الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 شهور من إطفاء المحركات.. رحلة تأهيل المطارات المصرية منذ تعليق الطيران حتى إعلان العودة 1 يوليو

تعقيم طائرات مصر
تعقيم طائرات مصر للطيران

بعد نحو قرابة ثلاثة أشهر من إغلاق المطارات المصرية، ووقف الرحلات الدولية القادمة من الخارج، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، أعلنت الحكومة المصرية، اليوم، الأحد، على لسان الطيار محمد منار عنبه وزير الطيران المدني، استئناف الحركة الجوية إلى المطارات المصرية اعتبارا من مطلع يوليو القادم، وسط ضوابط واجراءات سوف تتخذها الدولة المصرية حيال تلك الأزمة.

وزير الطيران المدني، أوضح أن عودة الحركة الجوية المنتظمة إلى المطارات المصرية ستتم تدريجيا مع الدول التي أعلنت فتح أجوائها مرة أخرى أمام حركة الطيران، وسط اتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية والضوابط في المطارات المختلفة من تعقيم وتطهير الطائرة بالكامل قبل كل رحلة وإرتداء الركاب وطاقم الطائرة للكمامات إجباريًا، مع التزام جميع العاملين بالمطارات بقواعد السلامة الصحية.

ضوابط استئناف الرحلات
وأوضح وزير الطيران المدني، في تصريحاته أنه سيتم حظر توزيع أي مطبوعات على الطائرة مع تخصيص مكان لذوي الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى أنه سيتحتم على الركاب القادمين من الدول الموبوءة حسب تصيف منظمة الصحة العالمية، أن يقدم مسافريها تحليل PCR حديث يتم إجراؤه قبل الرحلة بـ 48 ساعة، فضلا عن إلتزام الركاب بتوقيع إقرار قبل صعود الطائرة بمطار المغادرة، والتزام الركاب بارتداء الكمامات إجباريا على متن الرحلة الجوية.

على ذكر الإجراءات التي اتخذتها وزارة الطيران المدني بالمطارات المصرية، منذ اليوم الأول لإعلان وقف الطيران إلى مصر، فإن الدولة استغلت تلك الفترة في إعادة تأهيل المطارات لتكون جاهزة في اللحظة التي يتم إعلان استئناف الرحلات الجوية مرة أخرى، عقب تخطي أزمة الجائحة الوبائية أو الإعلان عن التعايش معها أسوة بتوجهات دول العالم الذي يستعد أيضا لفتح أجواءه أمام الطيران خلال الأسابيع القادمة.


إجراءات وقائية داخل المطارات
على مدار تلك الفترة، لم تغلق المطارات المصرية أجواءها كليًا أمام رحلات الطيران، لكنها كانت مفتوحة أمام رحلات البضائع والرحلات الاستثنائية ورحلات الاغاثة وأيضا رحلات الشارتر لإجلاء الافواج السياحية المتواجدة في مصر، وبالتزامن مع تلك الاستثناءات طبقت الوزارة عدد من الضوابط والإجراءات الاحترازية داخل المطارات، وعلى متن الطائرات بهدف تخفيف التكدس خاصة فى أماكن الكاونترات والجوازات، وأماكن التفتيش الأولى لدخول الركاب والمصاعد الكهربائية داخل المطار، حيث تم تنفيذ إجراءات التباعد الإجتماعى داخل صالات السفر والوصول بمطارات الجمهورية، وذلك بوضع مسافات آمنه وتباعد بين الركاب أثناء إجراءات السفر والوصول لتقليل مخاطر انتقال عدوى فيروس كورونا، إضافة إلى توفير مسافات كافية للتباعد الاجتماعى بين مقاعد انتظار المسافرين للرحلات داخل صالات السفر بمطارات الجمهورية، بالإضافة إلى وضع لوحات للمسافرين تحثهم على نظافة اليدين وارتداء الكمامة الطبية، كما شملت الإجراءات الاحترازية بالمطارات وضع علامات على أرضيات المطار للتنبيه على المسافرين بأهمية التباعد الجسدى أثناء إنهاء إجراءات الوصول والسفر.

لم تقتصر أعمال تأهيل المطارات المصرية على إرشادات للركاب فقط، ولكنه تم أيضًا مراعاة المنشآت ومباني الركاب نفسها، عن طريق تفعيل تطهير دورى للمبانى والمنشآت، وتطهير كافة المعدات وأجهزة المطارات الأمنية والخدمية، والإشارات والأبراج وغيرها من منشآت، وأيضا المعدات الخدمية للطائرات وكافة المعدات التي يتم العمل بها على أرض المهبط، هذا بخلاف زيادة منافذ الحجر الصحى بالمطارات، مع تلبية كافة احتياجاتهم ومستلزماتهم الطبية .

تدابير الحجر الصحي
بالإشارة إلى إجراءات الحجر الصحي داخل المطارات المصرية، منذ اليوم الأول الذي أعلنت فيه مصر تسيير رحلات استثنائية إلى دول العالم على متن الشركات المصرية لإعادة المصريين العالقين بدول العالم بسبب تلك الجائحة الوبائية، أمنت مصر دخولهم إلى البلاد تحسبا لوجود مصابين بينهم بعدوى الفيروس "كورونا المستجد"، بفرض قيود صحية على هؤلاء العائدين، بدأتها أسوة بدول العالم بفرض حجر صحي إجباري في مقار حددتها الدولة المصرية، بعد خضوعهم إلى فحصوات أولية عبر إجراء اختبارات عينات الدم داخل صالات الوصول بالمطارات المصرية لثبوت إصابتهم بعدوى الفيروس من عدمه، وحددت الدولة مدة ذلك الحجر 14 يوما حسبما أوصحت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، وتدريجيا خففت مصر تلك القيود الصحية المفروضة على المصريين العائدين من دول الخارج، حسب توصيات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، الذي ناشد الحكومات حول العالم بتخفيف قيود الحجر الصحي تمهيدا لفتح أجواء العالم للتقليل من حدة الخسائر الفادحة التي سببتها تلك الجائحة الوبائية، وهو ما نفذته مصر وخفضت المدة لـ 7 أيام فقط بدلا من 14 يومًا شرط أن يمضي الراكب على إقرار قضاء الأسبوع المتبقى داخل عزل منزلي.


ولم يمر أيام عديدة، على اتخاذ ذلك القرار من تخفيف مدة الحجر الصحي وأعلنت المطارات المصرية، إلغاء الحجر الصحي الإجباري نهائيًا داخل مقار الدولة المخصصة، وإنما سوف يتم الاكتفاء بإمضاء الراكب على إقرار بعزله منزليا 14 يوما حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، أعقب ذلك القرار سحب أيضا تحليل عينات الدم من روشتة فحوصات الحجر الصحي المطبقة على المسافرين، لتعلن أنها سوف تكتفي فقط بفحص درجات الحرارة، خاصة أنه في الفترة الأخيرة لم تسجل إدارات الحجر الصحي بالمطارات حالات إصابة إيجابية بالفيروس بين القادمين من الخارج، وهو ما تسبب في الأيام الأخيرة الحالية من زيادة الرحلات الجوية الاستثنائية للمصريين العائدين من الخارج.

وتخفيفا على أطباء الحجر الصحي، من فحص ركاب الرحلات الجوية التي تخطت 70 رحلة يومية يستقبلها مطار القاهرة لعالقين، تم الاستعانة بمنظومة كاميرات حرارية، وتركيبها داخل مبنى الركاب 3 بمطار القاهرة صاحب النصيب الأكبر من تشغيل الرحلات، حيث تتواجد به رحلات الشركة الوطنية مصر للطيران وأيضا رحلات تحالف ستار، وذلك كمرحلة أولى على أن يتم تركيب كاميرات في باقي مباني الركاب بمطار القاهرة وأيضا المطارات المصرية.

تلك منظومة الكاميرات الحرارية، تقوم بالكشف على درجة حرارة الركاب أثناء مروره أمامها باستخدام أشعة تحت الحمراء ديجتال، دون أن يشعر الركاب ودون تدخل من أطباء الحجر أو العاملين، وتقوم بتصوير وجه الراكب ضمن مجموعات الركاب قبل الوصول الى منطقة الجوازات، وتوجيه إنذار لحظى فى حالة تبين وجود درجة حرارة مرتفعة أعلى من المعدل المطلوب، ويتم التقاط صورة للراكب من رأسه حتى الخصر، لتنبه أطباء الحجر الصحى بتوقيع الكشف الظاهرى عليه وإجراء تحليل فوري له، وحال ثبوت أي أعراض عليه سيتم تحويله إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

التوصيات الدولية
كافة تدابير الحجر الصحي داخل المطارات، التي أجرتها مصر منذ بداية أزمة جائحة كورونا سارت في نفس طريقها أيضا كافة دول العالم، وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران الدولي، وأيضا الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا، الذي اقترح إعادة فتح الحدود الجوية بين الدول دون اللجوء إلى تدابير الحجر الصحي، وأشار في استبيان أجراه إلى أن 86% من المسافرين قلقون بشكل صغير أو كبير حول إجراءات الحجر الصحي بعد السفر، وأن  69% من المسافرين الجدد لا يفكرون في السفر إذا كانت تنطوي على فترة حجر صحي لمدة 14 يومًا.

وأشار الاتحاد الدولي إلى أن فريق عمل إنقاذ صناعة الطيران المدني بالايكاو، قام بإنجازات كثيرة ضمن فترة زمنية قصيرة، في الوقت الراهن من التوصل إلى اتفاقيات بين الدول عن التدابير اللازمة للسيطرة على انتشار الفيروس ومساعدة قطاع الطيران بالانطلاق مجددًا، فضلًا عن منح الحكومات الثقة حول فتح حدودها أمام المسافرين مع تخفيف التدابير بما يضمن تحقيقها عالميًا.

واعتبر أن الاعتراف المتبادل بين الحكومات بالتدابير المتفق عليها، يعد أمر ضروري لاستئناف السفر الدولي، وطالب الحكومات بإيجاد حلول بديلة للحفاظ أو إدخال تدابير الحجر الصحي عند الوصول بما يحقق أمن وسلامة المسافرين ومنحهم الثقة مجددًا بأن السفر آمن، إلى جانب منح الحكومات الثقة بأنها محمية من استيرادها للفيروس.

وأوضح اياتا بأن الحلول التي قدمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تتمحور حول وضع حلول مؤقتة تحد من الحجر الصحي حتى اكتشاف لقاح للفيروس، كإصدار وثائق ثبوتية عن حمل المسافر للفيروس أم لا، أو توافر فحوصات سريعة لمعرفة نتيجة الإصابة، وشمل اقتراح "إياتا" لمنح الثقة للحكومات لإعادة فتح الحدود دون اللجوء إلى تدابير الحجر الصحي، تتمثل في منع سفر المسافرين الذين تظهر عليهم عوارض الفيروس باستخدام أجهزة قياس الحرارة وغيرها من القياسات، ومعالجة مخاطر المسافرين عديمي الأعراض مع الحكومات من خلال وضع نظام قوي للإعلانات الصحية ونظام تتبع والاتصال بالمسافرين.

وبحسب تقرير صادر، عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا"، فإن الاقتصاد المصري تضرر من وقف الطيران وسجل خسائر تصل إلى 3.3 مليار دولار، فيما خسر قطاع الطيران المدني المصري نحو 2.2 مليار دولار في الايرادات، نتيجة انخفاض عدد المسافرين بما يعادل حوالي 13 مليون مسافر في تلك الفترة.