الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات من زمن فات.. قصة محاولة انتحار يوسف إدريس بسبب جائزة نوبل وحقيقة غضبه من نجيب محفوظ

صدى البلد

كشف الكاتب محمد عبد السلام في كتابه "من غير نظام"، الصادر منذ عدة سنوات أن الأديب يوسف إدريس، حاول الانتحار في سنواته الأخيرة، ولكنه أنقذ نفسه بنفسه وقتها. 


ويقول عبد السلام عن الواقعة: "يوسف إدريس عذبه أنه لم يلقَ التكريم الذي يستحقه وأنه لم يحصد جائزة نوبل للآداب بعدما رُشح لها ثلاث مرات، وهو ما دفعه لمحاولة الانتحار عن طريق البقاء في الفراش واعتزال الأنشطة الحيوية، وكانت تلك المحاولة شكل من أشكال الاحتجاج على تجاهل الفرصة للمبدع وإبداعه، لكنه أنقذ نفسه بنفسه وقتها، وعاد إلى طبيعته".


وكانت ابنته الدكتورة نسمة يوسف إدريس كشفت في حوارات سابقة، قصة غضب والدها من عدم حصوله على جائزة نوبل، وحصول نجيب محفوظ عليها بدلا منه، قائلة: "الحكاية تتلخص فى أنه قبل جائزة نوبل التى حصل عليها نجيب محفوظ عام 1988 كان والدى مرشحا لها، وقد عرفنا ذلك عن طريق صحفيين من السويد جاءوا إلينا فى المنزل وطلبوا من والدى إجراء حوار، وقالوا له نحن نجرى معك الحوار لأنك مرشح للفوز بجائزة نوبل هذا العام، وأكدوا له ذلك مرارا وتكرارا، ولم يكن هذا الأمر يشغل بال والدى كثيرا، لكن بكل أمانة بعد لقائه بهؤلاء الصحفيين دخله إحساس كبير بأنه الفائز بجائزة العام وأصبح مهتما بالأمر حتى تم إعلان اسم نجيب محفوظ فائزا بالجائزة، وقتها أصيب أبى بصدمة وإحباط شديدين ودخل فى حالة اكتئاب وبات هناك شىء غامض، وهو ماذا حدث فكيف يؤكد لنا أشخاص قريبون جدا من لجنة نوبل أن يوسف إدريس اقترب من حصد الجائزة وعند الإعلان نكتشف شخصا آخر؟ وظلت الشكوك والأسئلة بداخلنا حتى عرف أبى التفاصيل كاملة بعد فترة لم تتجاوز شهرين، حيث اتصل به مسئول من القائمين على إدارة الجائزة وأبلغه أنه بالفعل كان مرشحا للجائزة لكن حدث اعتراض من شخصين داخل لجنة التحكيم أحداهما رئيس اللجنة بسبب موقف أبى الواضح من اليهود ورفضه لاتفاقية كامب ديفيد، وقالوا يتضح من كل مواقفه عداؤه الصارخ لإسرائيل، ولا يمكن أن يحصل على نوبل ونعرف جميعا أن إسرائيل لها يد طولى فى لجان تحكيم نوبل، وهذا ما حدث بالتحديد وبعد أن علم السبب بات أفضل نفسيا عن ذى قبل وإن ظل فترة طويلة متأثرا بما وصفه بالخيانة التى جاءت بواسطة من أبلغوه، ومن القائمين على اللجنة جميعهم".


وأكدت أن والدها لم يقل يوما أنه كان أحق بالجائزة من نجيب محفوظ، لكن والدى شعر بالخيانة من جراء إخباره من قبل أشخاص سويديين بأنه المرشح الأقوى للجائزة لكنه لم يتحدث عن أحقيته عن نجيب محفوظ، بالعكس قام بتهنئة نجيب محفوظ، وهذا دليل على نيته السليمة وصفاء قلبه، وإن كان قد حزن فهذا حقه خاصة بعد إبلاغه بشىء كبير مثل هذا الحدث، لكنه كان حزينا جدا، وقال إن هناك خيانة قد حدثت، واستمر فى ضيق وألم وصل لحد الاكتئاب فترة طويلة جدا تخطت العامين.