحانه إلا أن القلق والخوف عليهما لا يفارق نفوس الكثير من البشر والإنسان بطبيعته ضعيف عجول يقلق على الرزق ويخاف من الموت باستثناء عباد الله  المؤمنين المتقين  أصحاب القلوب العامرة بالإيمان والنفوس المطمئنة الراضية المرضية وهم قلة في كل زمان.. 


هذا وبالرغم من أن الله تعالى قد أخبرنا أنه سبحانه هو الذي يملك الموت والحياة وإننا ميتون ومبعوثون يوم القيامة وراجعون إليه سبحانه..يقول تعالى..(كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى)..ويقول سبحانه(..يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه.).  ومازال الكثيرون منا يخشون الموت ويخافون من أسبابه كما هو حال البشر الآن خائفون من وباء الكورونا وغاب عنهم أن لكل أجل كتاب وأن الأسباب تتعدد والموت واحد يقول تعالى..(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها...)..ويقول سبحانه..(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون..) هذا وقد جعل الله تعالى علينا حفظة من الملائكة يحفظوننا من أمر الله تعالى حتى يحين الأجل. يقول عز وجل..(وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون.).ويقول تبارك في علاه مؤكدا حقيقة أنه لا مهرب ولا مفر من الموت ..يقول.(.أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة )..


هذا وقد عبر سبحانه وتعالى عن الموت بالشيء الذى يذاق إشارة إلى أنه حالة عابرة سريعة يمر بها الإنسان عند نهاية الأجل وإنتقاله إلى عالم البرزخ  فقال سبحانه..(كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون)..هذا ولقد بين الله تعالى لنا الحكمة من الحياة والموت وهي الإختبار والإبتلاء والجزاء في الآخرة عند اللقاء فقال عز وجل..(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)..هذا وما من إنسان إلا وهو يعيش حالة الموت في منامه فالنوم كما قيل ميتة صغرى ..يقول تعالى..(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).. 


هذا وحقيقة الموت عند العارفين بالله تعالى حياة وخروج الإنسان من عالم التقييد إلى عالم الإطلاق واستندوا في ذلك إلى قول الله تعالى وصفا لحال الإنسان عند الموت.. (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدا )..هذا وقد بين الله تعالى لنا أحوال العباد بعد الموت عند لقائهم به عز وجل فقال سبحانه.. (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم)..هذا والموت هو  الفاصل بين لقاء العبد بربه عز وجل وفي الحديث.. "أحب الله لقاء من أحب لقاءه"..وفي الختام يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله.."من أراد موعظة فالموت يكفيه". 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط