الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخط الأحمر.. سرت مفتاح ليبيا وخزانة ثرواتها والرقم الصعب في معركة المصير

الجيش الوطني الليبي
الجيش الوطني الليبي

كثر ترديد اسم مدينة سرت الليبية خلال الفترة الأخيرة مع تصاعد المواجهات بين الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق الموالية لتركيا.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته للمنطقة الغربية العسكرية اليوم، أن مصر لن تسمح بتجاوز الميليشيات لخط سرت - الجفرة، مؤكدًا أن هذا الخط هو الخط الأحمر بالنسبة لأمن حدود مصر الغربية وأمنها القومي ككل.


وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كشف عن أطماعه في مدينة سرت الليبية، وقال عن المدينة التي شهدت مسقط الزعيم الليبي، معمر القذافي، إن الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق تواصل العمل من أجل السيطرة على مدينة سرت، نظرا لأن مدينة سرت ومحيطها غنية بوجود آبار البترول، بعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة، مشيرا إلى أن الرغبة في السيطرة على قاعدة الجفرة مستمرة أيضا.

وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي، تعد سرت، الواقعة في منتصف الساحل الليبي، البوابة الغربية لمنطقة الهلال النفطي، والسيطرة عليها هي الخطوة الأولى الحتمية للسيطرة على مواني سدرة وراس لانوف ومرسى البريقة والزويتينة، ويمتد 11 أنبوب نفط و3 أنابيب غاز طبيعي إلى ساحل البحر المتوسط.

ومن يسيطر على سرت يستطيع السيطرة بسهولة على طريق طوله 350 كيلومترًا يفصلها عن بنغازي شرقي ليبيا، وعلى طول هذا الطريق تصطف أنابيب نفط ومصافي نفطية وحطات لتكرير البترول ومنشآت لتخزينه.

وحتى الآن يحمي الجيش الوطني الليبي منطقة الهلال النفطي التي تضم 60% من ثروة ليبيا من النفط والغاز، الأمر الذي يحرم حكومة الوفاق وميليشياتها الموالية لتركيا من موارد هائلة.

وقبل الحرب الأهلية الليبية، كان الوقود الأحفوري مصدر 96% من الإيرادات العامة في ليبيا، وتُقدر احتياطيات البلاد منه بـ 48.3 مليار برميل من النفط و1.5 تريليون متر مكعب من الغاز، لكن إنتاج ليبيا من النفط تراجع بشدة من 1.6 مليون برميل يوميًا العام الماضي إلى 90 ألف برميل يوميًا الآن.

وبحسب صحيفة "إندبندنت عربية"، تحوي أرض سرت في باطنها، أكبر مخزون غاز مكتشف في ليبيا، في حوض جوفي يحمل اسمها "حوض سرت"، الذي يعد واحدًا من أهم أسباب التنافس المحموم بين إيطاليا، وفرنسا في الملف الليبي، حيث تخوض الشركتان العملاقتان "إيني وتوتال" صراعًا منذ سنوات، للفوز بحصة الأسد في الامتيازات المستقبلية للتنقيب، والاستثمار في هذا الحوض الكبير، الذي يحوي أيضًا مخزونًا لا بأس به من النفط، بحسب المعلومات الواردة عن المؤسسة الليبية للنفط.

كما تمتلك سرت، ميناءً يعد بين الأكبر في ليبيا، يطل على خليج طبيعي واسع، ومطارًا دوليًا، وقاعدة جوية عسكرية كبيرة، تكمن أهميتها في موقع المدينة في قلب البلاد تمامًا، ما يجعل القاعدة نقطة انطلاق مناسبة للطائرات، في أي اتجاه أرادت المضي إليه في ليبيا.

وفي 6 يونيو، تحركت ميليشيات حكومة الوفاق باتجاه سرت من 3 محاور، لكن ضربات حاسمة من القوات الجوية التابعة للجيش الليبي أوقفت تقدمها.