خلال مقابلة مع عدد من الصحف الأوروبية، اعترفت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بفشل تجربة الربيع العربي، التي وقعت في نهاية عام 2010، وهو ما يعتبر دليلا على عدم فوز النظام الحر في العالم.
وبسؤالها باعتبارها آخر رئيس للحكومة المتبقية من جيل 1989، "لقد اختبرت الكتلة الشرقية والتوحيد الأوروبي، أليس هذا هو الحال في انحراف أوروبا عن بعضها البعض على الرغم من الجهود المتعلقة بوباء كورونا؟ هل يمكن لرؤساء الحكومات الأصغر سنا أن يجدوا لغة مشتركة؟"، أجابت ميركل أن فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري كان ناشطا عام 1989، وبالعودة إلى هذا الوقت، كانت الديمقراطية الليبرالية قد انتصرت في البداية على ديكتاتورية الاشتراكية والشيوعية، لكن كان هذا جزءا من الحقيقة الواقعة.
وتابعت ميركل قائلة إن "الصراعات التي اندلعت في دول البلقان الغربية، وفي وقت لاحق في العالم الإسلامي، وصعود الصين كقوة اقتصادية على الرغم من كونها دولة غير ديمقراطية إلا أنها ناجحة اقتصاديا، وهو ما شكل تحديا لديمقراطياتنا الغربية"، وذلك على حد تعبيرها.
وأضافت أنه "ظهر خطر الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، ثم الإحباط التي تلا ثورات الربيع العربي، باختصار، لم نتمكن بعد من تقديم دليل مطلق على أن النظام الليبرالي على وشك الفوز اليوم. هذا يقلقني".
وبسؤالها حول "ألم تحصد أوروبا ثمار ثورتها؟"، قالت ميركل: "نعم ولا، فمن ناحية، لقد استمتهنا بقصة نجاح كبيرة منذ عام 1989، لكن فشلت حماستنا في إدراك ما تركته الديكتاتوريات من آثار بعيدة المدى في السنوات الأربعين منذ الحرب العالمية الثانية".
وأشارت إلى أنه بعد الاشتراكية الوطنية والحرب العالمية الثانية، دخلت العديد من دول شرق أوروبا مباشرة في فترة ثانية من الديكتاتورية، وأن العديد من الدول في الكتلة الشرقية كان لديها عدد قليل من السنوات لتحديد هوياتها الوطنية. ولذلك، فإن هذه الدول خضعت لعمليات طويلة كانت جزءا من الحياة الطبيعية في الكتلة الغربية.