الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا يحيي تكتب: الاختيار

صدى البلد

باتت أعداد الشهداء والمصابين من أبطالنا أبطال القوات المسلحة أعداد ليست بالقليلة فقد طالت يد الإرهاب الغاشم أبطالا كثر، وبالرغم من الزيادة المستمرة شبه اليومية لشهدائنا إلا أنهم لا يزالون يدافعون عن الأرض والعرض بكل ما أوتوا من قوة، ولم تثنهم تلك المحاولات الإرهابية الخسيسة عن الاستمرار فى الدفاع عن أرض هذا الوطن الغالى.


* قراءتنا المستمرة لبيانات عسكرية عن أعداد ليست قليلة عن استشهاد أبطالنا أصبح أمرا روتينيا فى حياتنا فنسمع عن "انفجار عبوة ناسفة نتج عنها استشهاد ضابط وضابط صف و8 جنود، وبعدها بأيام بيان آخر بمهاجمة العناصر الإرهابية أحد الارتكازات الأمنية وتم إصابة واستشهاد ضابط و14 جنديا، وبيان يتبعه بيان وشهيد وراءه شهيد.. حداد وراء حداد!


* كثرت دماء شهدائنا من الأبطال فى سبيل الحفاظ على هذا الوطن فى مواجهتهم لهذا الإرهاب الغادر وعلى يد قلة خسيسة لا دين لهم، ولكن السؤال المهم هل ندرك حجم الكارثة؟ وخطورة المعارك المستمرة على أرض سيناء؟ هل ندرك الحياة المحفوفة بالمخاطر لأبطال الجيش فى سيناء؟


* نحن لسنا فى قلب المعركة وكمدنيين ننعم بحياة هادئة آمنة مستقرة ولم ولن ندرك حجم وهول ما يحدث على أرض سيناء، للأسف نحن غير مستوعبين حجم الكارثة والفاجعة وما يفعله التكفيريون فى أبطالنا من الجيش المصرى، ببساطة لأن "ليس من رأى كمن سمع".
 

* و لكن عندما تابعنا مسلسل "الاختيار" رأينا بأعيننا محاكاة حقيقية لمعركة أبطال الجيش المصرى ضد شرذمة من التكفيريين أعداء الدين والوطن بل أعداء الإنسانية أجمع.


* شعرنا بمرارة قسوة استشهاد من يحمى الأرض ويصون العرض بهذه الدرجة من القسوة والوحشية والكراهية بعد أن تابعنا مشاهد استشهاد جنودنا بسرد درامى حقيقى ومتميز من خلال دراما مصرية محترمة، استطاع خلالها صناع العمل بالتعاون مع جهاز القوات المسلحة توصيل الصورة الصحيحة والحقيقية لما يحدث على أرض سيناء من الغدر والخيانة من التكفيريين واستهدافهم لضباط و جنود قواتنا المسلحة، بل وأهالينا فى سيناء، واستطاعوا تجميع المصريين وجعلهم يلتفون حول هذا العمل الوطنى خلال شهر رمضان.


* تابعنا خلال 30 يوما فى الشهر الفضيل مسلسل الاختيار، المسلسل الذى كان اختيارنا جميعا، دراما أدمعت عيوننا فى لحظات استشهاد أبطالنا، دراما أوجعت قلوبنا فى مشاهد الخسة والنذالة من التكفيريين وانتقامهم بكل نذالة من أبطالنا وأهالينا الشرفاء فى سيناء.
 

* لم يكن مسلسل الاختيار مسلسلا لإبراز بطولات الجيش المصرى فى سيناء فحسب، ولم يكن فقط مجرد قصة شهيد، ولكنه كان أيضا السر فى العقيدة، عقيدة الجيش المصرى فى استبساله فى الدفاع عن أرضه ضد عقيدة الإرهابى التكفيرى فى قتل النفس وتكفير كل من يخالف أفكارهم وأهدافهم.


* 30 يوما مع الأبطال والخونة، مع من حافظ على الأرض وصان العرض ومع من خان الوطن، مع من حارب واستبسل فى الدفاع عن أرضه ومع من قتل وخان، دراما مختلفة بل الأولى من نوعها فى الشهر الفضيل تجعلك تتابع وتشاهد دون كلل أو ملل.


* ليس فقط حلقات مسلسل تابعناه، ولكنها حكاية الأرض والعرض وبسالة الشهداء فى أروع صورها، حكاية الخيانة والنذالة والخسة فى أدنى صورها، مسلسل بحلقاته وثق القصص الحقيقية لأبطالنا بكل تفاصيل الحب والتضحية وإنكار الذات فى سبيل وطننا الغالى.


* لم نشاهد مسلسلا دراميا يمر مرور الكرام فحسب ولكنه واقع عاشه الأبطال وعشناه معهم، مآسٍ وقصص وحقائق تم توثيقها بالصوت والصورة، تضحيات الأبطال الذين سطروا بطولات خالدة لا تنسى على مر التاريخ، لكى نفهم ونعرف العقيدة الحقيقية الصادقة، عقيدة الإيمان ضد عقيدة الكفر، عقيدة الحقيقة ضد عقيدة الزيف والخداع، حقيقة الحق ضد حقيقة الباطل.


* تلك العقيدة التى لم يدخر صناع مسلسل الاختيار جهدا فى إيصالها للمشاهد بالشكل الصحيح دون أن يشعر المشاهد بأى ارتباك أو تناقضات، بل تم نسج خيوط الحقيقة كاملة بكل تفاصيلها بوضوح دون تزييف.


 * وبما أننا بشر ولنا الحق فى طرح أى تساؤلات، فلابد لنا أن نتساءل لماذا عقيدتنا هى الأصح؟ وجاءت الإجابة بالأدلة وبالبرهان الصادق الذى لا يحمل التأويل، وجاءت واضحة جلية فى إجابة القائد البطل المنسى لجنوده بأن عقيدة سفك الدماء وإهدار الأرواح بدون وجه حق والهجوم على الآمنين فى ديارهم لقتلهم والهجوم على من يحمى أرضه وعرضه واستحلال دمائهم وديارهم هى بالطبع عقيدة باطلة واهية ضعيفة وخالية من كل معانى الإيمان والتقرب إلى الله، إنها عقيدة بث الرعب ونشر الفتنة وتهديد الآمنين.
 

* تلك العقيدة المخالفة لكل الشرائع السماوية تجلت بوضوح فى مشهد يبرز لنا لين وضعف تلك العقيدة، وهو مشهد القبض على الإرهابى هشام عشماوى فقد كان يرتدى حزاما ناسفا وكان من السهل جدا أن يفجر نفسه والمكان كله وينال الشهادة (على حد الزعم الواهى لقيادات التكفيريين)، بل ويحصل على الحور العين الذين طالما يقوم قادتهم بوعدهم بها، لكنه ظهر مشوشًا مترددًا فى تفجير نفسه وظهر مرتبكا فى غاية القلق والصدمة، حيث ارتجفت يده على حزامه الناسف وقرر الاستسلام، واستسلامه هو الدليل القاطع على ضعفه وضعف عقيدته وعدم إيمانه القوى بما يملأ به قادة التكفيريين عقولهم.


* مسلسل الاختيار أبرز بكل الأدلة الصادقة والبراهين الموثقة كذب وضلال وفشل الجماعات التكفيرية فى كل أفكارهم وأفعالهم، ونجح هذا المسلسل فى إفشال أى خطط للإرهابيين لتشويه الصورة الصحيحة والحقيقية البطولية للجيش المصرى واستبساله، ذلك العمل الوطنى سيظل محفورا بكل تفاصيله فى عقول ووجدان المصريين، لما يحمله من ثراء فنيا ودراميا تم فيه سرد تفاصيل الحكاية كاملة، حكاية وأسطورة تضحيات الجيش المصرى.


* وسيحتل هذا المسلسل مكانة ثرية فى سجلات الدراما المصرية الوطنية لما يرسخه فى عقول أطفالنا بحقائقه دون تزييف أو تضليل، ولن ينسى أحد بعد كل تلك المشاهد الحقيقية المؤثرة ما قدمه شهداؤنا من تضحيات وتمسكهم بتلك العقيدة العسكرية الصلبة التى لا تلين، فجاء اختيارهم الصحيح المشرف، فنحن نغير حياتنا باللجوء إلى الخيارات العقلانية.



* فكلنا بشر ولنا اختيارتنا المطلقة فى حياتنا والتى نؤمن بها وقد كان الاختيار هو فيصل حياتنا، فكما اختار عشماوى وأمثاله الخيانة والغدر بكل القيم والأعراف العسكرية فعلى النقيض كان اختيار البطل الشهيد منسى وزملائه من أبطالنا (كما قال الرئيس السيسي) الاستمرار على العهد والفهم الحقيقى لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر.


* كل التحية لصناع هذا العمل الدرامى المتميز الذين صنعوا حالة من الالتفاف الوطنى حول أبطالنا وشهدائنا وقواتنا المسلحة، وبكل حب وشغف جمعوا الأسر المصرية حول هذا العمل الذى وثق فى عقول أبنائنا بطولات أبطالنا وشهدائنا الذين لم ولن تنتهى بطولاتهم بوعى صادق وإيمان راسخ وعقيدة قوية مخلصة.


* أتمنى أن يقوم صناع الدراما فى الفترة القادمة بالتفكير فى إنتاج المزيد من الأعمال الدرامية والسينمائية لتخليد ذكرى أبطالنا وتوثيق الحقائق عن بطولات جيشنا وشهدائنا حتى يتعلم منها ويقتدى بها أبناؤنا والأجيال القادمة.