الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معبد فيلة.. الجمال الساحر وسط نهر النيل في أسوان.. صور

معبد فيله
معبد فيله

تعتبر محافظة أسوان عاصمة الثقافة والفنون بالقارة السمراء، والمشتى العالمى الذى يتفرد دائمًا بآثار خالدة، وطبيعة خلابة وطقس جاف معتدل، وشمس مشرقة.


ويواصل "صدى البلد" سلسلة حلقاتها "قصة أثر"، حيث ترسو سفينة رحلتنا اليوم بجزيرة فيلة التى تقع فى وسط نهر النيل الخالد.


واشتق اسم فيلة من الكلمة المصرية القديمة "بلاك" والتى تعنى "المكان البعيد"، وفيلة تحكى تاريخا عمره 4000 سنة، وأقيم عدد كبير من المعابد فوق جزيرة "فيلة"، لعل أقدمها تلك المعابد التي يرجع تاريخها إلى عهد الملك تحتمس الثالث (1490-1436 قبل الميلاد)، وفي القرن الرابع قبل الميلاد بنى الملك "نخت نبف" (378-341 ق. م) معبدًا ضخمًا وعلى أثره شيّد "بطليموس فيلادلف" (القرن الثالث قبل الميلاد) معبده الكبير، ثم تبعه كثير من ملوك البطالمة وولاة الرومان حتى ازدحمت جزيرة فيلة بالمعابد، وأشهرها هو الذي يطلق عليه "مخدع فرعون".


اقرأ أيضًا:


كما يرجع اسم فيلة أو فيلاي إلى اللغة اليونانية التي تعني (الحبيبة) أو (الحبيبات)، أما الاسم العربي لها فهو (أنس الوجود) نسبة لأسطورة أنس الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة، أما الاسم المصري القديم والقبطي فهو بيلاك أو بيلاخ ويعني الحد أو النهاية لأنها كانت آخر حدود مصر في الجنوب.


ومجموعة العبادة كرست لعبادة الإلهة إيزيس غير أن الجزيرة احتوت على معابد لحتحور وأمنحتب وغيرها من المعابد، حيث شيدت معابد "فيلة" في الأصل لعبادة الإلهة "إيزيس" وفى كل القرون اكتسبت فيلة مكانة خاصة في العبادات لدرجة أن حشدا من أتباع تلك العبادة كانوا يجتمعون لإحياء قصة موت وبعث أوزوريس.


وتم بناء المعبد الكبير خلال القرن الثالث قبل الميلاد ثم تلاه معابد أمنحوتب وأرسنوفيس، أما معبد حتحور فهو يعد آخر أثر بطلمي، واستكمل بناؤه قبل عام 116 قبل الميلاد بواسطة إيورجيتس الثاني، وقد أضاف بطالمة آخرون نقوشا إلى فيلة والتي تعتبر من روائع المعبد، ومن مصر امتدت عبادة الآلهة إيزيس إلى اليونان وروما وفى مختلف أنحاء الإمبراطورية حتى عندما تم تطبيق الحكم الروماني في مصر حاول الحكام تجميل الجزيرة المقدسة فقد بنى الإمبراطور أغسطس قيصر معبد في الطرف الشمالي لفيلة في القرن التاسع قبل الميلاد.


وقد شهد هذا المعبد قيام العديد من المنتجين للأفلام السينمائية والتسجيلية والمسلسلات إختياره لتصوير بعض المشاهد السينمائية والدرامية به، ونذكر من هذه الأعمال فيلم "النمر والأنثى" للزعيم عادل إمام، كما أن أبرز المشاهير والشخصيات العامة يحرصون عند زيارتهم لأسوان لزيارة هذا المعبد التاريخى والاستماع لشرح مفصل عن تاريخه وقصته، وكان أحدثهم النجم العالمى الممثل الأمريكى دانى جلوفر وزوجته إيلينا أثناء مشاركته الأسبوع الماضى فى فعاليات مهرجان أسوان الدولى الثانى لأفلام المرأة.


ويقول أحمد مصطفى، مرشد سياحي، إنه فى عام 550 بعد الميلاد وتحت حكم جوستنيان وصلت المسيحية إلى جزيرة فيلة وبدأت صفحة جديدة في تاريخها، وتكون مجتمع جديد مسيحي في جزيرة فيلة وتحولت قاعة الأعمدة لتكون مناسبة لممارسة الديانة الجديدة.


وتم نقل الأحجار من بعض الآثار لبناء كنائس مسيحية في الجزيرة، ونمت قرية جديدة حول معبد إيزيس، وعندما جاء الإسلام اعتبرت فيلة حصنا أسطوريا ممثلا في إحدى قصص ألف ليلة وليلة واكتسبت اسم أنس الوجود تيمنًا باسم بطل إحدى هذه القصص من قصص ألف ليلة وليلة.


وأضاف أن معبد فيله يتمتع بعرض الصوت والضوء الساحر، ولذا يأخذ مشاهديه فى رحلة عبر الماضى البعيد لاكتشاف أسطورة إيزيس وأوزيريس من خلال إضاءة مبهرة تأخذ العقول وموسيقى جذابة مع صوت يسرد ويحكى كأنه آت من أعماق الماضى السحيق ويجلب لك التاريخ والأحداث وكأنك تعيشها في الوقت الراهن، والمعبد من حولك كأنه عاد إلى الحياة مما يجعلك تشعر بأن المعبد يتحرك من حولك.