الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفتاء تحدد الهدف الأسمى من صيام شهر رمضان

الهدف من صيام شهر
الهدف من صيام شهر رمضان.. دار الإفتاء تحدد هذا الأمر

كشفت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي بموقع "فيسبوك" عن الهدف الأسمى من صيام شهر رمضان.


وقالت "الإفتاء" إن التقوى هي الغاية الكبرى من الصيام؛ فينبغي للمسلم الإقبال على الله بالطاعات فيرى الأنوار والبركات في شهر رمضان. 


واستشهدت دار الإفتاء في بيناها الهدف الأسمى من صيام شهر رمضان بقوله - تعالى-: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، [سورة البقرة: الآية 183].


اقرأ أيضا // الاستعداد لرمضان 2020..احرص على 14 أمر لنيل المغفرة والأجر العظيم 

في ذات السياق، نوه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنه يجب على المسلم أن يكون مراقبًا لله في كل حركاته، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله من قول أو عمل.


وأضاف شيخ الأزهر، في بيانه ما يجب على المسلم فعله في شهر رمضان، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أنه على المسلم أن يديم تلاوة القرآن والاستغفار، وأن يعامل الآخرين معاملة طيبة؛ فلا فُحش ولا صخب؛ وإن امرؤٌ خاصمه أو شاتمه فليقل: "إني صائم" إرضاء لله تعالى.

وتابع: كما يجب على المسلم القادر أن يعطف على الفقراء والمساكين بإخراج زكاة الفطر التي هي طهرةٌ للصائم.

فضل شهر رمضان 
وأوضح  الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن شهر رمضان فضله الله على سائر السنة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [سورة البقرة: الآية185].


وذكر "الطيب" في بيانه فضل شهر رمضان، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أن الله - عز وجل- ميز هذا الشهر الكريم أيضًا بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [سورة البقرة:  الآية 185].


اقرأ أيضا: حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان.. المفتي يجيب


وأشار شيخ الأزهر أن الصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمان من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله.


وواصل: وهو انتصار على النفس والهوى والشيطان، لافتًا: ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مر الأيام وكل الأعوام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.


اقرأ أيضًا: حكم تعجيل الزكاة بسبب فيروس كورونا.. المفتي يحسم الجدل 


من جانبها، أفادت دار الإفتاء المصرية، أنه ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه-  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)).


وواصلت أنه في حديث آخر عنه - صلى الله عليه وسلم-  قال: ((الصوم نصف الصبر))، خَرَّجَه الترمذي، مبينًا أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة؛ وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم؛ فإن فيه صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن.


اقرأ أيضًا // حكم قضاء الصيام قبل رمضان.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي 


وأكملت أن هذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله - تعالى-  في المجاهدين: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾، [سورة التوبة: الآية 120].



وذكرت أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب، منها: شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم؛ ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام)). وفي رواية: ))فإنه أفضل)). وكذلك روي: ((أن الصيام يضاعف بالحرم)).


واسترسلت أنه في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف عن ابن عباس مرفوعا: ((من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه))، وذكر له ثوابا كثيرا، ومنها: شرف الزمان، كشهر رمضان وعشر ذي الحجة.


وأكملت أن النخعي قال: وصوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة؛ فلما كان الصيام في نفسه مضاعفًا أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال كان صيام شهر رمضان مضاعفا على سائر الصيام؛ لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني الإسلام عليها.


اقرأ أيضًا // شروط وجوب صيام شهر رمضان.. الإفتاء تحدد 4 أمور  

وأردفت: وفي الموطأ: ((أنه صلى الله عليه وسلم كان بالعَرْجِ يصب الماء على رأسه وهو صائم من العطش أو الحر))، فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا الله؛ كان ذلك دليلًا على صحة الإيمان؛ فإن الصائم يعلم أن له ربًّا يطلع عليه في خلوته، وقد حرم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة، فأطاع ربه وامتثل أمره، واجتنب نهيه؛ خوفا من عقابه، ورغبة في ثوابه، فشكر الله تعالى له ذلك، واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله؛ ولهذا قال بعد ذلك: (( إنه إنما ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي)).


واسترسلت أنه لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهواته قدم رضا مولاه على هواه، فصارت لذته في ترك شهواته لله -لإيمانه باطلاع الله وثوابه وعقابه- أعظم من لذته في تناولها في الخلوة؛ إيثارا لرضا ربه على هوى نفسه، بل المؤمن يكره ذلك في خلوته أشد من كراهته لألم الضرب، وقال بعض السلف: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره.



وأبانت أنه لهذا أكثر المؤمنين لو ضرب على أن يفطر في شهر رمضان لغير عذر لم يفعل؛ لعلمه لكراهة الله لفطره في هذا الشهر، وهذا من علامات الإيمان: أن يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته إذا علم أن الله يكرهه، فتصير لذته فيما يرضى مولاه وإن كان مخالفا لهواه، ويكون ألمه فيما يكرهه مولاه وإن كان موافقا لهواه، وإذا كان هذا فيما حُرِّم لعارض الصوم من الطعام والشراب ومباشرة النساء، فينبغي أن يتأكد ذلك فيما حرم على الإطلاق: كالزنا وشرب الخمر وأخذ الأموال أو الأعراض بغير حق وسفك الدماء المحرمة، فإن هذا يسخطه الله على كل حال وفي كل زمان ومكان، فإذا كمل إيمان المؤمن كره ذلك كله أعظم من كراهته للقتل والضرب.


اقرأ أيضًا // هل يقبل صيام تارك الصلاة ؟.. المفتي السابق يجيب


ونوهت: لهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات وجود حلاوة الإيمان: أن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار، وقال يوسف عليه السلام: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ [سورة يوسف: الآيات 33، 34].

شروط وجوب صيام شهر رمضان

ونبهت دار الإفتاء المصرية، أنه إذا توافرت في الإنسان الشروط التالية وجب عليه صوم رمضان.


وذكرت "الإفتاء" أن أول شروط وجوب صيام شهر رمضان هو الإسلام، وهو شرط عام للخطاب بفروع الشريعة.


 وأضافت دار الإفتاء أن ثاني الشروط هو البلوغ، ولا تكليف إلا به؛ لأن الغرض من التكليف هو الامتثال، وذلك بالإدراك والقدرة على الفعل، والصبا والطفولة عجز، ونص الفقهاء على أنه يؤمر به الصبي لسبعٍ - كالصلاة - إن أطاقه.


 وتابعت أن ثالث الشروط هو العقل؛ إذ لا فائدة من توجه الخطاب دونه، فلا يجب الصوم على مجنون إلا إذا أثم بزوال عقله، في شراب أو غيره، ويلزمه قضاؤه بعد الإفاقة.


وواصلت أن رابع الشروط هو القدرة على الصوم، لافتةً أن تحقق القدرة على الصوم يكون بالصِّحَّة؛ فلا يجب صوم رمضان على المريض ومَنْ في معناه مِمَّن تلحقه مَشَقَّة فوق استطاعته، والإقامة؛  فلا يجب الصوم على الْمُسَافر، وعدم المانع شرعًا؛ فلا يجب الصوم على الحائض والنُّفَساء.

 

واختتمت دار الإفتاء المصرية أن الأئمة الأربعة اتفقوا على أن صوم رمضان واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، طاهر من حيض أو نفاس، مقيم، قادر على الصوم.