الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يخاف الفقر .. خطيب المسجد النبوي: بهذا الأمر يرزقك الله ويغنيك

من يخاف الفقر ..
من يخاف الفقر .. خطيب المسجد النبوي: بهذا الأمر يرزقك الله

قال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه الحمد لله الذي أقام أهل الإسلام في المساكين مقام الأنصار في المهاجرين ، فآووا ونصروا ، وواسوا وعزروا ، وشفعوا وشفعوا ، وجمعوا وفرقوا ، وآثروا وأنفقوا ، فكم من أرزاق قسمت ، وديون قضيت ، وأرامل سترت ، وأيتام كفلت ، وحاجات سدت ، وموائد مدت ، وأكف عن السؤال كفيت ، وبيوت بالخيرات مليت ، فما كان لهم أن يتخلفوا عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يرغبوا بأنفسهم عن هديه ، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه.

اقرأ أيضًا.. 
وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن ابتغاء الغنى يكون في الفقراء والنصر والرزق في الضعفاء، فإن خفتم عيلة فابتغوا الغنى في فقرائكم ، وإن خفتم غلبة فابتغوا النصر في ضعفائكم ، منوهًا بأن بهم ترزقون وبهم تنصرون ، وبظلمهم وقهرهم تكون الدائرة عليكم ثم تغلبون وتدحرون ، أفتتسلون من شرع لواذا ، فإذا نزلت المصيبة قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير.


وأضاف أنه الحمد لله الذي أرى المسلمين من أنفسهم خيرًا كثيرًا ، فكم من ختمات في البيوت تليت ، وكم من ركعات في الحجرات صليت ، وكم من كتب علم نافع بين أهل الدار قرئت ، وكم من دروس شاعت فنفعت ، ومواعظ ذاعت فذكرت ، والحمد لله الذي أظهر مكنون الإيمان من مكامن النسيان ، فكم من مصاحف كانت قد هجرت فنشرت ، وكم من قلوب كانت قد قست فلانت ، وكم من مآق كانت قد تحجرت فجرت ، وكم من أرواح كانت قد تخالفت فتآلفت ، وشخوص كانت قد تدابرت فتقابلت ، وأرحام كانت قد تقاطعت فتواصلت.

وتابع : الحمد لله الذي أشهدنا رفق الراعي ، ونصح الوزير وهداية العالم ، وأسى الطبيب ورعاية الخفير ، وشفقة الناصح ورفعة الأذان ، وهوان الفجور والفسوق والعصيان ، والحمد لله الذي مسنا بقهره تأديبا ، وأنفذ فينا لطيف قدره تأنيبا ، ولو شاء لأخذنا بغضبه وعذبنا تعذيبا ، فقال الله تعالى: « وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا » الآية 45 من سوردة فاطر.

وأشار إلى أنه ينبغي المسارعة في الخيرات بعطاء الفقراء وطلب النصر والرزق بالضعفاء، منوها أن العزة تكون في طاعة الله والذلة تكون في معصيته قال عزوجل «مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ».

وحث على تذكر نعم الله تعالى ورعايتها بطاعة الله تعالى والاستزادة منها بالشكر وأخذ العظة منها في مخلوقات الله فلا أوعظ من كلام الله تعالى قال جل من قائل: «قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ».

وأوصى بتقوى الله قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» وقال عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا».