الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل أن يتحول الجميع إلى مرضى


يجب أن نعترف جميعا أن هذه الفترة من عمر الوطن تحتاج الى تكاتف الجميع وتحمل المسئولية المشتركة بين الحكومة المصرية والشعب المصرى بكل طوائفه وأعماره ومختلف ثقافاته، فهذه المرحلة تستوجب إنهاء أى خلافات بين الأشخاص وبين الفرق وبين الأحزاب وتستوجب عدم تصيد الأخطاء لبعضنا البعض، فالجميع يحمل على كتفيه الكثير والكثير وما يستوجب المساعدة لا النقد.


كما أن النقد فى هذه المرحلة يعنى الهدم، ولكن التوجيه المبرر بتصحيح الأخطاء هو المطلوب خلال هذه الفترة، فالبعض يتصيد والبعض الأخر يعمل فى صمت، والبعض يشاهد من بعيد والبعض يرى أن الحديث على "الفاضى والمليان" ـ دون العمل ـ هو المطلوب، مع أن هذه المرحلة هى مرحلة العمل الجاد والبناء الحقيقى، لا الحديث من أجل التواجد أو النقد من أجل إظهار العنترية المزيفة، ذلك لأن هذه المرحلة مليئة بالأخبار السلبية التى تنال من عزيمة المواطنين، بل تنشر الخوف والهلع وتحول الطاقة الإيجابية الى سلبية مما يؤثر على الحالة النفسية بشكل عام، فالأغلب بات يعانى من مشاكل نفسية، ولذلك يجب تصدير الصور الإيجابية خلال هذه المرحلة أكثر من أى وقت أخر كى نعبر الى بر الأمان النفسى.


ويجب أن نتخطى مرحلة الحواجز والأمراض النفسية التى أصابت الكثير منا، إما بسبب الضيق النفسى أو الكبت والخوف والهلع المنتشر بسبب فيروس كورونا المستجد وإما بسبب الخوف من المجهول فى المستقبل.


ويجب أن يدرك الجميع أن مرحلة فيروس كورونا ستنتهى قريبا وستعود الأمور الى طبيعتها، وبالتالى يجب على الجميع تخطى حواجز الخوف من المستقبل ومن المجهول ، ويبدأ كل منا فى التخطيط من جديد لمرحلة ما بعد كورونا وذلك تمهيدا لعودة الحياة الى طبيعتها، وكى نصل بحياتنا الى أفضل مما كانت عليه فى السابق، كما يجب التأكيد على عدم متابعة الأخبار السلبية وعدم المشاركة فى نشرها وعدم التعليق عليها، حفاظا على الصحة النفسية التى قد تؤثر على صحة المواطن أكثر من الإصابة بفيروس كورونا المستجد نفسه.


وما أدركه عن يقين أن هناك أسئلة ليست لها إجابات من أحد، بل أن هذه الأسئلة لا يجب أن تسأل من الأساس فى مراحل معينة، فتلك المراحل تفتقد الإجابات وستتوفر الإجابات عن هذه الأسئلة فى مراحل أخرى، ذلك يعنى أن الحديث الكثير لا ينتج عنه خلال هذه المرحلة إلا أسئلة غير منطقية وإجابات غير صحيحة، بل سينتج أنواعا كثيرة من أنواع البلبلة والتخبط فى الرأى والفكر سينتج عنه شتات فى التفكير المنطقى وبالتالى هذه المرحلة بالتحديد يجب أن نعبر منها الى المستقبل المشرق دون إدعاءات ودون إشاعات ودون أفكار ملوثة حتى لا يمرض الشعب من كل الأخطاء الغير مبررة والتى تحوم حوله.


إن الأزمات هى التى تبنى الأوطان كما تبنى الأشخاص، فكل أزمة يعقبها بناء وتشييد وإنطلاقة جديدة، ولكن البناء يحتاج الى أيادى كثيرة, وعقول تفكر, وضمائر يقظة, وتخطيط متقن, ورؤى ثاقبة, وأنفاس متواصلة, وعيون ساهرة, وقرارات مدروسة, ونتائج ناجحة، كل هذا لن يتم إلا بالتخلى عن الأنانية، ولن يتم إلا بنشر الإيجابيات والتخلى عن الرؤى السلبية فى وقت أحوج الى كل ما يدعم الحالة النفسية عند المواطن البسيط الذى يشعر بالخوف، ولكن هذا الدعم مطلوب بشدة قبل أن يتحول الجميع الى مرضى.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط