الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يستحق أن نحبه بكل قلوبنا.. على جمعة: النبي فعل هذا الأمر دون غيره

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

أكد الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يستحق تلك المكانة التي جعلها الله له، ويستحق أن نحبه بكل قلوبنا، فهو الذي كان يتحمل الأذى من أجلنا، ولا يخفى ما يؤثر من حلمه واحتماله- عليه الصلاة والسلام-الأذى.


وأوضح «جمعة»، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو - صلى الله عليه وسلم- لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرًا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلمًا، لافتًا: "ويؤكد هذا الخلق العالي دعاءه لقومه الذين آذوه وعادوه، وما دعا عليهم، وإن كان الدعاء عليهم ليس بمنقصة.



وقال عضو هيئة كبار العلماء إن الدعاء على الظالم المعاند لا شيء فيه، وفعله أولي العزم من رسل الله كنوح وموسى -عليهما السلام- فكان دعاء سيدنا نوح، فقد قال القرآن عنه في دعائه على قومه: "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارًا"، وسيدنا موسى -عليه السلام- فقال -تعالى-: "وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ".




وأضاف المفتي السابق: "قد كانا -عليهما السلام- على حق، ولكن كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم- أحق، فقد روى الطبراني وذكره الهيثمي في مجمعه وقال رجاله رجال الصحيح: «أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما كسرت رباعيته، وشج وجهه الشريف يوم أحد، شق ذلك على أصحابه شقا شديدا، وقالوا: لو دعوت عليهم، فقال: إني لم أبعث لعانا، ولكني بعثت داعيا ورحمة: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».


وتابع: "وأخرج البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم- : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني".


واستطرد: "إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي ﷺ : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".




وأكمل: "عفا النبي - صلى الله عليه وسلم- على من جذبه من الأعراب جذبة شديدة، وأعطاه سؤاله وزاد، وعفى عن اليهودية التي سمت الشاة له بعد اعترافها، ولم يؤاخذ لبيد بن الأعصم إذ سحره، ولا عتب عليه فضلا عن معاقبته؛ فهذا هو الأسوة الحسنة والنموذج الأعلى المرضي عند ربه".