الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقيلة صالح يعلن ترحيبه بخطاب السيسي ويعلن: استجاب لندائي أمام النواب المصري.. وقبائل ليبيا: مصر أصلحت ما أفسده مجلس الأمن.. ونحتاج أشقاءنا لمواجهة تركيا والإخوان

صدى البلد

* عقيلة صالح: نثمن وقفة مصر ورئيسها الجادة بجانب ليبيا
* القبائل: المصريون والليبيون دائما شعب واحد عبر تاريخ النضال القومي
* قبائل ترهونة: معركتنا لا تقبل التأجيل والعدو كشر عن أنيابه

أصدر رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بيانا بشأن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة وقف إطلاق النار والالتزام بإعلان القاهرة وحماية وحدة ليبيا والأمن القومي المصري من الميليشيات المسلحة والمرتزقة الموالون لتركيا.

ووجه المستشار صالح في بيانه التحية لجمهورية مصر شعبًا وقيادةً ، معبرًا عن ترحيبه واعتزازه بما ورد في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبينًا بأن الكلمة جاءت استجابةً لندائه أمام مجلس النواب المصري بضرورة التدخل ومساندة القوات المسلحة الليبية في حربها على الإرهاب والتصدي للغزو الأجنبي .

وثمن رئيس البرلمان وقفة جمهورية مصر ورئيسها الجادة لوقف إطلاق النار ودعوته لليبيين إلى وقف القتال وحقن الدماء والوقوف صفًا واحدا لحماية ثرواتهم بإطلاق حوار سياسي يفضي إلى حلول مرضية.

ووجه دعوة للمجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتفعيل العمل بمخرجات مؤتمر برلين والإستماع لصوت السلام والوفاق الذي تضمنه إعلان القاهرة ، داعيًا الشعب الليبي للوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان السافر على أراضي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة .

وقال : "الشعب الليبي العظيم، لقد سعت مصر ممثلة في قيادتها الحكيمة منذ بدء الأزمة في بلادنا إلى الدفع باتجاه الحل السياسي وتحقيق التوافق الليبي – الليبي، واضطلعت بدورها الأخوي الصادق من خلال التعاطي مع جميع الأطراف دون تحيز، من منطلق الحرص على سلامة ووحدة ليبيا وأمنها واستقرارها، حيث أن مصر استضافت المباحثات واللقاءات على مختلف المستويات المدنية والعسكرية وحرصت على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وشاركت بكل فاعلية في المؤتمرات واللقاءات في العواصم الدولية وخاصة في مؤتمر برلين ودعمت مخرجاته وتكللت جهودها بإعلان القاهرة المتضمن وقف إطلاق النار وتفعيل المسار السياسي ودعوة الليبيين للجلوس والتفاوض لحل الأزمة".

وأشار المستشار صالح إلى أن دول أخرى لم يسمها لعبت دور المحرض على الاقتتال عبر تهريب الأسلحة والمرتزقة لتحقيق أهدافها الاستعمارية، مؤكدًا على أن الدور المصري في مختلف مراحل الأزمة الليبية لم يكن محرضًا على الخصومة والاقتتال والفرقة وتعميق الانقسام بين الليبيين، ولم تتجاوز أو تهمل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي رغم ما فيها من تناقضات مع قناعة مصر ومنها ما يسمى بشرعية المجلس الرئاسي منتهي الولاية والصلاحية والفاقد لمبدأ التوافق .

وقال: "تدرك مصر حقيقة وأسباب الأزمة وتأثيرها الخطير على أمنها القومي وأمن مواطنيها الذين ذبحوا بدم بارد ونكلت بهم الجماعات الإرهابية والمليشيات والعصابات المسلحة على مرأى من المجتمع الدولي دون احترام الإنسانيتهم وانتهاكا لأصول الأخوة والجيرة على أرض لطالما كانت نعم الشقيقة والجارة".

وتابع : "عندما كانت تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة تحكم قبضتها على مدن برقة ( بنغازي ودرنة وسرت ) أعلنت على الملأ ومن على المنابر أن مصر دولة وشعبا وجيشا أهداف لها ولعملياتها الإرهابية التي عبرت الحدود لتنال من أمن مصر وسلامة شعبها وجيشها أكثر من مرة .. فكانت هذه الجماعات الإرهابية والمليشيات والعصابات المسلحة ترى في الجوار الجغرافي بين الشقيقتين ليبيا ومصر ممرًا لتمرير مخططاتها وتنفيذ عملياتها، لكن بإرادة الليبيين وعزيمتهم إستطعنا بناء مؤسسة عسكرية ليبية قادرة على القضاء على هذه التنظيمات وافشال مخططاتها التي أرادت النيل من مصر وليبيا في وقت واحد بدعم من دول أجنبية كنا حتى وقت قريب نعتقد أن ما يربطنا بها علاقات صداقة وتعاون". 

وأشار المستشار صالح إلى أنه قد ثبت بالأدلة القاطعة تورط قيادات وعناصر من الجماعات الإرهابية التي اتخذت من بنغازي ودرنة قبل تحريرها والتي تسيطر على إقليم طرابلس اليوم في عمليات تهريب أسلحة وإرهابيين وتنفيذ عمليات في العمق المصري مهددة سيادتها وأمنها وأمن شعبها.

ووجه رئيس البرلمان حديثه للشعب الليبي قائلًا :  "لشعب الليبي العظيم ،،، إن كلمة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية جاءت بصدقها وشجاعتها لتعيد تاريخ طويل من الأخوة والنضال بين الشعبين الشقيقين.. ففي يوم من الأيام قرر المستعمر بناء جدار من الأسلاك الشائكة لمنع وصول الدعم المصري للمجاهدين وإعاقة حركة تنقلهم بين البلدين وفشل في ذلك، وأسهمت مصر في بناء الجيش السنوسي أول جيش ليبي عام 1940 ، وعادت من جديد بعد قرابة نصف قرن لتسهم في بناء قوات مسلحة ليبية نظامية محترفة للدفاع عن سيادة ليبيا وحدودها وكرامة شعبها وهي تقف اليوم سدا منيعا يقارع الغزاة والمعتدين بكل اقتدار". 

وتابع قائلا : "الامتداد الاجتماعي الليبي في مصر والمواقف الأخوية الثابتة عبر الزمن أكدت أننا شعب واحد في بلدين، ما يصيبنا يصيب مصر وما يصيب مصر يصيبنا ومن أراد العبور إلى مصر بنية الإعتداء يحتاج الى إبادة شعب وجيش نفتخر بأن مصر أسهمت في تأسيسه وساندته بكل ما تملك في مكافحة الإرهابيين". 

واختتم المستشار صالح بيانه قائلًا :”  أيها الشعب الليبي العظيم ، في شرق البلاد وغربها وجنوبها إن بلادكم تمر بمنعطف خطير يتطلب من باب الوطنية الحرص على توحيد المواقف لتجاوز العقبات والاختلافات وقطع الطريق على الأطماع الأجنبية ودرءا لمخاطر التدخل العسكري الأجنبي الذي يهدف لنهب الثروات والنيل من وحدة البلاد وأمنها وسلامة أراضيها، تحيا مصر وحفظ الله ليبيا". 

من جانب آخر حظى خطاب الرئيس السيسي بترحيب واسع من شيوخ وأعيان القبائل الليبية، ووجه الدكتور محمد المصباحي،   رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية التحية للرئيس السيسي والشعب المصري ومؤسسات مصر على ما وصفه بـ"الوقفة القومية" بجانب الشعب الليبي.

وقال المصباحي إن هذا الموقف ليس جديدًا على مصر وأن المصريين والليبيين كانوا شعب واحد عبر تاريخ النضال القومي، مؤكدا أن الليبيين الآن في حاجة لدعم أشقاءهم في مصر وكل الأشقاء في العالم العربي لإنهاء التواجد التركي على الأراضي الليبية، حيث يريد النظام التركي العودة بليبيا وبالمنطقة إلى "العهد العثماني" وتمكين تنظيم الإخوان المسلمين من السيطرة على المنطقة وعلى ثروات المنطقة، وليبيا خاصة.

وأضاف المصباحي أن  الليبيين تلقوا خطاب الرئيس السيسي بكل ترحيب مشددا على أن الدبلوماسية المصرية بذلت جهد كبير جدًا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، ولكن التدخلات الخارجية التركية، التي رغبت في إعادة استعمار المنطقة، لا تريد خيرًا بالمنطقة، وبالتالي كان الأمر في حاجة إلى الحسم ودعم قوات المسلحة والشعب الليبي، الذين يقاتلون الآن بالنيابة عن العالم لوضع حد لنهاية هذا التنظيم الإرهابي وهذا التغوّل العثماني الجديد في المنطقة.

وتابع أن  تصريحات الرئيس السيسي للشعب الليبي للقيام بدوره في مواجهة الاحتلال التركي والميليشيات الإرهابية له صدى وتفاعل على الأراضي الليبية، أنه منذ اجتماع ملتقى ترهونة الذي عقد في 20 فبراير الماضي والذي دعى لتحرير كامل الأراضي الليبية من التواجد التركي، التفت القبائل الليبية حول قواتها المسلحة وطالبتها بتحرير البلاد، إلا أن قرارات مجلس الأمن والغطرسة التي مارستها بعض الدول مكنت الطرف الآخر من التسلح وسمحت بإدخال المرتزقة من كل مكان لتخريب المنطقة والعبث بها.

وحذر من  إنه إذا لم يتم إنهاء هذا التواجد العثماني والميليشياوي والتنظين الإرهابي في ليبيا، فإن هذا السرطان سيتنشر في كل أرجاء الوطن العربي، وأن بوادره بدأت تظهر في عدة أماكن مثل العراق واليمن وسوريا وليبيا، مؤكدًا أن الليبيين كانوا قادرين على تطهير بلادهم في وقت قصير لولا التدخل التركي العثماني الذي غيّر المعادلة في ليبيا، وأن القوات المسلحة الليبية تقوم بواجبها الوطني والقومي لتحرير بلادها ونيابة عن العالم.

فيما أكد مجلس مشايخ وأعيان ترهونة  تأييده المطلق لكل رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى في خطابه، وقال في بيان، إن تأييد المبادرة المصرية يأتي في وقت يستمر فيه الترحم على أرواح الشهداء من أفراد القوات المسلحة العربية الليبية عامة، وأبناء ترهونة خاصة، الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن أرضهم وشرفهم ووطنهم فى معركة استعادة الوطن وتحريره من بؤر الإرهاب والمرتزقة الأتراك وأذنابهم.

وأضاف البيان أن الخطاب يأتى فى إطار احترام الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار، واحتراما للمبادرة المصرية التى تضمنت كل مسعى دولى وإقليمى صادق لإيجاد حل للملف الأمنى الليبى.

وأعلن مجلس مشايخ وأعيان ترهونة تحيته لمصر الكنانة قيادة وشعبا، مؤكدا ضرورة البدء الفورى فى تطبيق ما جاء فى خطاب الرئيس السيسى.

وأعلن المجلس أن تدخل مصر فى الشأن الليبى مشروع وفق معاهدة الدفاع العربى المشترك، ووفق ما شهده التاريخ الليبى المصرى من الوقوف صفا واحدا ضد العدو الأجنبى عبر التاريخ، سواء فى جهاد الليبيين ضد الطليان، أو ما قدمته ليبيا من دعم قوى لشقيقتها مصر فى حرب أكتوبر.

وجاء في البيان "اليوم ونحن نتعرض إلى استعمار تركى يسعى إلى السيطرة على مقدراتنا، ونهب ثرواتنا، وتفكيك النسيج الاجتماعى، وإحياء الإرث العثمانى، علاوة على تحويل ليبيا إلى حاضنة للإرهاب والمرتزقة والدواعش، وإطالة حكم المليشيات التى لا يمكن أن تصدر الخير والسعادة لليبيين مهما طال بها البقاء أو تهيئت لها الظروف".

وتابع "إننا اليوم فى معركة حقيقة لا تقبل التأجيل، والعدو كشر على أنيابه، وظهرت أخلاقه واضحة البيان حين دخل مدينة ترهونة الآمنة، فقد شاهد العالم بأسره حجم الغل والحقد والكراهية والإجرام.. وانقشع ستار الدولة المدنية الكاذب من الوهلة الأولى فلا حكم إلا للمليشيات، ولا قانون يعلو قانونهم".