تذخر الكرة المصرية، بالعديد من المواهب الشابة، سواء من وجد فرصة الانضمام بفرق الناشئين بالأندية، أو مراكز الشباب، أو حتى من يلعبون بالكرة في الشوارع، على أمل أن يتم اكتشافهم، ويصبحون نجومًا فيما بعد.
وفي سلسلة "نجوم بكرة"، نسلط الضوء على اللاعبين المتألقين في فرق الناشئين والشباب بالأندية، والذين سيكونون في المستقبل أهم اللاعبين على الساحة الكروية في فرق الكبار.
ونحاور في حلقة اليوم، اللاعب حازم فرغلي، مهاجم النادي الأهلي موالي 2000، وهو أحد أفضل اللاعبين في مركزه في هذه الفئة العمرية، وحصد هداف الدوري مرتين مع فريقه السابق المقاولون العرب، قبل العودة لبيته القديم الأهلي، على أمل أن يصبح مهاجم المارد الأحمر الجديد في المستقبل.
حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم
بدأت في نادي التعاون في الهرم مع مواليد 98، لأنه لم يكن هناك فريق لمواليد 2000، لعبت سنتين معهم، وكان عمري 8 سنوات، وافق أبي على ذهابي لهذا النادي لقربه من منزلي، وكان يعطيني المصروف وكنت أذهب للنادي، وبالصدفة، وجدت على قناة الأهلي اعلانًا لفتح اختبارات فرق الناشئين في النادي والاستمارة تباع بـ 10 جنيهات، حاولت الضغط على أبي كثيرًا من أجل الموافقة على أن أذهب للاختبارات، وفي يوم من الأيام وجدته عائدًا باستمارة الاختبارات، وكنت سعيدًا للغاية، ومنتظرًا اليوم الذي سأُختبر فيه.
كيف تجاوزت الاختبارات في الأهلي؟
ذهبت أنا وأبي للنادي يوم الاختبار متأخرين عن موعدنا، ونزلنا عند البوابة الخطأ، وكنا نجري حتى نصل للبوابة الصحيحة وألا يفوتنا موعد الاختبار، تجاوزت كل اختبار على حدة.. تجاوزت 11 اختبار، وكان أبي يؤمن بموهبتي أكثر مع كل اختبار اتجاوزه، حتى جاء اليوم الذي تم قبولي فيه، وأبي حصل لي على الاستغناء من نادي التعاون بعد تعب ومجهود كبير، ومن ثم ذهبت للأهلي ولعبت موسمين.
ما سبب رحيلك عن النادي الأهلي في المرة الأولى؟
بدون سبب، جاء كابتن أسامة عباس لي وقال لي أنني لن أكمل مع الفريق، وذهبت لنادي إنبي
حدثنا عن تجربتك مع نادي إنبي
لعبت سنة معهم، وأُصبت في ركبتي، ولم ألعب، وكُتب في تقرير المدير الفني أنني لا ألعب، وجاء مدير فني بعده ورأى نسبة المشاركة، فاستغني عني دون أن يراني، لأنتقل إلى المقاولون العرب
ومع المقاولون العرب
كانت أفضل فترات مسيرتي، كنت في سن الـ 12 وقتها، وكان انتقالى للمقاولون بمثابة الانطلاقة لي، حصلت على لقب هداف الدوري موسمين، ولعبت مع منتخب 2000 وكنت المهاجم الأساسي، لعبت مع فريق 99، 97 في المقاولون، لكن بكل أسف لم يحدثني أي مسئول في المقاولون عن تصعيدي للفريق الأول، رغم أنني كنت هداف الفريق والدوري، لم يهتموا بي ولم يبرموا عقد لي ولم يتم تصعيدي، بالرغم من أنني كنت اللاعب الأهم والأفضل في فريقي.
كيف جاءت عودت للأهلي مرة أخرى؟
استغليت عدم تسجيلي في قائمة نادي المقاولون، وذهبت لكابتن عمرو أنور في النادي الأهلي، لعبت 3 تمرينات ومباراة ودية، ومضيت عقد مع الأهلي ورجعت لبيتي مرة أخرى، تم عرض أكثر من نادي عليً، لكن الأهلي بيتي وكان العرض المناسب.
هل جاءت فترة عليك وكنت قريبًا من الذهاب في الطريق الخاطئ كبعض الشباب، والابتعاد عن عالم كرة القدم؟
لم يحدث، وإذا مرت عليً فترة حدث لي هبوط في المستوى، أو لم أركز في كرة القدم بالشكل الكافي، كان أبي بجانبي، وكان يدعمني، كان يخلق لي 100 سبب يجعلني أريد أن أحارب مرة أخرى لأجل تحقيق حلمي، ولم يتمكن اليأس مني أبدًا، ولو هناك شخص له فضل عليً بعد الله، فسيكون أبي بكل تأكيد، فعل الكثير من أجلي.
من أفضل نادي في التعامل مع الناشئين من الأندية التي لعبت لها؟
لعبت في أفضل 3 أندية في قطاعات الناشئين، التعامل قريب بينهم في الامكانيات وكل شيء، لكن لو رتبناهم بالبطولات وصرف الأموال، فسيكون الأهلي في المقدمة، ثم إنبي، ثم المقاولون.
هل عاصرت محمد صلاح نجم نادي ليفربول في المقاولون؟
كان لاعبًا في الفريق، وكان ضمن مجموعة رائعة من اللاعبين كنت أحب مشاهدتهم، هو وعلي فتحي ومحمد النني وباسم علي ومحمد رزق ومحمد فاروق، لم أتعامل معه بشكل مباشر، لكنه كان مجتهدًا ويتمرن بشكل ممتاز، ووصل لمكان كبير، أصبح حلم لكل ناشئ أن يعيد نفس تجربته.
من مثلك الأعلى في مصر وخارجيًا؟
في مصر محمد بركات، وفي أوروبا أحب لعب صلاح وماني وهازارد.
هل تلعب باستمرار مع الأهلي؟
لعبت شوط وحيد منذ انضمامي للفريق، ورغم ذلك سجلت هدفًا وصنعت الآخر في هذا الشوط، لكنني بعدها لم أشارك مرة أخرى، أتمرن بجد وملتزم في التمرين، وهذا هو الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله، مشاركتي من عدمها هي قرار ووجهة نظر المدير الفني وأنا أحترمها، وعندما يحتاجني سأكون في المستوى المطلوب، لم أحاول أن أسأل عن سر عدم مشاركتي، كل ما أحاول فعله هو الاجتهاد في التمرينات فقط.
ماذا تعلمت في النادي الأهلي؟
النادي الأهلي كيان كبير جدًا، وله نظام معين في كل شيء، ويجبر أي أحد على الالتزام به وحب النادي.
حدثنا عن تجربتك مع المنتخب الوطني مواليد 2000؟
كانوا يضمون اللاعبين لمنتخب القاهرة، والذي يلعب في دورة تقام في طوكيو وكنت هداف الدوري مع المقاولون، كانوا يضمون لاعبي الأهلي وإنبي فقط، ولم يضموني للمنتخب، كنت حزينًا وأبكي في التمرين لعدم ذهابي لهذا المنتخب ، تحدث معي أحمد لطفي مساعد مجدي درويش مدربي في المقاولين وقتها، قال لي : متزعلش.. ازعل بس لو مروحتش المنتخب"، وظلت هذه الكلمة في أذني، وجعلتها هدفًا أمامي، وهو أن أذهب للمنتخب.
وبعد ذلك، تولى عمرو أنور منصب المدير الفني للمنتخب، ومساعديه ياسر محمدين من الأهلي، وأحمد حمودة من المقاولون، كان حمودة مقتنع بي، لكنني علمت أن كابتن أنور يقول أنني عشوائي، وأنه ليس مقتنعًا بي على الإطلاق، وأتى الجهاز ليشاهد مباراة فريقي أمام إنبي في بطولة الجمهورية، في أول مبارياتي في البطولة، لعبت أفضل مبارياتي، وكنت أواجه إنبي بمفردي تقريبًا، وكان وقتها تم الإعلان عن قائمة المنتخب ولم يتواجد اسمي فيها.
كان معسكر المنتخب في اليوم التالي للمباراة، وبشكل غير متوقع، تلقيت اتصالًا من إداري المنتخب، أخبرني أنني متواجد في قائمة المنتخب، علمت أن لاعب في النادي الإسماعيلي كان قد تم استدعائه، أُصيب بكسر في الأنف، ومن ثم ذهبت بدلًا منه في المنتخب بعد أدائي في مباراة إنبي، لم أكن أصدق نفسي وكنت سعيدًا للغاية.
ذهبت للمعسكر، ونلت ثقة كابتن عمرو أنور، وكنت من أقرب اللاعبين إليه رغم عدم اقتناعه بي في البداية، لعبت مع المنتخب مباريات كثيرة سواء في مصر أو خارج مصر.
من أفضل المدربين الذين كانوا لهم دورًا في مسيرتك؟
من المدربين الذي كانوا لهم دور في مسيرتي، كابتن مجدي درويش، هو الذي أتى بي للمقاولين وسجلني في الفريق، أيضًا كابتن أحمد سعيد وهيثم حسين، كانا جهاز فني محترم أيضًا، وأيضًا كابتن زيزو الكبير، والذي اكتشفني في مركزي الجناح، كنت أحب اللعب في مركز رأس الحربة، لكنه اكتشفني في هذا المركز، وحصدت لقب هداف الدوري معه، وله فضل كبير عليً.
أيضًا كابتن مجدي مصطفى قام بتصعيدي لفريق 99 في المقاولون، وكابتن علاء نبيل و كابتن حمدي نوح رئيس قطاع الناشئين، كانت منظومة محترمة في المقاولون واستفدت كثيرًا، ولا يمكنني أن أنسى أبي، لولاه لما وصلت لما فيه الآن، تعب معي كثيرًا، وأتمنى أن أصل لأعلى الأماكن من أجله.