الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يستجاب الدعاء بسرعة

كيف يستجاب الدعاء
كيف يستجاب الدعاء بسرعة

كيف يستجاب الدعاء.. هناك العديد من الأمور التي يجب للمسلم أن يحرص عليها لكن على المسلم أولا أن يحسن الظن بالله  حتى يستجيب الله له دعاءه، ومنها أن يكون مأكله ومشربه حلال والدعاء بِما يُرضي الله إذ يساعد حِرص العبد على طِيب مَأكله، ومَلبسه، ومَشربه على استجابة الله -تعالى لدعائه؛ لأن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ  والثقة بالله -تعالى- وبإجابته للدعاء: ويكون ذلك بأن يؤمن العبد بالله -تعالى-، ويثق في استجابته، ويُصدّق بأنّ قوله الحقّ، وأنّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلم- رسوله الصادق فيما بَلّغ عنه.

وحتى يكون دعاء المسلم مستجاب عليه أن يكون صبورًا في انتظار استجابة دعواته، كما يجب عليه أن يبتعد عن الدعاء بِما لا يُرضي الله  والثناء على الله والصلاة على نبيّه: وقد فضل  بعض العلماء أن يبدأ المسلم دعاءه بذلك، وأن ينهيه به؛ فيحمد الله -تعالى، ويُثني عليه بِما هو أهله، ويحرص على أن يكون خاشعًا لله -تعالى-، وُمتضرِّعًا له أثناء دعائه، ثمّ يُصلّي على النبي فالصلاة على النبيّ دعاء مُستجاب، ثمّ يدعو المسلم بعدها بِما شاء، والله -تعالى- كريم لا يَردّه.

تحرّي المواطن التي يستجيب الله فيها الدعاء: كالسجود، ومن ذلك ما أخبر به الله -تعالى- عن استجابته لدعاء زكريا عليه السلام، فقال: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ). الدعاء بأسماء الله الحُسنى: قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها) والإكثار من الأعمال الصالحة: فيكثر العبد من العمل الصالح، ويرجو الله -تعالى- به؛ ليستجيبَ له دعاءه، ويتحقّق العمل الصالح بإخلاص النيّة لله -عزّ وجلّ والتقرُّب إلى الله -عزّ وجلّ- بالنوافل: إذ يساعد تقرُّب المسلم إلى ربّه بالنوافل على استجابة الدعاء؛ ويكون ذلك بعد الانتهاء من أداء الفرائض، وأن يدعوَ الله -تعالى- ويتقرّب إليه في السرّاء؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من سره أن يستجيبَ اللهُ له عندَ الشَّدائدِ و الكُرَبِ، فلْيُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ)، ومن ذلك أن يُكثرَ من ذِكر الله -تعالى- في أحواله جميعها دعاء الله تعالى وحده لا شريك له: فمن المُهمّ ألّا يتوجّه المسلم بالدعاء إلّا لله -تعالى-، فلا يلجأ إلى غيره، كما لا يُشغله الدعاء عن أداء الفرائض، والواجبات المطلوبة منه.


كيف يستجاب الدعاء بسرعة.. هناك أمور كثيرة على المسلم معرفتها قبل البدء والشروع بالدعاء  لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ ،  عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع. الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته و البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلًا، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ). ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.


فضائل الدعاء  وثمراته كثيرة يُذكر منها أنّ الدعاء: طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءًا من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ). عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده. من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه. سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).


من الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.
وتكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ). ويفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.وحصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.

 من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم. ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم. من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات. من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ.


أدعية من القرآن الكريم وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها: قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). 


 من الأدعية الواردة في السنة النبوية: قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ). قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ  قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ). قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ


هناك العديد من المواطن التي تُعَدّ مَظنّة إجابة الدعاء، ومن هذه المواضع ما يأتي: الدعاء بين الأذان والإقامة، وما بَعد الإقامة؛ فالأذان ذِكر فيه الشهادتان، ويكون بصوتٍ يسمعه الناس جميعهم، وهو يدعو إلى ذِكر الله -تعالى-، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ).الدعاء عند السجود؛ لأنّ المسلم حال سجوده يكون في كامل عبوديّته، وخضوعه، وامتثاله لخالقه، واضعًا جبهته على الأرض، فيكون الظنّ بالله أن لا يردّه خائبًا، وهو من أكثر المواضع التي يكون فيها العبد قريبًا من ربّه -سبحانه وتعالى-. الدعاء بعد الانتهاء من أداء الصلاة المفروضة، وذلك مِمّا أجمعَ عليه جمهور الفقهاء. الدعاء في وقت الصيام، وعند الإفطار منه؛ فإنّ دعوة الصائم عند فِطره لا تُرَدّ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لكلِّ عبد صائمٍ دعوةٌ مستجابةٌ عندَ إفطارِه أُعطِيها في الدنيا أو ادُّخِرَتْ لهُ في الآخرةِ 

 الدعاء بعد قراءة القرآن وخَتمه؛ فإنّ لِمَن ختمَ القرآن دعوة لا تُرَدّ. الدعاء عند السفر؛ فللمسافر دعوة لا تُرَدّ، وذلك بشرط ألّا يكون سفره في معصية الله -تعالى- الدعاء أثناء القتال في سبيل الله؛ فالمجاهد يُضحّي بنفسه وماله؛ رغبة في نَيل رضى الله -تعالى-، وإعلاء كلمته.