الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد موسى يكتب «أردوغان يشكل خطرا على العالم»

أحمد موسى
أحمد موسى

كتب الإعلامى أحمد موسى، مقالته فى جريدة الأهرام عن وقوف مصر بجانب ليبيا، وأكد أن تركيا أصبحت في عهد طاغيتها أردوغان تشكل خطرا حقيقيا على العالم بأسره ، لأنه يستخدم المرتزقة والإرهابيين لتحقيق مكاسب سياسية. 

وإلى نص المقال ..

"تدخل مصر المباشر في ليبيا . إذا حدث ، سيكون بناء على الشرعية الدولية ، ونداءات رئیس مجلس النواب وكل القبائل الليبية ، الذين طالبوا الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة بحمايتهم من الغزو التركي ، رغم أن مصر تدعم دائما الحلول السياسية ، وجلوس الأطراف الليبية على مائدة التفاوض بعيدا عن التدخلات التي قام بها أردوغان والتي كان سببا مباشرا في فشل كل الحلول السياسية ، نتيجة لأطماع الحاكم التركي في نهب ثروات الليبيين من النفط ، وحتى يكون له موطئ قدم على حدود مصر الغربية ، وتشكل ليبيا حاليا .


ومنذ فوضى فبراير ۲۰۱۱ ، وسقوط القذافي ، مركزا لتجمع الإرهابيين والمرتزقة والذين نقلهم أردوغان من شمال سوريا إلى الأراضي الليبية ، وهم الذين يقومون بمواجهة الجيش الوطني الليبي ، وارتكبوا جرائم حرب ضد المدنيين خاصة في ترهونة التي وجدت بها عدة مقابر جماعية ، وهذا ما يجب محاكمة الطاغية أردوغان على تلك الجرائم التي نفذتها الميليشيات التابعة لها .

لا تمتلك تركيا على الإطلاق في أي لحظة قدرة مواجهة القوات المسلحة المصرية ، لأسباب عديدة في مقدمتها ماتملكه مصر من قدرات تسلیح متقدمة ومتنوعة ، إلى جانب خبرة الجيش المصري في الحروب ، والتي خاضها منذ 1948 وحتى اليوم ومسرح العمليات في ليبيا هو امتداد للأراضي المصرية ، وعندما تحدث الرئيس السيسى السبت الماضي في قاعدة سيدي براني وتحديد الخط الأحمر لمدينتي سرت والجفرة ، فكانت رسالة محدودة لمن خطط بالانتقال إلى سرت وأعني الطاغية أردوغان ، إلا أن رسالة الرئيس السيسي ، جعلت أردوغان يعيد حساباته ويتراجع عن تهوره وحتی مجازفته لأنه يعلم أن الثمن سيكون غاليا ، فهو لايستطيع تحريك قواته نهائيا ، لمواجهة القوات المسلحة والتي تكون جاهزة للدفاع ومواجهة ما يهدد الأمن القومي المصر د والخطر القادم من ليبيا ، فهذا هو التهديد الحقیقی حاليًا بشكل أكبر مما كان عليه مع الانفلات الأمني ، وسيطرة الميليشيات على أجزاء من الأراضي الليبية .


وأردوغان استوعب الدرس والرسالة التى أطلقها الرئيس على الهواء ، وسبق للقوات المسلحة المصرية ، أن قامت بتوجيه ضربة عسكرية دمرت فيها جميع مواقع المرتزقة في عدة مناطق داخل الأراضي الليبية عام ۲۰۱۵ ، قصاصا للشهداء ممن اغتالتهم عناصر تنظيم داعش الارهابي في ليبيا ، أصبحت تركيا في عهد طاغيتها أردوغان تشكل خطرا حقيقيا على العالم بأسره ، فهو يستخدم المرتزقة والإرهابيين لتحقيق مكاسب سياسية ، وابتزاز الدول وتهديدها بهذه المجموعات التي يتحكم فيها ويقوم بتدريبهم وتسليحهم وتتولى قطر تمويلهم ، ويحاول أردوغان إنقاذ نفسه من المشكلات الهائلة التي يتعرض لها وضعه الاقتصادي ، وتدهور الليرة وانخفاض قيمتها مع انخفاض مستوى الاحتياطي النقدي من 86 ملیار دولار إلى أقل من 3 مليارا خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط ، وفشل أردوغان في مشكلاته الحقيقية في الداخل التركي مما يسبب غضبا ضده ويدفع الناس إلى النزول للشارع في تظاهرات يتم قمعها يوميا وملاحقة كل من يكشف حجم الفشل الذي سببته سياسات أردوغان وتحويل تركيا لدولة منبوذة ، وتحتل أراضي من الدول العربية في سوريا وليبيا وتتوغل في شمال العراق ، وفشلت تركيا  حل مشكلاتها مع جيرانها والحلفاء في حلف الناتو ، الذين  يوجهون يوميا اتهامات للنظام التركي بسبب طموحات ذاك الحاكم المستبد ، والذي أصبح خطرا حقيقيا على الشعب التركي ، الذي يرفض ممارسات أردوغان وعجزه عن تقديم تفسيرات حول تهديداته للدول واحتلاله أخرى واللعب بورقة الإرهاب .

وعلى أردوغان أن يسحب مرتزقته من ليبيا والعودة بهم  من حيث  جلبهم حتى يتم توفير الإرادة السياسية  ليجلس أبناء ليبيا مع بعضهم بعيدا عن الانقسام الحاصل حاليا والذي تغذيه تركيا بشكل رئيسي ، فلن يسمح لأردوغان تحقيق أطماعه في ليبيا ، وسيعود مهزوما ليواجه مصيره على يد الشعب التركي الذي يدفع ثمن غباء أردوغان  والذى يواجه مشكلة كبيرة داخل تركيا لعدم تحقيقه طموحات الأتراك حتى هؤلاء الذين منحوه أصواتهم ، في تمثيلية الانتخابات الأخيرة ، وليعلم أردوغان بأن مصر لن تتأخر لحظة في مواجهة الإرهاب وداعميه ، وتمنع سقوط ليبيا في قبضة الميليشيات الإرهابية وستتخذ جميع الإجراءات التي تحمي الأمن القومي المصري والعربي.