EN
دمر فيروس كورونا صناعة النفط وجعلها تدخل مراحل دراماتيكية، بعد ان دمر الطلب؛ بعد أن أغلقت المصانع وتوقفت عمليات النقل حول العالم، وبدأ التخزين ولجأ التجار إلى ناقلات المحيطات لتخزين النفط الخام على أمل تحسن الأسعار في المستقبل.
وكان شبح توقف الإنتاج - والتأثير الذي ستحدثه على الوظائف والشركات وبنوكها والاقتصادات المحلية - أحد الأسباب التي دفعت قادة العالم إلى توحيد القوى لخفض الإنتاج بطريقة منظمة.
ولكن مع تضاؤل حجم الأزمة عن جهودهم ، وفشلهم في وقف تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر الأسبوع الماضي، وأصبحت عمليات الإغلاق حقيقة واقعة الآن، وهو أسوأ سيناريو للمنتجين ومصافي النفط.
وقال توربيجورن تورينكيفست، رئيس عملاق تجارة السلع "جونفور جروب" وفق مقابلة لوكالة بلومبرج «نحن ننتقل إلى نهاية اللعبة، وقد تكون من أوائل إلى منتصف مايو ".
من الناحية النظرية ، كان ينبغي أن تأتي أول تخفيضات إنتاج النفط من تحالف أوبك + ، الذي وافق في وقت سابق من هذا الشهر على خفض الإنتاج اعتبارًا من 1 مايو.
ومع ذلك، بعد انخفاض الأسعار الكارثي يوم الاثنين ، عندما انخفض نفط غرب تكساس الوسيط إلى - 40 دولارًا للبرميل.
قال بن لوكوك، الرئيس المشارك لتداول النفط لدى مجموعة ترافيجورا التجارية للسلع، إن اليوم الاثنين تم التركيز بالفعل على أن الإنتاج يحتاج إلى إبطاء، وهي ما تعتبر صفعة يحتاجها السوق لإدراك أن الأمر خطير.
وتعتقد ترافيجورا ، وهي واحدة من أكبر مصدري الخام الأمريكي من خليج المكسيك الأمريكي ، أن الإنتاج في تكساس ونيو مكسيكو وداكوتا الشمالية وولايات أخرى سينخفض الآن بشكل أسرع بكثير من المتوقع حيث تتفاعل الشركات مع الأسعار السلبية ، التي استمرت لعدة أيام الأسبوع الماضي في السوق المادية.
وانهارت الأسعار يوم الاثنين كان الإجماع على أن الإنتاج سينخفض بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا بحلول ديسمبر.
ولكن، يرى مراقبو السوق الآن أن هذه الخسارة ستظل حتى أواخر يونيو.
وقال روجر ديوان، محلل نفط في شركة اي اتش اس ماركت المحدودة: "من المرجح أن تكون شدة ضغط الأسعار بمثابة محفز للانخفاض الفوري في النشاط والإغلاق".
وكانت صدمة الأسعار شديدة بشكل خاص في السوق المادية،واضطر منتجو الخام مثل South Texas Sour و Eastern Kansas Common إلى دفع أكثر من 50 دولارًا للبرميل لتفريغ إنتاجهم الأسبوع الماضي.
وأعلنت شركة كونوكو فيليبس وشركة كونتيننتال ريسورسز لإنتاج الصخر الزيتي عن خطط لإغلاق الإنتاج.
وصوت المنظمون في أوكلاهوما للسماح للحفارين بإغلاق الآبار دون خسارة عقود الإيجار، واتخذت نيو مكسيكو قرارًا مشابهًا.
وتشهد داكوتا الشمالية، التي كانت لسنوات مرادفة لثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، تراجعًا سريعًا.
وقد أغلق منتجو النفط بالفعل أكثر من 6000 بئر، ما أدى إلى تقليص إنتاج 405 آلاف برميل يوميًا، أو حوالي 30٪ من إجمالي الولاية.
ولن تقتصر تخفيضات الإنتاج على الولايات المتحدة من تشاد، وهي دولة فقيرة وغير ساحلية في إفريقيا، إلى فيتنام والبرازيل، يقوم المنتجون الآن إما بتقليل الإنتاج أو وضع خطط للقيام بذلك.
وقال ميتش فليج، رئيس شركة نفط بحر الشمال سيريكا إنرجي في مقابلة "لا أريد أن أتحدث عن الأمر بشكل مثير ولكن نعم، من الواضح أنه يجب أن يكون هناك خطر من الإغلاق"، ففي أجزاء معينة من العالم خطر حقيقي وحاضر"
وفي اجتماعات مجلس إدارة الطوارئ الأسبوع الماضي، ناقشت شركات النفط الصغيرة والكبيرة التوقعات الأكثر كآبة التي شهدها أي مدير تنفيذي للنفط على الإطلاق.
وبالنسبة للشركات الصغيرة، ستتمحور الأسابيع القليلة المقبلة حول البقاء واقفا على قدميه.
ولكن حتى بالنسبة للأكبر منها، مثل Exxon Mobil Corp، وBP Plc، فإن ذلك يمثل تحديًا.
وستقدم شركة Big Oil نظرة ثاقبة للأزمة عندما تبلغ الشركات عن أرباحها هذا الأسبوع.
وستنضم المملكة العربية السعودية وروسيا وبقية تحالف أوبك + إلى تخفيضات الإنتاج يوم الجمعة، ما يخفض إنتاجها بأكثر من 20٪ ، أو 9.7 مليون برميل يوميًا
وتقلص أرامكو السعودية، الشركة المملوكة للدولة، بالفعل للوصول إلى الهدف، وأعلنت شركات النفط الروسية أن صادراتها من خام الأورال الرئيسي ستنخفض في مايو إلى أدنى مستوى في 10 سنوات.
ومع ذلك، قد لا يكون كافيا، كل أسبوع ، يتم تخزين 50 مليون برميل من الخام، وهو ما يكفي لتغذية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة مجتمعة، بهذا المعدل، وسينفد العالم من التخزين بحلول يونيو،ما لا يتم تخزينه على الشاطئ، مخبأ في ناقلات.
وقال خفر السواحل الأمريكي يوم الجمعة أن هناك الكثير من الناقلات عند مرساة قبالة كاليفورنيا لدرجة أنها تراقب الوضع، وفقا لـ بلومبرج.
