الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبوة ملح تنشر كورونا في ألمانيا.. تفاصيل

مريض بفيروس كورونا
مريض بفيروس كورونا

عبوة ملح كانت السبب في الكارثة التي لحقت بأوروبا وتفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) فيها، وكانت سيدة واحدة كفيلة بنقل العدوى إلى قارة بأكملها دون معرفة منها بأنها حاملة للمرض.

توصلت ألمانيا نتيجة للبحث والتتبع للمصابين بالفيروس على أراضيها إلى الحالة صفر في أوروبا، والغريب أن أول مكان لاندلاع العدوى كان ألمانيا حيث تعمل سيدة صينية ورغم ذلك استطاعت ألمانيا السيطرة على معدل الوفاة بتسجيل أقل عدد مقارنة بعدد الإصابات، إلا أن الفيروس تفشى وبقوة في باقي البلاد الأوروبية ومنها إيطاليا التي تقع على الحدود الألمانية.

ووفقا لوكالة "رويترز"، فإن ألمانيا كان أمامها هدفان، الأول هو السيطرة على أعداد الإصابات والوفيات بإجراء أكبر كم ممكن من الاختبارات لعلاج المصابين قبل نشر العدوى لأشخاص أكثر دون علمهم، والثاني هو تتبع التسلسل الجيني للعدوى من خلال سجلات المرضى للوصول إلى أول شخص أصيب وكيف نقل العدوى لغيره.

ونتيجة للبحث المكثف الذى أجراه فريق العمل الألماني تمكنوا من تكوين أول سلسلة موثقة لعملية انتقال الفيروس المستجد من شخص لآخر خارج آسيا، وترجع أول إصابة في أوروبا إلى سيدة صينية تعمل في شركة سيارات في ستوكدورف، وهي مدينة ألمانية يبلغ عدد سكانها 4000 بالقرب من ميونيخ في بافاريا، ويعملون لدى مورد قطع غيار السيارات ويباستو جروب.

بداية الكارثة الأوروبية انطلقت من هذه الشركة، بإصابة أحد موظفيها وهي امرأة صينية مقيمة بألمانيا وزارها والداها القادمين من مدينة ووهان الصينية، وكان ذلك قبل أن تسافر في 19 يناير إلى ستوكدورف، وأثناء وجودها في ألمانيا، شعرت بألم غير طبيعي في الصدر والظهر وكانت متعبة طوال إقامتها، لكنها أبلغت عن الأعراض التي شعرت بها، وخلال رحلة عودتها إلى الصين ارتفعت درجة حرارتها وأصيبت بالحمى، وفور الكشف لها في المطار تأكد إصابتها بالفيروس ، وكان والداها قد أصيبا به أيضا.

وأخبرت مديرها بإصابتها بالفيروس التاجي، وعلى الفور تشكل فريقا للأزمات لتعقب الموظفين الذين كانوا على اتصال بزميلتهم الصينية، ومنهم الرئيس التنفيذي الذي صافحها قبل سفرها بـ 3 أيام، وكانت قد تعاملت مع زملائها بشكل عادي خلال فترة حضانتها للمرض، وقدمت محاضرات بغرف اجتماعات صغيرة كان يوجد بها 20 شخص، ويعد أول شخص أصيب بالعدوى منها زميلتها التي ناولتها عبوة ملح خلال تناولهم الغداء.

واتبع العلماء تسلسل الجينوم الكامل، الذي يحلل الاختلافات في الشفرة الوراثية للفيروس من مرضى مختلفين، لتحديد انتشاره، وباتباع جميع هذه الروابط، اكتشفوا أن الحالة رقم 4 كانت على اتصال عدة مرات مع مريض شنغهاي، وذلك عندما طلب منها زميلها علبة الملح.

واستطاعت ألمانيا كسب المزيد من الوقت لمواجهة الفيروس المستجد وحافظت على اقل عدد وفيات، على عكس الدول المجاورة لها في أوروبا والتي تفشى فيها المرض مسببا كوارث جسيمة كإيطاليا وإسبانيا.