تصدرت قضية حنين أغلبية مواقع التواصل الأجتماعي وأصبحت هذه الفتاة تريند علي هذه المواقع واستحوذت القضية علي اهتمام الكثير منا.. وفي الحقيقة لن أبحث في مدي الجرم الذي فعلته هذه الفتاة وما الذي تقصده وهل كانت فعلا تحرض الفتيات علي فعل السوء كما أكد الكثيرون وهم يعرضون لها الفيديو الذي تحرض فيه علي ارتداء ملابس فورمال وفتح الكاميرا لجني الأموال وفيديوهات أخري كثيرة، أم أنها فعلت ذلك بحسن نية ولا تقصد ما يؤكده البعض من نيتها المؤكدة لفعل السوء .
فلست جهة تحقيق وهذه القضية قد لا تكون هي الأولي بالاهتمام أو التركيز خاصة في ظل ما نعانيه من مشاكل وباء عالمي يطيح بالصغير والكبير ولا يفرق بين جنس أو لون أو حتي صاحب سلطة أو جاه .
ولأنها قد لا تكون هذه هي المرة الأولي التي نشاهد فيها مثل هذه القضايا علي مواقع التواصل الأجتماعي ولكن ما أريد أن أتحدث عنه هي ردود الأفعال المبالغ فيها من معظم الناس علي مواقع التواصل الاجتماعي وسن الأغلبية السكين لهذه الفتاة بل إن كثيرين طالبوا بإعدامها والتمثيل بها ليعتبر الآخرون.
كلنا نصبنا أنفسنا قضاة وحكمنا علي الفتاة .. الجميع أصبح جلادا يجلدها بعنف وبلا هوادة .. بالتأكيد الفتاة أخطأت وتحتاج الي تقويم ولكنني أتحدث عن نقطة أخري وهي العنف والحدة والتطرف وعدم العقلانية والكراهية في ردود أفعال الكثير من أفراد المجتمع علي أي قضية أو مشكلة حتي لو كانت ليست بأهمية هذه القضية.
فنجد مثلا في بعض الأمور الأخري مثل زواج فنانة من رجل أعمال ردود أفعال قاسية حادة تصل أحيانا الي الصفاقة والسب والحقد.
ماذا حدث لنا.. لماذا أصبحنا أكثر عنفا وحدة وكراهية لبعضنا..لماذا اختفت من بيننا السماحة واللطف والحب والود والذوق؟.
أين ذهبت الكلمات الجميلة التي كنا نتداولها وهي قمة الذوق والرقي دون أن نشعر؟.. فكنا نجد حتي في الطبقات البسيطة كلاما يذيب الحقد والكراهية بين النفوس..أين ذهب المصريون الحقيقيون لماذا تغيرت أخلاقهم وعاداتهم وطباعهم؟.
أين ذهب جيل الستينيات والسبعينيات الذي كان يتعلم الفرنسية والإنجليزية والبيانو في المنازل ويرفع معه الطبقات الدنيا التي كانت تسعي لتقليده؟.. لماذا أصبحنا نجلد بعضنا البعض ومن هؤلاء الذين يظهرون علي مواقع التواصل الاجتماعي ويظهرون المصريين وكأنهم مجموعة من السوقة لا يعرفون شيئا عن الرحمة والذوق والأخلاق؟.
ونحن ننتظر شهرا كريما يحثنا علي الأخلاق وحب الآخر والتسامح واللين علينا أن نعيد حساباتنا مرة أخري، علينا جميعا أن نفكر فيما نفعل وفيما نقول وأن نحاسب أنفسنا قبل أن ندعي أننا بلا أخطاء " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر "كلمة للسيد المسيح عليه السلام .. وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم.