EN 
بطولات وتضحيات يقدمها الأطباء و الاطقم الطبية في مستشفيات العزل في مختلف أنحاء الجمهورية، منذ بدء جائحة فيروس كورونا، والتي تكشف كل يوم تلو الاخر عن المعدن الأصيل للطبيب المصري.
ومن بين قصص التضحيات التي لا تخلو مستشفيات العزل منها ففي كل مستشفى مئات قصص البطولة والتضحيات، ومن بينها قصة بطولة الدكتور عمرو نادي مدير مستشفى ناصر العام ببني سويف المتعافي من فيرس كورونا المستجد، والذي روى تجربته الشخصية مع الأزمة، ورحلته من الإصابة حتى الشفاء.
وقال: "أنا اسمي عمرو نادي طبيب بمستشفى ناصر العام في بني سويف اشتغلت قرابة ٣ شهور بشكل متصل وكيلا ثم مديرا للمستشفى وهو ما فرض علي اني اتعامل بشكل يومي مع مرضى ومرافقين الكورونا عن قرب ولفترات طويلة".
وتابع: "كنت بحاول قدر الإمكان إني أحافظ على نفسي وألتزم بالاجراءات الاحترازية أغلب الوقت لكن للأسف طبيعة العمل ليوم كامل وبشكل يومي خلت المهمة مش دايما سهلة وبيحصل سهو كتير عن إجراءات مهمة كانت هتبقى كفيلة بإذن الله وبعد مشيئته تعالى أنها تحميني من الإصابة .. وهنا الدرس الاول سواء للطاقم الطبي من الزملاء أو غيرهم من الناس اللي بيضطروا ينزلوا بشكل يومي لظروف شغلهم اوعى تتهاون أو تتساهل لاي سبب عن إجراءات وقايتك الشخصية واقلها وابسطها " الكمامة الطبية ، التباعد الاجتماعي ، الكحول وغسل الأيدي باستمرار " ونضيف عليها لزملائي من الطاقم الطبي البس لبسك الوقائي كاملا ومتتنازلش عن أي نواقص والخلع الصح اهم من اللبس افتكروها دي !".
اقرأ أيضا :
وأكمل: "الحاجة التانية أنا بحمد ربنا اني رغم أن الدور عدى عليا بصعوبة شديدة الا اني متأكد أن بعد فضل ربنا أن المناعة كان ليها دور كويس أن الدور ميطولش لفترة كبيرة رغم أن في تجارب لناس جالها الفيروس وعدوا منه بدون اية معاناة بس انا متاكد اني في فترة شغلي اتعرضت ل "viral load " عنيف جدا كان ليه دور أكيد في سوء الأعراض فنصيحة أننا نحاول قدر الإمكان أننا نهتم بطرق التغذية الصح والرياضة أو الحركة بصفة عامة وقلة الخمول و" الأنتخة" ومفيش مانع من استخدام بعض المنتجات اللي ليها دور ولو بسيط في رفع مناعة الجسم .
وأضاف: أن "الأعراض بدأت معايا كحة بسيطة جدا وسخونة وتكسير بسيط في الجسم وتحاليلي كان كلها كويسة ومتقولش أن في حاجة هي بس الأشعة اللي كان فيها التهابات ومكنتش أبدا بعنف الأعراض!.. العنف اللي بدأ يظهر ابتداء من اليوم الرابع تقريبا واستمر وبدأ يتصاعد على مدار ١٠ أيام تقريبا لدرجة وصلتني كذا مرة اني انوي اتحرك للمستشفى لأن من كتر التعب كنت احيانا مش بقدر اقوم اجيب العلاج لنفسي في ميعاده .. لكن بفضل الدعم النفسي والطبي لإخواننا الكبار أمثال الدكتور شريف مجدي والدكتور احمد ياسين و صديق عمري الدكتور مصطفى حسن وحبيبي ونسيبي الغالي الدكتور مصطفى المصري توكلت على الله وكملت فترة علاجي في البيت".
واسترسل: "الأعراض كانت سخونة بتطلع مرة واحدة وتوصل ل ٤٠ درجة بكل سهولة وسرعة وسلاسة، ضيق نفس تحس معاه أن روحك بتطلع حرفيا النوم على ظهري بالنسبة لي كان كابوس في فترة من الفترات، إضافة لتكسير رهيب في الجسم ودوخة ونهجة مع أقل مجهود حتى لو هاقوم ادخل الحمام وارجع".
ولفت إلى أنه "عشت مع الصداع ٥ ايام صعبين جدا .صداع لا يستجيب لاي مسكنات حرفيا لدرجة اني كنت هطلب من مصطفى يجيبلي مخدر ينيمني 😔 وكنت على بعد أمتار من عمل أشعة مقطعية على المخ عشان اشوف ايه الحكاية".
وأكد أن "فترة الهلاوس دي كانت صعبة جدا ومحتاج استشير فيها زمايلنا في الطب النفسي .. أنا كنت كل فترة نوم بابدء قصة وحكاية وفيلم ودراما وقصة تبدأ كل ما انام بسيناريو منظم جدا وحالات بتابعها وناس بتموت وصوات وناس خارجة من المستشفى فرحانة وأقوم مخضوض على صرخة عيان تعبان وناس بتكلمني في التليفون وبعدين اصحى اتعايش عادي جدا واول ما انام ترجع تكمل الحكاية .. الخ ... حرفيا ٧ ايام كرهت فيهم النوم من ضيق النفس والصداع والهلاوس اللي كانت باتبدا مجرد ما احط راسي على المخدة.. كان عندي شعور غريب حير الأطباء، وهو أنه ياريتني فاقد حاسة الشم والتذوق يااريتني. لا خالص أنا بقى الموضوع بالنسبة لي طعم وريحة "قذرة جدا" بحس بيه مجرد ما اكل أو اشرب اي حاجة .. شعور يخليني رغم اني ببقى جعان جداا كاره الاكل والشرب بسبب الطعم العجيب اللي كنت بحسه اول ما اكل أو اشرب للاسف الشعور ده طول خالص "ضاحكا " بس مصلحة خسينا شوية حلوين".
وأشار إلى أن الفيروس هياخد فترته ويعدي كلمة كنت بقولها كطبيب للمرضى المحجوزين وقالهالي زمايلي وهما بيطمنوني من وقت للتاني .. بس للاسف مع طول الفترة كنت يئست أن الكلام يطلع صح، بس فعلا هي فترة وفي يوم وليلة أعراض كتير بتختفي من غير ما تعرف السبب في كدة انهي علاج ولا ايه السبب! الأعراض بتختفي وتزول بشكل دراماتيكي سريع وعجيب وبرحمة ونعمة غير عادية من ربنا سبحانه وتعالى.. بس عموما للي حابب يعرف العلاج اللي مشيت عليه كلكسان ٤٠ مشيت عليها ٣ ايام قبل ما نتيجة التحليل تطلع كويسة واقلب على أقراص ريفاروسبير وهاستمر عليها لمدة شهر المفروض.. وفي اقراص جميلة اسمها فوراديل معاها بخاخة حسنت معايا كتير الأعراض التنفسية، مشيت فترة مع ازدياد الأعراض على أقراص سوليوبريد صباحا ومازلت مستمر.
وقال : "خدت الكورس بتاع الهيدروكيين ولا أنصح بيه أحد أعراضه الجانبية عنيفة جدا ومعتقدش ان كان ليها اي دور في العلاج .. اتحسنت بعد ما خلصت الكورس بتاعه ب اسبوع أو اكتر ، البانادول هام جدا واحتجت كذا يوم للبرفلجان مع زيادة الأعراض".. وأعراض الجهاز الهضمي زي فقدان الشهية وإحساس والترجيع والإسهال ووجع البطن لم يفلح معه كل أدوية السوق المصري والاجنبي، هي خدت فترتها وعدت .
وأضاف: "احتجت في وقت انعدام الشهية وقلة شرب السوائل اعلق محاليل كل ٨ ساعات ، احتجت الأكسجين لمدة ٣ ايام لما الساتيوريشن نزل شوية عن ال ٩٠ وريحني جدا الحمدلله ، مفيش مانع من الزنك وفيتامين سي كنت باخدهم كدعم نفسي يعني واهو مش هايضره لو منفعوش.. العامل النفسي وان يكون حواليك أهل وعيلة وأصدقاء بيحبوك ويسالوا عليك ويلبوا طلباتك ويقدمولك كل وسائل الدعم النفسي اللي انت محتاجه وزياده ويبقى باب البيت اللي انت معزول فيه في كل ساعة حد واقف عليه يقولك احنا جنبك وانت هتبقى كويس ورسائل الفيس والواتس والتليفون..الخ هو ده العلاج اللي لو ينفع يتعبى في ازايز هيبقى اروع علاج خلقه ربنا لاي مرض في الدنيا .
اخيرا احنا فعلا محتاجين يبقى عندنا توازن في التوكل على الله سبحانه الستار الرحيم العظيم وبين الأخذ بالاسباب لان الفترة الجاية مش هتبقى افضل حالا من اللي فاتت ربنا يسترها عليكم وعلى اهاليكم وكل حبايبكم ويبعد عنا يارب البلاء والوباء".
